“دم جنا”.. حكاية الرقم “6” في حادث قطار محطة مصر (فيديو وصور)
على محطة مصر وبالتحديد “رصيف 6″؛ جرارٌ متهالك وعليه آثار الحريق التي حولت لونه للسواد، يعبر الرصيف لتخترق مقدمته جدران مبنى تابع للسكة الحديد.
وفي المستشفيات؛ توريلات تحمل أجساد نهشتها النيران تدخلها العمليات ثم تخرجها لغرف الرعايا المركزة، والأطباء يلتفون حول تلك الحالات الجميع يقدم قصارى جهده من أجل إنقاذ الحالات الملتهبة من النيران، والأهالي يصطفون أمام غرف العمليات رافعين إيديهم: “يا رب استر”.
ومن أمام مشرحة زينهم، صرخات تداوي بين أرجاء المنطقة، من أهالي الضحايا الملتهبين وجعًا على فقدان ذويهم، وبالداخل؛ عددًا من الجثث المتفحمة ما بين أطفال ونساء وشباب وشيوخ تخضع للتشريح”.
السواد يتشح على كل شبر في الأراضي المصرية، ووسط الآلام التي تكالبت على المصريين خلال الساعات الماضية، حزنًا على شهداء ومصابي حادث محطة مصر، ظهرت عددًا من البطولات، جسدها الشباب، لعل أبرزها إنقاذ المواطنين والتكدسات على مراكز التبرع بالدم، إلا أن هناك بطولة من نوع آخر، بطولة بريئة.
بطولة جسدتها سفيرة للبراءة، والذي تشابه عمرها برقم رصيف الحادث قدرًا “6”، إلا أنها فاجئت والدتها وأسرتها بطلب صادق لم يخطر على بال أحدهم، “ماما أنا عاوز انزل اتبرع للناس اللي القطر ولع فيهم”.
لم تغيب مشاهد النيران المشتعلة في الركاب ضحايا حادث انفجار محطة مصر، عن أذهان الطفلة جنا صاحبة الـ6 أعوام، والذي يخرج الكلام منها بالكاد، “شوفت ناس مولعة وبتجري عاوزين اللي يطفيهم”.
“الطفلة اللي عندها 6 سنين هي اللي قالتلي يا ماما يله نروح نتبرع”، قالتها السيدة الأربعينة، والدة جنا، مؤكدًة على أنها فوجئت بطلب الطفلة، ورغم أنها كانت تعتزم على التبرع، إلا أن الجملة التي قالتها “جنا” جعلتها تتحمس أكثر، “لما الطفلة تقول كده فلازم بقى.. متأخرش”.