في ذكرى وفاة أحمد خالد توفيق.. كيف تحول من كتابة القصة البوليسية إلى الرعب والفانتازيا؟
تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق الذي رحل عن عالمنا في 2 أبريل عام 2018، وهو من مواليد عام 1952، واشتهر بكتابة أدب الرعب وأدب الشباب.
كيف تحول من كتابة القصة البوليسية إلى الرعب والفانتازيا؟
في مقال له سابق بمجلة فصول العد 76 عام 2009 يوضح اتجاهاته إلى الرواية فيقول: عامة لم أفطن إلى أهمية القصص البوليسية وقدر الفن المبذول فيها إلا في سن متأخرة جدا، فقد بدأت القراءة كطفل يعبث في مكتبة أبيه ويحاول أن يتهجأ الكلمات، وكانت الكتب التي وجدتها بالصدفة تحمل أسماء مؤلفين مثل المازني وتشيكوف وفلوبير وطه حسين.
كان أبي يبتاع لي بعض القصص البوليسية التي ترجمها سيد المترجمين عمر عبد العزيز أمين، كمـا كان يبتاع لي المحاولة الطموح البارعة التي قدم بها محمود سالم القصة البوليسية للنشء العربي، وهي ما عرف باسم المغامرين الخمسة، وقد نجحت جدًا لدرجة أن أية كتابات للشباب في، يطلقون عليها ألغاز حتى اليوم، أي أن كلمة ألغاز صارت تدل على نوعية معينة من الكتب أنه مخصص لعامة الشعب.
ويتابع: وفي أمريكا اسمه Pulp Fiction وهو مصطلح يدل على نوعية الورق الرخيص الذي تطبع عليه هذه القصص اليوم زالت الفوارق الحادة بين نوعي الأدب هذين، وصار المقياس الوحيد هو جيد وسيئ.
هكذا التهمت ما وجدته من كتابات أجاثا كريستي وآرثر كونان دويل وقرأت بعـض مـا كتبـه إيلري كوين - وهو اسم وهمي لرجلين يكتبان معا، وجورج سيمنون صاحب المفتش الفرنسي السخيف ميجريه، بالطبع عرفت مبكرًا أن الاسمين الأولين هما الأكثر براعة وإمتاعا.. لقد استطاعت أجاثا كريستي أن تحول فن القصة البوليسية إلى فن كلاسي عالمي، قمت ببعض محاولات لكتابة القصة البوليسية، لكنني لم أحب ما كتبته، وبدا لي ذلك العالم غربيًا جدًا يصعب أن ننقله للعربية وليس الأمر ببساطة أن نقول: أشعل المفتش بيومي غليونـه وألقى نظرة على المدفأة... لا يوجد مفتشون في مصر، ولا ندخن الغليون إلا نادرا ولا نحتاج إلى لا. مدفأة.
وأكمل: دعك من أن الجريمة في مصر عفوية اندفاعية يصعب أن تتم بكل هذا التخطيط والتحذلق اللذين نصدقهما في الروايات البريطانية مثلا هكذا أدركت ما بذله محمود سالم من جهد ليجعل قصصه المصرية مقبولة جدًا. توقفت عن المحاولة وقررت الكتابة في مجالات أخرى ومنها الرعب والفانتازيا وازداد احترامي لكتاب القصة البوليسية.
جدير بالذكر أن أشهر روايات أحمد خالد توفيق يوتوبيا، ما وراء الطبيعة والسنجة سافاري، فانتازيا، وغيرها الكثير من المؤلفات.