مأساة مكة.. أسرتها أخذتها من والدتها بالتبني وتعدت عليها حتى فارقت الحياة | فيديو وصور

مكة طفلة السلام المقتولة.. مكة هي طفلة صغيرة، ولدت لأب اعتاد على الحياة داخل السجون أكثر من خارجها، وأم لم تعرف عن الأمومة غير اللقب الذي منحته إياها تلك الصغيرة، فلم يمر على ولادتها غير 4 أشهر فقط، حتى ضاقت بها ذرعًا وتركتها لجدتها ترعاها، بينما تعيش الأخرى حياتها، دون صغيرة تؤرق منامها، أو تكن عائقًا في ممارسة عاداتها اليومية، ولم تكن الجدة بمعزل عن خصال ابنتها، فمن ربى تلك الأم لا بد وأنه زرع فيها من خصاله اللا إنسانية.

مكة طفلة السلام المقتولة

أهملت الجدة تربية مكة الصغيرة، حتى أرّق حالها قلب طفل يكبرها بعقود، فاصطحبها لمنزله، وأودعها والدته التي رحبت بها أشد الترحاب، دون تذمر من الجدة أو الأم أو اعتراض، فهو هم وانزاح عنهما، وسكنت الملاك البريء في حضن أمها بالتبني دون حتى أن تحصل على اسم رسمي أو يستخرج لها شهادة ميلاد، أو حتى تحصل على تطعيمات الأطفال مما تسبب لها في إصابة بشلل أطفال، فالوالدان لم يكلفا أنفسهما عند الزواج توثيق عقد زواجهما.

عاشت ملك صاحبة الـ 4 أشهر في المنزل الجديد لمدة 4 سنوات، لم تبخل فيهما الأم الجديدة في رعايتها أو علاجها، وتدارك ما فاتها من تطعيمات، وعلاجها من شلل الأطفال، حتى شفيت تمامًا، وأصبحت طفلة تركض وتنطق، وتنمو وتتعلم، واكتسبت طبيعة مرحة مما لاقته من حنان ورعاية وملابس وألعاب في بيتها الجديد، ومرت السنون، حتى خرج والدها من محبسه، وعندما رآها في هذا الحال من رغد العيش قرر تركها فيه، وكيف لا وهو يعلم أنها كانت في دار شقاء فانتقلت إلى دار رخاء وأمن، وكعادته ارتكب جريمة أخرى ودخل السجن كما تعود مرارا.

تقول الأم المتبنية للطفلة: عمة الطفلة وزوجها، عز عليهما أن يرياها في صفاء وهناء، وقالا نحن أولى بابنتنا، وأولى بتربيتها ورعايتها، واصطحبوها من منزلها الجديد للقديم، ثم ضاقوا بها ذرعًا كما ضاقت جدتها ووالدتها، وأخذوا في تعذيبها كلما اشتكت لهم مما يزعجها، وبدأوا في حرقها في جسدها في أماكن متفرقة منها أماكن حساسة، حتى استطاعت والدتها بالتبني أن تحصل عليها مرة أخرى، فقصت عليها الطفلة ما جرى معها من صنوف التجويع والتعدي والتعذيب، فأقسمت ألا تعيدها لهم مرة أخرى.

وأضافت الأم في حديثها لـ القاهرة 24، أن أسرتها أصرت على إعادتها مرة أخرى، واستعانت في ذلك بوالدتها الحقيقية، وتمكنوا من اصطحابها للمنزل، وتعدوا عليها مرة أخرى، لكن بصورة أكثر عنفًا وأشد ضراوة، حتى وصل التعذيب إلى وضع رأسها داخل درج خشبي، وإغلاقه عليها، حتى كسر عنقها وفارقت الحياة، وبفحص جثمانها، تبين أن به إصابات بالغة في عموم جسدها، وكأنها ظلت تعاني أياما وأياما، ولم يسمع أحد شكواها، أو يعلم معاناتها.

وألقت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة السلام أول، القبض على زوج عمة مكة، بتهمة الضرب حتى الموت للطفلة، بعد إخطار من المستشفى، يفيد بوصول جثة هامدة لطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات، وعلى الفور انتقل رجال المباحث لمكان البلاغ وتبين تعدي زوج عمتها عليها بالضرب حتى الموت، وتم ضبطه وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.