الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حكم بلع البلغم في رمضان.. وهل القيء يفسد الصيام؟

حكم بلع البلغم -
دين وفتوى
حكم بلع البلغم - ارشيفية
الإثنين 27/مارس/2023 - 01:03 م

حكم بلع البلغم في رمضان وهل القيء يفسد صيام رمضان من الأسئلة التي كثيرًا ما تخطر على بال المسلم، من أجل الأحكام الخاصة بها، والمقصود بالبلغم الأغشية المخاطية في الجسم، أما القيء فهو أن تطرد المعدة ما بداخلها، لذا الإجابة على هذه الأسئلة لها أهمية كبيرة، لضرورة معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بها، حتى يعرف المسلم ما إذا كان أحد هذه الأشياء يفسد بها الصيام أم لا وهل هناك حالات أخرى لهذه الأسئلة أم لا.


حكم بلع البلغم

يري جمهور الفقهاء أن حكم بلع البلغم في رمضان أو في أثناء الصيام لا يفطر، ولكن إذا أخرج الصائم البلغم ثم ابتلعه بعد ذلك ففي هذه الحالة يكون مفطرًا، ويرى بعض الفقهاء أنه لا يجوز للصائم بلع البلغم ما دامت لديه القدرة على إخراجه، فإذا استطاع إخراجه فلا يبتلعه ثانيًا، ولكن إذا كان من الصعب أن يخرجه فيكمل الصائم وصيامه صحيح، ولكن يري جمهور المالكية أن حكم بلع البلغم لا يفسد الصيام إطلاقًا، سواء تعمد الصائم بلع البلغم أم لا، وبناء عليه من الممكن لمن حدث معه مثل ذلك أن يأخذ برأي جمهور المالكية ولا قضاء عليه، ويرى البعض الآخر أنها لا تفطر كونها شيئا ملتحقا بالريق.

إذا تعمد الشخص بلع البلغم في رمضان في أثناء الصيام، فيأتي الحكم في هذه الحالة على النحو التالي: في حالة أن شخص ما بلع البلغم غير متعمدًا فعل ذلك وغير قاصد له فلا يفطر، ولكن إذا ابتلعه متعمدًا وكان قاصدًا ذلك، فهنا يعد الصائم مفطرًا، أما ابتلع الشخص ريقه فلا شيء عليه لأن الريق يصعب الاحتراز منه، ولأن الفقهاء أيضا وضحوا في مسألة الريق أنه من الأشياء التي البلوى بها عامة أي أنه شيء ملازم للشخص.


بناء على ذلك فالأمر سيان في حكم بلع النخامة أنها لا تفسد الصيام، والهام هنا أن يدعها الصائم ولا يحاول إخراجها إلى الفم، ولكن إذا استطاع إخراجها فليبصقها، أما الشافعية والحنابلة فقد قالوا إنها تفسد الصيام.


هل القيء يفسد الصيام


هل القيء يفسد الصيام، سؤال يراود أذهان الكثير، حكم القيء من حيث إنه يفسد الصيام أم لا، ولكن في البداية تعريف القيء أو الاستفراغ هو أن إخراج ما في داخل المعدة من أكل أو شرب من خلال المريء ومن بعده الأنف والفم، ويتخلف الحكم من حيث كون خروج القيء عمدًا أم لا، والرد هو إذا خرج القيء من غير عمد وتغلب على الصائم فلا حرج عليه وصيامه صحيح ولا يجب عليه القضاء، ولكن يجب على الشخص الصائم عدم تعمد ابتلاع أي شيء مما يخرج من جوفه، مع الأخذ في الاعتبار عدم التقصير في فعل ذلك، مع ذلك إذا دخل إلى معدته شيء من غير قصد فهذا لا يضره.

إذا تعمد الصائم القيء وهو مختار، غير ناسٍ لصيامه، ففي هذه الحالة يفسد صيامه، حتى إذا لم يرجع إلى جوفه شيء مما أخرجه، وعلى من يفعل ذلك عليه قضاء يوم بدل عن الذي فسد فيه صيامه، وهذا باتفاق المذاهب الأربعة، كما جاء في السنة النبوية أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدًا فليقض) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الحاكم.

