د. حسام شاكر يكتب عن معنى كلمة الأزهر

كل لون صاف مشرق ناصع البياض يعني  (الأزهر)، وقد  أشرقت بنوره القاهرة وتزينت بجماله  في مثل هذا اليوم في السابع من رمضان عام  361هـ /972م عندما أقيمت فيه أول صلاة جمعة جامعة للناس، وإن كنت تبحث عن أصله وفصله ثم فضله فإن الفاطميين كانوا ينعتون حدائقهم وقصورهم  فيقولون عنها (الزاهرة) فلاعجب أن يطلقوا على الجامع (الأزهر) وكانوا ينتسبون للسيدة فاطمة الزهراء فكان (الأزهر) اشتقاقا يرضى نفوسهم.

 وقد شاء الله أن يوفقهم في الاختيار (الأزهر) ففنيت الدولة الفاطمية وبقي (الأزهر مُزهرًا) ثم تعاقبت عليه الممالك والسلاطين فزالوا في دولة المماليك وصمد (الأزهر مُبهرًا) ببهاء منظره وصفاء جوهره، وإن كنت تشك في كلامي فإن ضياء  الشمس ونور  القمر لايحجبهما شئ ولهذا يُطلق عليهما أي الشمس والقمر  (الأزهران)، وكذا  (الأزهر) صوبت المدافع على مآذنه والأقلام ضد مشايخه فقويت أركانه وكثر أحبابه فكان قبلة للعلم مُزهرًا هششت له لما وقفت ببابه أرجى حياة ملؤها الخصب والطهر وهبت له - والفضل لله وحده -  خلاصة أيامي وما أثمر العمر، فاللهم أدم إزهار الأزهر بأزهاره ليُزهر بعلومه الوسطية  وأفكاره فيظل مُشرقًا مُبهرًا في كل الدول أزهرًا وسطيًا.

ولقد كان من فضل الله علي أن شرفني بتوثيق جزء من تاريخه في كتاب (عالمية الأزهر)، وتوثيق تاريخ  جامعته وحاضرها في كتاب (المزهر في التعريف بجامعة الأزهر).