عودة للحياة.. قصة الطفل شنودة منذ العثور عليه بكنيسة وحتى عودته لأسرته بالتبني
قبل نحو 4 سنوات، وتحديدًا في عام 2018، وضع طفل رضيع حديث الولادة بحمام كنيسة السيدة العذراء مريم بمدينة النور بالزاوية الحمراء بمحافظة القاهرة، من قبل سيدة مسيحية، لا يعرف اسمها سوى كاهن الكنيسة يدعى «انطونيوس» ـ توفاه الله- ليقوم بتسلميه إلى السيدة آمال ابراهیم میخائیل وزوجها فاروق، ليتغير حياتهما من الحزن والجمود إلى الفرح.
قصة الطفل شنودة
تبسمت الحياة للسيدة الخمسينية آمال، بالحياة التي طالما حلمت بها، بعد تنقلها من طبيب إلى آخر، طوال 26 عامًا، أملًا في فرصة إنجاب وحيدة، ليأتي «شنودة» الطفل الذي تمنته من العالم على يد كاهن الكنيسة، إلا أن سلب منها الطفل إثر خلاف عائلي على الميراث أدى إلى إبلاغ سيدة على صلة قرابة بالأسرة بأنها تختطف الطفل، ليحول إلى دار رعاية.
حكاية الطفل شنودة في دار الأيتام
في سبتمبر 2022، قررت جهات التحقيق، إيداع الطفل شنودة، في إحدى دور الأيتام، التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، بوصفه كريم النسب، مع تغيير اسمه إلى يوسف، وتغيير ديانته إلى الإسلام، لتخرج الأسرة في وسائل الإعلام مستغيثة، وتصبح قضية الطفل شنودة قضية رأي عام، وتلجأ إلى القضاء برفع قضية لرد الطفل.
«لما أخذت شنودة شعرت وكأن الله أرسل لي هدية، ومكنتش عايزه أي شيء تاني وأخذته وقمت بتربيته أنا وزوجي، وكنا نعيش في فرح وسعادة وراحة لم نشعر بها من قبل؛ فالله أرسله لي من السماء.. عاش شنودة معايا أنا وزوجي بعد أن قمنا بتسجيله على اسم زوجي، وسجلته في روضة أطفال وسجلت له أيضًا في نادي للكاراتيه، وكان بمثابة الوردة التي اشتم رائحتها في حياتي، شنودة كان ذكي وكان حلو ويذهب دائما للكنيسة فكان واحد من أبنائها، وحياتنا قُلبت رأسًا على عقب» هكذا تقول أم شنودة.
وتتابع: بعدما تقدمت إحدى الأقارب ببلاغ بإنه ليس ابننا أنا وزوجي وأننا قمنا بخطفه، تم باستدعائي في إحدى أقسام الشرطة بوجود وفد من وزارة التضامن للإجابة على بعض الأسئلة، ثم أخذوا شنودة مني، بس أنا قولتلهم مش همشي وأسيبه حتى لو همسح الأرض وأنظفها.
18 مارس الجاري، قضت محكمة القضاء الإداري، بعدم اختصاصها بنظر الدعوى القضائية المقامة من أسرة مسيحية، تطالب بوقف قرار تغيير ديانة الطفل شنودة للدين الإسلام، وإعادته إليهم بصفتهم من قاموا بتربية الصغير.
حكاية الطفل شنودة وطوق النجاة
«الطفل اللقيط إذا وجد في كنيسة وكان الواجد غير مسلم فهو على دين من وجده»، فتوى خرجت من مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في إجابتها على سؤال ورد إليها حول ديانة الطفل الذي عثر عليه بإحدى الكنائس، لتكون بمثابة طوق النجاة لأسرة الطفل شنودة، وتبعث الأمل من جديد في احتمالية رجوع الطفل لأحضان أمه وأبيه.
عودة الطفل شنودة لأحضان الأسرة
مساء أمس الثلاثاء، أصدرت جهات التحقيق بشمال القاهرة، قرارًا بتسليم الطفل شنودة مؤقتًا إلى السيدة آمال إبراهيم التي عثرت عليه كعائل مؤتمن، بعد اتخاذ تعهد عليها بحسن رعايته والمحافظة عليه وعدم تعريضه للخطر، وكلفتها باستكمال إجراءات كفالته وفقًا لنظام الأسر البديلة.
جاء ذلك بعد قيام النيابة العامة باستطلاع رأي مفتي الجمهورية في ديانة الطفل في ضوء ملابسات التحقيق، وإصداره فتوى بأن الطفل يتبع ديانة الأسرة المسيحية التي وجدته وفق آراء فقهية مفصلة.
وخاطبت جهات التحقيق وزارة التضامن الاجتماعي للنظر في الطلب المقدم من الأسرة التي عثرت على الطفل؛ لاستلامه وفقًا لأحكام قانون الطفل ولائحته التنفيذية، في نظام الأسر البديلة، بالإضافة إلى تكليف جهات التحقيق خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للأمومة والطفولة، باتخاذ الإجراءات القانونية نحو إعادة تسمية الطفل باسم رباعي اعتباري مسيحي لأب وأم اعتباريين مسيحيين.
«أنا اتولدت من جديد النهارده، وشنودة كمان بالنسبة لي كأنه مولود من جديد، الثانية بتعدي عليا في غيابه كأنها سنة.. أشكرك يا رب، أنت يا شنودة كل حاجة ليا في الدنيا دي كلها، أنت ابني وضنايا ودنيتي كلها، ربنا مايحرمش حد من ضناه أبدا.. شنودة سمّوه يوسف لإنه اتعذب زي يوسف واتحبس زيه، وابني هيطلع دكتور زي ما كان بيقول، وهيطلع أكبر جراح في مصر»، بتلك الكلمات استقبلت أم شنودة وحيدها.