كما ورد في كتب الفقه المختلفة في سؤال هل القيء يفسد الصيام، أنه إذا تعمد الصائم الاستقاء بأي وسيلة مثل شم ما يخرج منه أو وضع إصبع في حلقه أو غيرها من الأمور التي تسبب القيء، فيفسد صيامه ويلزمه القضاء، أما إذا خرج منه القيء عن غير عمد فالصوم صحيح ولا يجب عليه القضاء، وهذا الحكم لا خلاف عليه بين الفقهاء، قال الخطابي: "لا أعلم خلافا بين أهل العلم، في أن من ذرعه القيء، فإنه لا قضاء عليه، ولا في أن من استقاء عمدًا فعليه القضاء".


القيء عن غير قصد له صور منها: أن القيء غلب الشخص وخرج من جوفه بدون عمد أو القيء عن طريق الاشمئزاز وهو أن يشعر الشخص بشيء تشمئز له نفسه فبالتالي يستفرغ ما في جوفه، وفي الحالتين الصيام صحيح طالما كانا عن غير عمد، وليس على الشخص قضاء يوم غير بعد رمضان، وقد اجمع الفقهاء على ذلك، وبناء عليه فإن الصائم هنا لا يجوز له الإفطار هذا القيء وكذلك لا يجوز له شرب المياه بعد القيء في نهار رمضان.


يأتي هنا سؤال آخر عن القيء وهو هل القيء عمدًا يفسد الصيام في رمضان فقط؟ والرد أن القيء يفسد أنواع الصيام عمومًا، سواء كان الصائم سيدة حاملا، أو كان الصيام تطوعًا أو غير ذلك، الفرق أنه إذا كان في رمضان أو كان الصيام في الأصل قضاء، فسيتوجب على الصائم قضاء هذا اليوم الذي حدث فيه القيء، ويعد أداؤه واجبا شرعيا لا يجوز تركه، أما إذا كان الصيام تطوعًا فيبطل الصيام ولكن لا يستوجب القضاء، أما من ناحية الكفارة، فليس هناك كفارة لمن استقاء عمدًا في نهار رمضان، وهذا يعني أنه عليه القضاء فقط ليس إلا.


حكم صيام المرأة الحامل


حكم صيام المرأة الحامل، الأصل في صيام المرأة الحامل هو الوجوب، ولكن قد تطرأ بعض المتغيرات على المرأة الحامل، والتي من شأنها أنها تبيح لها الفطر في رمضان، وهذا يكون في حالة ظنها أن الصيام قد يؤدي إلى وقوع ضرر عليها وعلى الجنين، ولكن إذا قوي جسد المرأة وتأكد أن الصيام لن يؤدي إلى ضرر الجنين ففي هذه الحالة لا يجوز لها الإفطار.


يكون الإفطار واجبًا للمرأة الحامل إذا خافت على نفسها من الهلاك، أو وقوع ضرر بالغ لها أو لجنينها، ويكون الإفطار في حقها واجب، قياسًا على مسألة الشخص المريض الذي يجب عليه الفطر، فقد جاء في السنة النبوية عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل وضع عن المسافر شطر الصلاة، وعن المسافر والحامل والمرضع الصوم، أو الصيام.


يترتب على ذلك من إفطار المرأة الحامل حالتان، الأولى وهي إن خافت المرأة الحامل على نفسها وعلى جنينها ففي هذه الحالة يجوز له الإفطار ويتوجب عليها القضاء باتفاق الفقهاء، أما الحالة الثانية وهي إن خافت المرأة الحامل على جنيتها فقط، فقد اختلف الفقهاء فيما يترتب من أحكام على هذه الحالة وهناك قولان: 


-القول الأول: ذهب مذهب الأحناف أنه في حالة خوف المرأة الحامل على جنينها فقط، فإنه يتوجب عليها القضاء فقط دون فدية، وكان الدليل على ذلك لديهم هو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل وضع عن المسافر شطر الصلاة، وعن المسافر والحامل والمرضع الصوم، أو الصيام).
القول الثاني: ذهب المالكية، والحنابلة، والشافعية أنه في حالة خوف المرأة الحامل على جنينها ولم تخف على نفسها، فإنه يتوجب عليها القضاء مع الفدية وهي إخراج الطعام، واستدل المذهب الشافعي على ذلك بقول الله عز وجل: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).

تابع مواقعنا