علي قاسم: شخصية شريف تشبهني واتفق مع أفكاره.. وفكرة أن الرجل لا يبكي أصبحت قديمة|حوار
حقق الفنان علي قاسم نجاحا ملحوظا في دور شريف ضمن أحداث مسلسل الهرشة السابعة، الذي يعرض حاليا في الموسم الرمضاني 2023، وأصبح العمل حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أنه يناقش قضايا لم يتطرق إليها صناع الفن كثيرا، مثل الملل الزوجي، الذي يخيم على علاقات أغلب الأزواج بعد مرور عدد من الأعوام.
ولذلك أجرى القاهرة 24 حوارا مع علي قاسم، حول دور شريف، وكيفية تحضيره للشخصية المركبة هذه، كما تطرقنا لعدة موضوعات أخرى، مثل الأمر الذي حمسه لقبول هذا الدور من البداية، مرورا بكواليس أصعب مشاهده بالعمل، وكذلك تفاصيل مشاركته في مسلسل الصندوق الذي من المقرر عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان الجاري.. وإلى نص الحوار:-
في البداية.. مسلسل الهرشة السابعة حقق صدى كبير جدًا.. هل كنتم متوقعين هذا النجاح؟
في حقيقة الأمر أنني في المطلق لم أضع تصور لـ ردة فعل الجمهور على دور شريف، ولكن بالطبع نحن كفريق عمل لم نكن متوقعين كل هذا النجاح.
الفتيات تحديدًا من جمهور المسلسل تغضبهم أفعال شريف كثيرًا.. فكيف استقبلت هذا الأمر؟
لا أعلم إلى أي مدى يغضب الجمهور من شريف؛ لأني لست متابع جيد لآراء الجمهور على السوشيال ميديا، وخصوصًا أننا مازلنا نصور مشاهد العمل ولم ننتهِ منه، وهذا أمر طبيعي لأي فنان، أنه لا يجد وقتا لمتابعة آراء الجمهور، وقراءة آرائهم في هذا الوقت أصلًا لن تغير من الأمر شيئًا، فأنا بالفعل استقريت على طريقة تأديتي لشخصية شريف منذ شهور.
ما الذي حمسك لدور شريف في الهرشة السابعة؟
الذي حمسني أن شريف شخصية موجودة حولنا بكثرة، وهي ليست شخصية الرجل المصري التقليدي، ولكن هو بلا شك متواجد، وقصة جوليا ابنته من أكثر الأمور التي حمستني للدور، لأن ظهورها أضاف تويست بتضيف للأحداث، والقصة عمومًا مختلفة وغير تقليدية، وقصة تحتاج إلى إنني آخذ وقتي حتى أستوعبها، وأعتبر هذا تحدي لطيف.
تعامل الجمهور مع شخصية شريف على أنها تمثل شريحة الشباب غير المسئول والذي لا يحب المسؤوليات أبدا.. كيف تراها أنت؟
شريف يعبر عن شخوص موجودة بالفعل، فهو الشخص الذي لا يكون مسؤولًا على طول الخط، ونرى تحولات وتغيرات كثيرة في شخصيته على مدار الحلقات، فمثلا كان في الحلقة الثانية رافضًا تمامًا لفكرة الزواج، ولكن رأيناه في الحلقة الرابعة متزوج وسعيد بحياته، ولديه مخاوف من المسؤولية ولكن أسبابه ليست كلها منطقية.
شريف كان متخوف من الإنجاب الذي هو شيء طبيعي وبديهي لأي شخص متزوج.. فكيف رأيت هذا الأمر من منظورك الخاص؟
أرى أنه شيء جيد أن نناقش هذه الشخصيات التي ترهب فكرة الإنجاب، لأنها شخصيات موجودة بالفعل في واقع حياتنا، وخوفهم هذا ليس شيئًا خاطئا أو عيبًا، لأن التخوف من الإنجاب وعدم الإنجاب أفضل بكثير من أن ينجب الشخص وهو غير مؤهل ليمارس الأبوة، وهذا يحدث بسبب أن يعتبر المجتمع الإنجاب من الأشياء البديهية والأساسية في دورة حياة الإنسان، الذي يكبر ويعمل ثم يتزوج وينجب، ولكن نعم، من حق أي شخص أن يقف مع نفسه ويفكر جيدًا في هذا الأمر، وهذا شيء صحي ومفيد للمجتمع عمومًا.
