عمرو خالد: التوكل على الله.. سندك الحقيقي ينصرك على من عاداك ويجبر بخاطرك فيما كسرك في ماضيك
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن الوكيل إذا قبل توكيلك بصدق قلبك وإحسان عملك، فعل معك ثلاثة أشياء: قوى روحك لينصرك على من عادك في حاضرك، وجبر بخاطرك فيما كسرك في ماضيك، وخفف تعلقك فيما سيطول انتظاره في مستقبلك.. فقط أصدق في توكلك وأحسن في عملك.
وأضاف في ثامن حلقات برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله"، أن "التوكل يشبع احتياجًا نفسيًا عميقًا في النفس البشرية، لأن النفس مجبولة على الاحتياج إلى السند وإلى المعين الأقوى منها، وإنما تبحث عن السند الثانوي في البشر لقلة فهمها، وكل سند ثانوي يموت أو يتخلى عنك ولا يستمر السند إلا سند الله سبحانه وتعالى "وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ".
3 خطوات لقبول التوكيل
وأوضح أن هناك ثلاث خطوات لقبول التوكيل تقابلها ثلاث عطاءات ربانية رائعة:
الأولى: قوِ التوكل بداخلك
الثانية: أصدق في توكلك
الثالثة: أحسن عملك
لو قبل التوكل يعطيك ثلاث أشياء:
الأولى: ينصرك على من عادك
الثانية: يجبر كسرك ساعة الكسر
الثالثة: خفف تعلقك بما سيطول انتظاره
مقويات التوكل على الله
وشدد على أن "أكثر ما يقوي توكيلك، رؤية قدرة الله في القرآن والكون، في كتابه المقروء وكتابة المنظور، وهل الكون إلا مرايا للقرآن وهل القرآن إلا مرايا للكون؟، وهل الاثنين إلا مرايا لأسماء الله الحسنى؟".
وتابع: "إذا أردت أن يقوى توكلك لابد أن تربطه أنه من عطاء الله، هذا محض فضل الله هو المسبب يسوق الأقدار بسبب، وبلا سبب، مريم "قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ"، والأسباب كلها متنافية "وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا"، فيرد عليها ويقول لها: "قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ"".
الأخذ بالأسباب مع طرق الأبواب
وأكد أن الإنسان مطالب بالأخذ بالأسباب وطرق الأبواب والحديث إلى الناس ليساعدوك، لكن في الأخر القلب صادق في توكيله الله وحده، أنت لسه متعلق بالأسباب هو يفعل ما يشاء بلا سبب، فالخالق يغير قوانين الكون من أجل أن تدرك أنك ليس لك غيره، فلا تلتفت للأسباب والتفت إلى الله.
وقال: "الأمر الثاني في تقوية التوكل أنك تجعل التوكل في حركة اليوم، وأنت تبدأ أي مشروع تقول: بسم الله، توكلنا على الله وتكون هذه سجية في تصرفاتك، فأنت لست بغبغان، لابد أن تقولها بصدق ووعي، إذا قبل الوكيل توكيلك فلابد من الصدق.
وأشار إلى أن "النقطة الثالثة التي تساعدك على تقوية التوكل بداخلك الذكر، لأنه يثبت في العقل الباطن الفكرة، تقوى وتقوى ويمتلأ القلب العقل الباطن بها ذكرك لاحول ولا قوة إلا بالله، أو لا إله إلا الله، أو الله أكبر. كل هذا من مقويات التوكل، من أجل أن تأخذك لا إله إلا الله للسند، ولا حول ولا قوة إلا بالله أنه لن يحصل شيء في الكون إلا بإذنه".
وحث على ترديد ذكر "حسبي الله ونعم الوكيل"، أو "يا وكيل وكلتك أمري"، "يا وكيل توكلت عليك". ومع كل تسبيحة تذكر موضوعًا أنت موكل الله فيه.
علامات صدق التوكل
وأبرز خالد ثلاث علامات على صدق توكلك ليقبل توكيلك:
الأولى: الإصرار على التوكل عند انقطاع الأسباب
عندما تنقطع عننا الأسباب، يقف التوكل ويحصل الإحباط واليأس، أم أنت مطمئن للوكيل، فلابد أن يختبرك في صدق التوكل معه.
وذكر أن صدق التوكل يظهر في ثلاثة أشياء:
انقطاع الأسباب
اقتراب الخطر
دخول التوكل في أعمالك اليومية بوعي وتلقائيًا
الثالث والأخيرة: إحسان عملك
وقال إن الله إذا قبل توكلك وصدقت في توكيلك وأحسنت عملك يمنحك الله ثلاثة أشياء جميلة: الأولى: قو روحك لينصرك.. نصف النصر قوة روحك.
عندما يوكل الله يقوي روحك على من عاداك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله"، سيدنا ابراهيم: "وَكَيْفَ أخافُ ما أشْرَكْتُمْ ولا تَخافُونَ أنَّكم أشْرَكُتُمْ بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكم سُلْطانآً".
الأمر الثاني: يجبر بخاطرك، والأمر الثالث من عطاءات الله: خفف تعلقك فيما سيطول انتظاره في مستقبلك.. التعلق صعب.. الإنتظار صعب.. المشروع/ المال / الشقة / الزواج.. أصعب شيء في الحياة الانتظار، سمي التعلق بذلك، لأنك متعلق، تعاني من أرق وقلق وتوتر وتعب نفسي، التعلق مؤلم "فلا تذروها كالمعلقة".
وختم خالد بذكر ثامن قواعد الفهم عن الله، وهي: "إذا قبل الوكيل توكيلك بصدق قلبك وإحسان عملك.. فعل معك ثلاث أشياء: قوى روحك لينصرك على من عاداك في حاضرك.. وجبر بخاطرك فيما كسرك في ماضيك.. وخفف تعلقك فيما سيطول انتظاره في مستقبلك.. فقط اصدق في توكلك وأحسن في عملك".