السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تشات جي بي تي.. الابن الأول للذكاء الاصطناعي الذي سيغير وجه العالم

السبت 18/مارس/2023 - 02:07 م

هل سمعت مؤخرًا عن "تشات جي بي تي"؟ أداة المحادثة الفورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي وصل عدد مستخدميها لمائة مليون مستخدم خلال شهر واحد! ذلك العدد الذي استغرق الوصول إليه خمس سنوات من قِبَل تويتر وأربعة سنوات ونصف من قِبَل فيس بوك وسنتين ونصف من قِبَل إنستجرام.

دعنا عزيزي القارئ في البداية نشرح بشكل مختصر ومبسط ما هي أداة "تشات جي بي تي"..

"تشات جي بي تي" هي أداة محادثة فورية مدعومة بالذكاء الاصطناعي AI Bot، ترد على أي استفسار بشكل يحاكي إجابة الإنسان الطبيعي، وتعتبر أداة "تشات جي بي تي" تحديدًا التي تم تطويرها بواسطة "أوبن إيه آي" -إحدى المؤسسات البحثية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي- أهم أداة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على المحادثات حاليًا، حيث يوجد العشرات من أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تنشئ النصوص، والصور والصوت وحتى مقاطع الفيديو بواسطة الذكاء الاصطناعي.

تشات جي بي تي أم محركات البحث العادية مثل جوجل؟

ما يميز "تشات جي بي تي" عن محركات البحث الأخرى مثل جوجل وغيرها هو القدرة على توليد استجابات بلغة طبيعية لمجموعة واسعة من الأوامر والطلبات، التي تشمل كتابة المحتوى والتلخيص وكتابة التغريدات والقصص وكتابة الشعر وعمل امتحانات وكتابة أكواد برمجة وغيرها المئات من الوظائف التي لا يمكن حصرها التي تشمل على أي نص مكتوب يمكن لإنسان ما كتابته، ولكن الفرق أن "تشات جي بي تي" سيكتبه طبقًا للأوامر المكتوبة له، وكلما كانت تلك الأوامر المكتوبة دقيقة ومبسطة ومفهومة وتحتوي على توجيه للسياق الذي يُراد الكتابة فيه ستكون النتائج دقيقة ومبهرة وسريعة بصورة لا تصدق.

وعلى عكس محركات البحث التقليدية التي تعتمد على الخوارزميات لمطابقة الكلمات الرئيسية مع المحتوى ذي الصلة، يستخدم "تشات جي بي تي" التعلم الآلي لتحليل سياق الاستعلام وإنشاء استجابة أقرب ما تكون إلى إجابة الإنسان، حيث إن أدوات الذكاء الاصطناعي تعمل على محاكاة الذكاء البشري، هذا يعني أنه يمكن استخدام "تشات جي بي تي" للإجابة عن مجموعة واسعة من الأسئلة، سواء كانت استعلامات بسيطة أو حتى الاستفسارات الأكثر تعقيدًا التي تتطلب فهمًا دقيقًا.

حقوق النشر والسرقة الأدبية والانتحال

تتمثل إحدى الميزات الفريدة في "تشات جي بي تي" في قدرته على إنشاء محتوى أصلي، ما يعني أنه يمكن استخدامه لإنشاء مواد مكتوبة، مثل المقالات ومشاركات مواقع التواصل الاجتماعي، والمدونات، دون الحاجة إلى التدخل البشري أو على الأقل دون الحاجة إلى التدخل البشري بشكل كامل، حيث يمكن أن يقوم المستخدم فقط بالمراجعة والتنقيح.

