الإثنين 18 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حريق المسجد النبوي الشريف

الخميس 23/مارس/2023 - 10:48 م

يأتي شهر رمضان المبارك ومعه من الذكريات التي لا تنسى، ففي أول يوم في شهر رمضان سنة 654 هجريا، حدث حريق للمسجد وهي ليست المرة الأولى التي يحترق فيها فحدث مرتين في تاريخه، فالمسجد النبوي تعرض للعديد من الحوادث المؤلمة منها سقوط حائط أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم لكن الحريق كان له من الأثر المؤلم في نفوس المسلمين ولا تقارن بأي حال من الاحول، حتى ظن الناس أنها من علامات يوم القيامة.

 الحريق الأول 

احترق المسجد النبوي أول مرة في أول ليلة في شهر رمضان عام 654 هجريا 1256 ميلاديًا في عهد الخليفة العباسي المعتصم، والسبب في الحريق أن أحد خُدام المسجد دخل حاصل المسجد (مكان جانبي في المسجد يوضع فيه زيت القناديل والحصير التي تفرش داخل المسجد) وكان يحوي الحاصل الكثير من الزيت، فترك العامل المصباح الذي في يديه وخرج وبذلك اشتعلت النار في الحاصل وفي الزيوت وفي الحصير مما ساعد على حريق المسجد حتى امتدت النار الي الحجرة الشريفة، ولما علم أهل المدينة بهذا الحريق اجتمعوا في المسجد لإطفاء الحريق لكن النار لم تنطفئ إلا وقد أحرقت معظم محتويات المسجد النبوي (المنبر الشريف، والأبواب، والخزائن، والشبابيك، وما اشتملت الصناديق من كتيب وكسوة)، وفي اليوم التالي للحريق وضع أهل المدينة مكانا خلف المسجد للصلاة دون أن يزيلوا مكان الحريق، وأرسل الخلفة العباسي الأدوات اللازمة لبناء المسجد بعد الحريق لكن لم يكتمل بسبب غزوات التتار، وأكمل بناؤه الظاهر بيبرس وأرسل مقصورة خشبية من مصر، وأمر بتولي منصب شيخ الخدام حين أدرك أن الحريق بسبب إهمال خادم المسجد واستمر المسجد على حالته عدة سنوات حتى عام 886 هجريا.

 الحريق الثاني 

تعرض المسجد النبوي للمرة الثانية في تاريخه إلى كارثة تردد صداها في أرجاء العالم الإسلامي، وكان ذلك في شهر رمضان عام 886 هجريا 148 ميلاديا، والسبب في المرة الثانية أن صاعقة أصابت مئذنة المسجد، وامتدت النار حتى أصابت السقف العلوي للمسجد، وفي وقت كان المسجد خاليا من المصلين، ولما رأى أهل المدينة النار في المسجد تطوعوا لإخماد الحريق حتى احترق عدد منهم، ومع ارتفاع المبنى وقلة الإمكانيات وكثرة القناديل الزيتية في المسجد انتشرت النار بسرعة في باقي المسجد، ووصلت الخسائر المادية إلى عشرة من المتطوعين والخسائر المادية طالت جميع أنحاء المسجد بما فيها المنبر الجديد والكتب النادرة الموجودة، ولما بلغ الخبر السلطان المملوكي في مصر قايتباي ( صاحب القلعة المشهورة في الإسكندرية) بكى بكاء شديدا وحزن حزنًا شديدًا
على ما سمع أن مسجد الرسول (ص) قد احترق، فأمر جميع البنائين والنحاتين والعاملين بالسفر إلى المدينة وبناء المنبر من الرخام وبناء مقصورة من الحديد للحجرة النبوية المشرفة.

 التوسعة والتجديد 

اعتنى السلاطين العثمانيون بالمسجد النبوي الشريف، وأجروا عليه بعض الإصلاحات والترميمات، وفي عام 1228هـ جدَّد السلطان محمود الثاني العثماني القبة الشريفة، ودهنها باللون الأخضر، فاشتهرت بالقبة الخضراء، بعد أن كانت تعرف بالبيضاء أو الزرقاء أو الفيحاء.

ومنذ بداية العهد السعودي وإلى وقتنا هذا، وأعيد صبغ القبة باللون الأخضر عدة مرات، مع بعض الإصلاحات والترميمات اللازمة لها، وتمت العديد من التوسعات في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، والملك خالد والملك فيصل والملك فهد، ولم تتجاوز سعة المسجد عند إنشائه أكثر من 98 قدما في 115 قدما وبلغ في وقتنا هذا 400،500 م2، ليستوعب المصلين في أوقات الحج والعمرة.

تابع مواقعنا