محلل فلسطيني: إسرائيل تواجه خطرا حقيقيا وجيشها في مأزق ونتنياهو سيستمر في مخططاته
تستمر الأزمة الخانقة في إسرائيل على خلفية مشروع قرار خطة الإصلاحات القضائية المقدمة من قبل حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسيطرة على كافة مفاصل الحكم في تل أبيب، وعلى الرغم من إعلان نتنياهو تأجيل التصويت على الخطة للدورة القادمة في الكنيست الإسرائيلي، إلا أن الأزمة ما زالت تشعل الساحة الداخلية في إسرائيل.
وألقت أزمة الإصلاحات القضائية في إسرائيل بظلالها على كافة المؤسسات في تل أبيب، وأبرزها ما يتعلق بالملف الاقتصادي ووضع جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يشهد أزمة حقيقية، وتأثرت بها العلاقات الخارجية لإسرائيل خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم كل ذلك من المتوقع أن يستمر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تنفيذ مخططه.
وعلق المحلل السياسي الفلسطيني عبدالمهدي مطاوع على الأزمة التي تشهدها إسرائيل قائلًا: من المبكر جدا أو حتى من التوهم الحديث عن حرب أهلية في إسرائيل، وتراجع نتنياهو مؤقت لإعادة ترتيب أوراقه، حيث إنه لم يتوقع أن إقالة الوزير جالانت كانت ستمهد لعصيان مدني كامل وهذا ما صرح به الهستدروت والنقابات العمالية في إسرائيل، وهرب نتنياهو إلى الأمام عبر الموافقة على تشكيل مليشيا الحرس الوطني والتي ستأمر بأمر بن جفير، وأجل التشريعات إلى الدورة الثانية للكنيست وحرص الا يخرج للإعلام الا بعد خروج مظاهرات اليمين في القدس ويهدف من وراء ذلك أن يثبت أن الأغلبية ليست من يطالب بايقاف التعديلات القانونية أو كما يسميها الثورة القضائية.
وأضاف مطاوع في تصريحات لـ القاهرة 24: تأثرت علاقات إسرائيل خارجيا بشكل كبير خصوصا مع الولايات المتحدة الأمريكية وهذا انعكس في تصريحات الخارجية الأمريكية، إضافة إلى المعارضة من قبل اليهود الأمريكيين وأيضا التأثير الكبير على الاقتصاد الإسرائيلي خصوصا شركات الهاي تيك والتي صرحت أن بيئة الاستثمار ستكون معرضة للخطر نتيجة هذه التعديلات القانونية.
الجيش الإسرائيلي في أزمة
وتابع: الإعلانات عن رفض الخدمة والتدريب من قبل قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي خصوصا سلاح الطيران وما ستجره عن رفض كبير وواسع في الجيش سيؤدي إلى أزمة حقيقية، وربما أهم مؤشراتها بعد إقالة جالانت الإعلان عن حالة الاستنفار في الجيش الإسرائيلي، ومن المعروف أن الجيش الإسرائيلي يعتمد بشكل رئيسي على قوات الاحتياط في وحداته الهامة وأي خلل في هذا الجانب سيؤثر بشكل كبير على أداء وقوة الجيش، وهناك خشية في الأوساط الأمنية من أن إقالة جالانت ستجر وراءها استقالات وكذلك رفض الخدمة على نطاق واسع في الجيش.
وأردف مطاوع: نتنياهو بتأجيله المؤقت للتشريعات تعمد إغفال ذكر الوزير جالانت وإقالته أثناء كلمته، ولكنه أصر على محاربة رفض الخدمة واتخاذ إجراءات ضد الرافضين وهو ما تم رفضه مسبقا من جالانت وقيادات في الجيش الاسرائيلي، وأتوقع من نتنياهو حتى بداية الدورة القادمة من الكنيست أن يخلق أي مواجهة بهدف قتل الاعتراض واستمراره في السير في مخططه.
واختتم: رغم ذلك فرص بقاء هذه الحكومة أصبحت أقل خصوصا وأن الوزير جالانت وأعضاء آخرين من حزب الليكود قد يشكلون معارضة داخل حزب الليكود مما سيفقد هذه الحكومة الأغلبية.
تواصل الاحتجاجات في إسرائيل
وتتواصل الاحتجاجات العارمة في إسرائيل على خلفية مشروع قرار خطة الإصلاحات القضائية، على الرغم من إعلان تأجيل التوصيت على الخطة، حيث خرجت المظاهرات العارمة في شوارع تل أبيب وعددا من المدن الإسرائيلية مساء اليوم، وقامت قوات الشرطة الإسرائيلية بتفريق المتظاهرين.
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تدور الآن اشتباكات عنيقة بين الشرطة ومتظاهرين رافضين لقرار تأجيل التعديلات القضائية، حيث فرقت قوات الشرطة المتظاهرين على طريق إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه، كما اعتقلت عددا كبيرا من المتظاهرين.
وقال منظمو الاحتجاجات في إسرائيل: سنواصل المظاهرات لأن هدفنا إلغاء التعديلات وليس تأجيلها من قبل حكومة بنيامين نتنياهو.
وحسب صحيفة معاريف العبرية، تستمر التظاهرات الليلة أيضًا، وبدأت مظاهرة في شارع كابلان في تل أبيب الساعة 9:00 مساءً ومظاهرة أخرى في القدس الساعة 9:10 مساءً، وتم القبض على العديد من المتظاهرين بالقرب من الكنيست، بعد أن هاجموا عددًا من ضباط الشرطة، كما حاول المحتجون الوصول إلى منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن قوات الشرطة حالت دون وصولهم إليه بكافة الطرق.
وكان قد أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، تعليق الإصلاحات القضائية حتى الدورة المقبلة من الكنيست، مشددًا على أن إسرائيل في مفترق طرق خطير، مضيفا أن حكومته تواجه مخاطر صدام خطير في المجتمع الإسرائيلي.
وأوضح بنيامين نتنياهو، أن تأجيل التعديلات القضائية يأتي من أجل التوصل لتوافق واسع في الآراء، على أن يتم تمريرها في الدورة المقبلة للكنيست.
