من أحكام الصيام.. ما وجب عليك عمله وجب عليك العلم به

قاعدة أصولية وضعها علماؤنا الأجلاء، فالإنسان المسلم عليه أن يتعلم أحكام ما افترضه الله عليه، وأوجب عليه فعله من الطاعات والعبادات، حتى تقع العبادة على وفق ما شرع الله وسن رسوله -صلى الله عليه وسلم- وليس معنى أنه مطلوب منك على وجه الوجوب العلم بما أوجبه الله عليك، أن تبلغ مصاف العلماء الكبار، ورتبة الراسخين المجتهدين فى العلم، ليس المطلوب منك أن تكون الإمام: (الشافعى) فى الفقه مثلا، بل يكفى أن تكون على علم بالأحكام الأساسية  التي تجعل عبادتك المفروضة صحيحة، من الشروط والأركان ونحو ذلك، وتبقى المسائل الفرعية والخلافية محل نظر وبحث العلماء المتفقهين المتخصصين.

فالله - سبحانه وتعالى - أوجب عليك الصلاة، فلابد أن تكون علی علم بمواقيتها وشروطها وأركانها، وغير ذلك مما لا تصح الصلاة إلا به.

_  و فرض عليك الحج إن استطعت إليه سبيلا، فيجب عليك أن تعلم من أحكام مناسك الحج ما تكون به عبادتك صحيحة، رزقنا الله وإياكم حج  بيته الحرام.

_ وكذلك الأمر فى فريضة الصيا ؛ فإن لها شروطًا وأركانًا وأحكامًا، هي أساسيات يجب على المسلم أن يكون على علم بها، وسوف نتكلم عن بعضها بإيجاز يزيل اللب، ولا يرهق العقل، ويحقق المقصود إن شاء الله تعالى، وهو إيقاع العبادة وفعلها على وفق ما شرع ربنا، وسن نبينا -صلى الله عليه وسلم- ودعك من تنطع المتشددين.

أولًا: اعلم أن الصيام له ركنان أساسيان وهما:

1 - النية فهى أساس العبادات كلها ومنها الصيام، لحديث  النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إنما لأعمال بالنيات)، أى اعتبارها وقبولها على حسب نية العبد، ويجب تبييت النية فى صيام الفريضة لكل يوم، أما في صيام التطوع فإنه لا يشترط تبييتها.

2 - الإمساك عن سائر المفطرات: (شهوتي البطن والفرج) من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فإن أخطأ الصائم فأفطر ظانًا بقاء الليل، أو أخطأ فأفطر ظانًا غروب الشمس، فإنه يمسك بقية اليوم، ويقضى يومًا  مكانه، وقد فسد صومه وعليه القضاء لان عليه أن يتحرى-قدر الامكان- وقت العبادة. 

ثانيًا: الصيام له أنواع حسب زمن فعله، او سبب فعله، وأحوال من يقوم بفعله فمنه: 

- الصيام المفروض وهو ثلاثة أنواع: 

1 - صيام رمضان أداءً وقضاءً.
2- صيام النذر الذي ألزم  الانسان به نفسه.
3- صيام الكفارات كصيام كفارة الظهار مثلا. 

- الصيام المسنون أو المندوب أو المستحب، ومنه: صيام الإثنين والخميس، وصيام يوم عرف، ويوم عاشوراء، والصيام في شعبان.

 - الصيام المحرم كصيام يومي العيد: ( الفطر والأضحى). وأيام التشريق الثلاثة التى بعد عيد الأضحى، وصيام المرأة الحائض أو النفساء.

- الصيام المكروه: كإفراد يوم السبت أو الجمعة بالصيام إلا إذا وافقا عادة للإنسان فى الصيام؛ كأن يأتي يوم الجمعة موافقًا يوم عرفة.

وكذلك ورد النهى عن صيام يوم الشك وهو اليوم التاسع والعشرون من شعبان، وحال غيم دون رؤية الهلال.

وورد النهى عن صيام المرأة تطوعًا وزوجها حاضر إلا بإذنه.

- الحقن بكل أنواعها لا تفطر الصائم  سواء أكانت مأخوذة في العضل أو الوريد أو تحت الجلد كحقنة الأنسولين وسواء أكانت للتداوي أم للتقوية واختلف في حقن التغذية والحقنة الشرجية فمن العلماء من قال: بأنها مفطرة ومنهم من قال: هي غير مفطرة، وخروجا من الخلاف نقول: إن استطاع الصائم تاخيرها لما بعد الافطار كان أفضل، إن سمحت حالته.

- القطرة في العين أو الأذن أو الأنف لا تفطر حتى وإن وجد طعمها في حلقه.

- السواك ومعجون الأسنان والمضمضة بالماء، والتبرد به في الحر لا يفسد الصيام، مع عدم المبالغة، واستخدام العطور والدهانات بشتى أنواعها. 

هذه بعض أحكام الصيام وفي آراء العلماء وأقوالهم الكثير، وهذا ما ترجح مما تيسر، ونسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علما.