أحد أكبر المخاوف التي كانت ولا زالت تُثار بشأن استخدام "تشات جي بي تي" لإنشاء المحتوى هو احتمال الانتحال Plagiarism وذلك نظرًا لأن تلك الأداة قادرة على إنشاء محتوى أصلي، فربما يرى البعض أن هناك خطرًا محتملًا يتمثل في أن المستخدمين قد يستخدمون مواد تم نشرها بالفعل في مكان آخر، ولمعالجة هذه المشكلة، نفذت "أوبن إيه آي" عددًا من الضمانات لمنع الانتحال والتأكد من أن المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة "تشات جي بي تي" أصلي.

أحد هذه الإجراءات الوقائية هو استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحليل النص الذي تم إنشاؤه بواسطة "تشات جي بي تي" ومقارنته بالمحتوى الموجود على الإنترنت، وإذا اكتشفت الخوارزمية أي أوجه تشابه بين الاثنين، فسوف تضع علامة على المحتوى على أنه مسروق وتحث المستخدم على مراجعة المادة وتحريرها وفقًا لذلك.

وعلى الرغم من هذه الضمانات، لا يزال استخدام "تشات جي بي تي" لإنشاء المحتوى موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث يجادل بعض النقاد بأن تلك الأداة يمكن استخدامها لإنشاء كميات كبيرة من المحتوى منخفض الجودة، وإغراق الإنترنت بمواد لا معنى لها أو مضللة، كما يشعر آخرون بالقلق من أن استخدام المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى إعاقة عمل الكتاب البشريين وهو ما يُتوقَّع حدوثه بالفعل خلال سنوات قليلة، وقد بدأنا نرى بالفعل بداية تكون كرة الثلج الآن حيث ذكرت وكالة رويترز في تقرير لها صدر منذ أسابيع أن سوق الكتب الإلكترونية على أمازون قد شهد نشاطًا كبيرًا في الأسابيع الأخيرة نتيجة استخدام العديد من الكتاب الجدد أداة "تشات جي بي تي" لتأليف كتب وبيعها على الموقع، حيث يوجد حتى الآن -منتصف فبراير- أكثر من مائتي كتاب قام أصحابها بذكر أن "تشات جي بي تي" مشارك في التأليف والكتابة، إلا أن الخبراء يتوقعون أن الأعداد الحقيقية للكتب الإلكترونية التي تم تأليفها ونشرها على متاجر بيع الكتب وتم بيعها بالفعل أضعاف هذا الرقم بكثير. 

ولكن على الجانب الآخر وبالرغم من هذه المخاوف إلا أن هناك العديد من الفوائد المحتملة لاستخدام "تشات جي بي تي" لإنشاء المحتوى، فهو يسمح للشركات والأفراد بإنشاء مواد عالية الجودة في وقت قليل، كما يمكن إنشاء المحتوى على نطاق واسع، مثل استخدام "تشات جي بي تي" لإنشاء ردود على استفسارات العملاء، وإنشاء رسائل تسويقية مخصصة، وحتى إنشاء توصيات منتجات مخصصة بناءً على بيانات المستخدم.

في الختام، يؤكد صانعو أداة "تشات جي بي تي" وغيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة على أن الهدف منها أن تكون مجرد أدوات مساعدة، وليس الهدف منها استبدال العنصر البشري بشكل كامل، ولكن المتابع الجيد للتطور السريع الذي تشهده تلك الأدوات سيدرك جيدًا أن هذا التطور من المحتمل أن يشكّل خطرًا حقيقيًّا على مستقبل البشرية، وسيتغير شكل العالم بشكل حتمي مع انتشار تلك الأدوات، فالثورة التي تحدث الآن باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لن أكون مبالغًا حين أقول إنها سوف تُحدِث تأثيرًا مشابهًا للثورة الصناعية أو ثورة دخول الإنترنت، وذلك التأثير المتوقع بداية من مستقبل الوظائف والشكل الاقتصادي للأعمال وحتى سباق التسلح بين الدول باستخدام تلك التكنولوجيا، وهذه المواضيع الكثيرة المرتبطة بهذا الاختراع الثوري يمكن أن نكتب عنها في مقالات مقبلة.

تابع مواقعنا