الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

د. حسام شاكر يكتب عن إذاعة شاب عمرها فشب عطاؤها

الإثنين 27/مارس/2023 - 12:14 ص

اتفقت معي أو اختلفت فهي الأعلى تشغيلًا واستماعًا، منذ نشأتها نافستها القنوات الفضائية والإذاعات (الإنترنتية) والمواقع الإلكترونية لكنها ظلت محافظة على صدارتها وجماهيريتها، سواء كان ذلك بغية المتابعة والاستفادة من علومها أو تبركًا بما فيها من آيات بينات ومواعظ مباركات، فهي المولود الذي نطق يوم مولده فعم صوته أرجاء من حوله.

إنها إذاعة القرآن الكريم التي تطورت بتطور الزمان، فلم تكتف بما عليه من نجاح فأطلقت موقعا إلكترونيًا لكي يَعبُر أثيرها مخترقا الجبال والمحيطات في مثل هذا اليوم 25 مارس1964م أي منذ 59 عامًا كان الشيخ محمود الحصري - بلغة الإعلام-  حصريًا على ذبذباتها يقرأ القرآن بمزموره الداوودي بقراءة حفص عن عاصم، وبعد عام انتهى الحَصري للشيخ الحُصري بعد أن ختم لها القرآن بروايتي حفص وورش، فنافسه -وفي ذلك فليتنافس المتنافسون - الشيوخ: مصطفى إسماعيل، محمد صديق المنشاوي، وعبد الباسط محمد عبد الصمد وبعد عامين تقريبًا  بنى الشيخ محمود علي البنا مكانًا له بين هؤلاء العمالقة فسجل للإذاعة ختمة مرتلة بصوته.

 

وقد قيض الله للإذاعة خلال هذه الفترة أعضاء نواب غيورين على دينهم، حين  تقدم النائب الأزهري الشيخ محمد حافظ سليمان، أحد نواب مجلس الأمة عن دائرة أولاد طوق بسوهاج  باقتراح لإدخال آذان الصلوات، وبعض برامج تفسير القرآن الكريم وبرامج في شرح الأحاديث الشريفة باعتبارها البيان النبوي للقرآن الكريم والمصدر الثاني للتشريع الإسلامي، تمت الموافقة على هذا الاقتراح، وأحيل للعمل بموجبه إلى السيد وزير الثقافة والإرشاد، الدكتور عبد القادر حاتم المسئول عن الإعلام في ذلك الوقت، وبناء عليه أدخل إلى نسيج المادة المذاعة آذان الصلوات وعدد من برامج التفسير وبرامج السنة المطهرة كان من بينها برامج الأحكام في القرآن، والأمثال في القرآن، والحياة في القرآن، والتفسير المقروء، ومن بيوت الله.

 

وكانت هذه إحدى مراحل تطور إذاعة القرآن الكريم، فقد بدأت إذاعة هذه البرامج بمدة إجمالية تمثل (5%) من نسبة عدد ساعات الإرسال، التي كانت تبلغ أربع عشرة ساعة يوميًا، والباقي (95%) للقرآن المرتل، ومن بعدها  تم إدخال القرآن المجود بأصوات مشاهير القراء.

 

واحتل القرآن المجود بجانب القرآن المرتل مساحة مهمة في مضمون المادة الإذاعية بالمحطة، وصارت تلك الخطوة نافذة تكشف عن عشرات المواهب من القراء الجدد الذين يتم اعتمادهم من قبل لجنة اختبار القراء والمبتهلين بالإذاعة، ومع حرب أكتوبر زاد عدد ساعات الإرسال إلى 19 ساعة بدلا من 14، وازدادت معها نسبة البرامج إلى أن جاء عام 94 معلنًا عن دوي صوت إذاعة القرآن على مدار اليوم، ليشمل الإرسال 24 ساعة تُطرَب فيها آذانك بجمال أصوات المقرئين والمذيعين.

 

فالتنوع في تخصصات رؤساء الإذاعة يبرهن على دماءها المتجددة فإن تولاه رجل أو امرأة، خريج دارسات إسلامية وعربية أو آداب انجليزي تظل كما هي ببرامجها المتميزة وأصواتها العذبة، فمن يرصد تخصصات رؤساء الإذاعة منذ نشأتها يكتشف تنوعا وثراء انعكس أثره على العاملين بها، فقد ترأسها في بداية إرسالها شاعر وأديب وهو محمود حسن إسماعيل، ثم تعاقب عليها خريج الآداب كامل البوهي، وخريج الإنجليزي عطية إبراهيم، وخريج الاقتصاد والعلوم السياسية محمد عويضة، وخريجة الدراسات الإسلامية هاجر سعد الدين، وخريجي دار العلوم محمد الشناوي وإبراهيم مجاهد وحسن سليمان، وخريجي الصحافة والإعلام عبد الصمد دسوقي والسيد صالح، ثم الجامع بين الحسنين خريج دار العلوم والدعوة رئيسها الحالي الإذاعي رضا عبدالسلام، وهذا التنوع في التخصصات وفي التلاوات يؤكد لك أن إذاعة القرآن الكريم شاب عمرها وشب عطاؤها.

تابع مواقعنا