الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شيخ الأزهر: آية واضربوهن لا تقرر حكما عاما للرجال يبيح لهم ضرب النساء

الدكتور أحمد الطيب
دين وفتوى
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
السبت 01/أبريل/2023 - 02:30 م

واصل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، حديثه عن قضايا المرأة التي فهمت فهما رديئا لا يتسق وشريعة الإسلام.

وقال شيخ الأزهر، خلال حلقة اليوم من برنامج الإمام الطيب: خلال هذه الحلقة والحلقات القادمة إن شاء الله نعرض لقضايا المرأة التي فهمت فهما رديئا لا يتسق وشريعة الإسلام، وتعاليم نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن هذه القضايا، قضية ضرب الزوجة، أو ما زعموه زورا وبهتانا من إباحة ضرب الزوجة في القرآن الكريم.

وأضاف شيخ الأزهر: هذه القضية أو المقولة لا زالت تبعث بين الحين والحين لإثارة الغبار في وجه هذا الدين الحنيف وكلما دخل مخطط الغرب لتدمير الأسرة مرحلة جديدة من مراحل مشواره الذي دبر بعناية فائقة وتخطيط محسوب، مضيفا: أما هؤلاء المعترضين أو قل الكارهين للإسلام والقرآن فهو قوله تعالى في سورة  النساء في سياق حالة محددة معينة وهي حالة استغلال الزوجة على زوجها ونشوزها عليه وكيفية علاج هذا النشور وبيان أنواعه وترتيب مراحله، هذا السند الذي استندوا إليه في تصورهم السقيم في معاني القرآن الكريم هو قوله تعال: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا.

شيخ الأزهر: آية "واضربوهن" لا تقرر حكما عاما للرجال يبيح لهم ضرب النساء 

وتابع شيخ الأزهر: ورغم أن هذا الاعتراض قتل بحثا وتفنيدا إلا أنه يثار عمدا بين الحين والحين من قبل هؤلاء المسفسطين على الدين بل من بعض المنتسبين للإسلام ممن يقلدون هؤلاء الكارهين ويقتفون أثارهم، متابعا: إن اول ما يجب أن نتوقف عنده في تفسير هذه الآية هو أنها حين تفسر على ضوء آيات أخرى ترتبط بها، لا تقرر حكما عاما للرجال يبيح لهم ضرب النساء ولا تعطي حقا مطلقا للأزواج في ضرب زوجاتهم يستعملونه وقت ما يريدون ويتركونه وقت ما يشاؤون أو يقترفونه كلما شعروا بحنق أو غيظ في حوار مع زوجاتهم أو نقاش أو جدال أو سبب أخر غير  سبب النشوز.

شيخ الأزهر: الحكم الشرعي العام في جريمة الضرب هو حرمة الضرب حين يكون بقصد الإهانة

وأوضح شيخ الأزهر أن الحكم الشرعي العام في جريمة الضرب هو حرمة الضرب حين يكون بقصد الإهانة أو الإيذاء لأي إنسان، مستكملا: ضرب الناس بغير حق أو مبررا شرعي كافي يستدعيه ويتطلبه حرام وممنوع ويجب فيه القصاص إلا إذا عفا المجني عليه طوعا واختيارا، وهذا ما طبقه حرفيا سيدنا عمر بن الخطاب حين أمر الشاب المصري أن يضرب ولد عمرو بن العاص واليه على مصر في ذلك الوقت وعلى مرأى ومسمع من الناس بل هو بعينيه ما عزم على تطبيقه على ملك متوج لطم عربيا فقيرا من بني فزارة، لولا هروب الملك بحاشيته من المدينة المنورة.

وواصل شيخ الأزهر: ومحور الدرس العميق في هذه القصة هو أن القصاص لم يكن في قتل ولا كسر ولا خدش ولا كسر وإنما كان في مجرد ضرب، ولولا أن هذا حكم شرعي ثابت لما تمسك به عمر إلى هذا الحد.

واختتم شيخ الأزهر: فهذا الحكم الذي لا يقبل جدالا ولا مماحكة هو حجر الزاوية في فهم آية سورة النساء وهذا الحكم العام أمر بالغ الأهمية في فهم آية النساء فهما صحيحا بعيدا عن هذا الخلط السيء الذي وقع فيه كثيرون عن جهل أو سوء نية للتشويش على القرآن الكريم، ففرق كبير جدا بين القول بأن القرآن في هذا الآية يبيح للزوج حق ضرب زوجته كلما رأى ذلك أو أرداه وبين القول بأنه يبيح للزوج قدرا معينا محدودا من هذا التصرف يلجأ إليه التجاء المضطر لعلاج أخير ينقذ به أسرته وأطفاله من التدمير والتشريد.

تابع مواقعنا