سمير غانم حي يرزق
لم يكن سمير غانم رمزًا للشهر الفضيل فقط.. بل كان رمزًا مصريًّا.. تتباهى به أرجاء (المعمورة).. شرقًا.. وغربًا.
فكل بيت في عالمنا العربي.. نال من ميراثه ما نال.. ذلك الميراث الذي قسمه سمير غانم عدلًا بين الجميع.
فما بين "إفيهات" "ولزمات" "وأغنيات" "وشخصيات" بل" ومشية" خاصة.. تناقلتها أجيال وأجيال.. ما بين مبدعين.. ومبدعات.. رجال ونساء.. أطفال وكهول.. في كل بيت مصري وعربي.
لكننا ما زلنا نتذكره في تلك الأيام الفضيلة.. وكأن محبة الجميع له.. كانت وما زالت وستبقى في صورة دعوات صادقة من القلب له..
والباحث في سجلات أعماله.. سيجد مسيرة حافلة من الأعمال التي أنتجت لنا في نهاية المطاف رجلًا "أسعدنا وأبكانا"
أسعدنا بكل ما ورثناه جميعًا منه.. وأبكانا حين رحيله عنا... وهو الآن باقٍ بيننا وسيظل.
إن "إسعاد" الجماهير ورسم الابتسام على وجوه الأطفال "خاصة" في الشهر الفضيل "تحديدا"
عالقة في أذهاننا جميعا.. وهذا الأمر له من الخصوصية ماله عند جميع الأسر حتى الآن... بالتفافهم جميعًا عند طلته البهية عليهم..
لذلك تحولت تلك "البسمات" إلى "دعوات" صادقة من القلب.. ترسل اليه كرحمات ينالها.. وهو مانظنه جميعا.
إن سمير غانم.. أو فطوطة.. أو سمه ماشئت.. نال تلك المنزلة العظيمة في قلوب محبيه وموديه "يقينا"
ذلك اليقين الذى أصبح راسخا.. لا تعتريه الظنون والشكوك..
لأن المشكك أو الظان بغير ذلك.. ماهو إلا عبثي مقلل من شأن الآخرين.. لا يرى سوى وجهة نظره "السوداوية" تلك النفوس المريضة التي تحاول استئصال الحق لأنفسها.. فيما يفعل الآخرون.. أو يقدمون أو يبدعون..
قدم الرجل لنا تاريخًا مليئًا بالبهجة.. وقدم لنا هؤلاء تاريخًا من الظلامية والرجعية بل والتكفير في بعض الأحيان..
والفارق والفيصل فيما بيننا وبينهم.. هي رغبات الجموع الغفيرة.. ومحبة الجمع الأكبر أو القطاع الأكبر لذلك الجناح أو ذاك..
الباحث عن الحقيقة دومًا.. سيجد الإجابة بكل أريحية تامة.. لأن مراد الإنسان دومًا.. وفي نهاية المطاف الاستمتاع.. لا التناحر.. البهجة والسرور.. لا العبوس و"التكشيم".. وأخيرًا محبة الجميع.. لا سخط الجميع.
هل نال سمير غانم كل ذلك؟ نعم ناله.. نال كل ذلك.. واستطاع أن يأسر قلوب الجميع.. وأن تظل محبته باقية في قلوبنا.
ذلك النموذج هو الحي دائمًا بالذكرى العطرة.. بأعماله الخالدة.. بصورته المنيرة.. ولا عزاء للمتفلسفين.
ليتنا نستلهم من ميراثه دومًا.. التضحيات التي بدأها منذ مسيرته الأولى.. مضحيًا.. بمستقبله الدراسي والمهني من أجل رسم تلك البسمات على وجوه الجميع.. وأصبح الآن بمستقبل.. أكثر إشراقًا.. وأكثر حبًّا.. بين الجميع.
رحم الله سمير غانم.. وجعلنا على خطاه سائرين أيها اللاعنون.