علاقة شريف بوالدته ووالده كانت من أهم ما تميز شخصيته في الهرشة السابعة.. حدثنا عن هذا العلاقة المختلفة؟
بالفعل هي علاقة مختلفة جدًا، وهذه العلاقة تفسر تاريخ حياة شريف، وتفسر تصرفاته وأفعاله التي قد يعتبرها البعض غير مألوفة على المجتمع، فـ شريف هو وحيد والده ووالدته، ولديه امتيازات كثيرة في حياته، ويحاول أن يتأقلم مع المجتمع من حوله، ومع ذلك ينظر له أحيانًا المجتمع على أنه شخص أفعاله غير منطقية بالنسبة له.
في ماذا يشبه شريف شخصيتك؟
شخصية شريف تشبهني في أنه يسير حسب أفكاره هو فقط، وأتفق مع أفكار كتير لديه، ولكن أختلف معه في نقطتين مثلا، وفي كل الأحوال، يجب أن أحب الشخصية التي أجسدها، حتى استطيع الدفاع عنها، ولا أنظر إلى موقف العادات والتقاليد من أفكار وأفعال الشخصية، ولكن مسؤوليتي الوحيدة هي أن أعيش تجربة الشخصية من وجهة نظرها هي، ويجب أن أفصل عن ردود فعل الجمهور حول الشخصية، وأبرر تصرفات شخصيتي حتى لو كانت تعمل كل ما هو خطأ.
تفاعلنا كجمهور كثيرًا مع جميع مشاهد شريف.. ولكن أخبرنا عن أصعب المشاهد من وجهة نظرك أنت؟
بالنسبة لي فـ النصف الثاني من المسلسل يحمل أصعب المشاهد أكثر من النصف الأول، الذي كان رتمه هادئًا بشكل كبير، ومشاهد الاعتراف والمواجهة مع سلمى زوجته وأهله في الحلقة العاشرة، كانت صعبة نوعًا ما بسبب أنه تم وضعه في موقف صعب لأول مرة.
تناول المسلسل قضية المساكنة وخصوصا في قصتك أنت.. ألم تقلق من مناقشة فكرة دخيلة على مجتمعنا كهذه؟
لا لم أقلق، لأن المسلسل عرض قصص حقيقية من الواقع، وبعيدًا عن فكرة الصح والخطأ هذه الشخصيات تكمن في الحياة بشكل أو بآخر، ونحن لا نعمل مسلسل كي نغضب الناس أو نسعدهم، نحن نعرض القصة لأن هذه هي القصة ونحن نعرضها بتفاصيلها الحقيقية، وجزء المساكنة تحديدًا كان لابد من وضعه في قصة شريف وسلمى.
سبق وقدمت مسلسل خلي بالك من زيزي مع نفس فريق عمل الهرشة السابعة.. هل تفضل العمل مع نفس الأشخاص في جميع أكثر من عمل؟
إذا كان هناك فريق عمل أرتاح بالعمل معه وأؤدي بأحسن أداء لي، فما المانع أن أعمل معه عشر مرات؟ وهذا أمر طبيعي يتكرر مع عدد من المخرجين والفنانين، مثل تعاون محمد فراج والمخرج تامر محسن لأكثر من مرة.
لاحظ الجمهور وجود كيميا بينك وبين أسماء جلال.. حدثنا عن تجربة العمل معها؟
بالطبع هناك كيميا تجمع بيني وبين أسماء جلال، وسبق وتعاملنا معًا في مسلسل لعبة النسيان، وأردنا أن نكرر هذه التجربة بشدة، حتى أن تقابلنا في الهرشة السابعة، والذي زاد من حماسنا الشديد هو وجود المخرج كريم الشناوي معنا في العمل، وهو أكثر مخرج نحب العمل معه.
من وجهة نظر علي قاسم.. ما هي أهم عوامل نجاح أي علاقة؟
التواصل بلا شك، ويمكن أن يكون السبب هذا هو نفسه سبب الطلاق، وعمومًا الطلاق لا يعتبر فشل، الطلاق أحينا كثيرة يكون قرارا صائبا وفي مصلحة الطرفين، وخصوصا إذا كان هناك أطفال بينهما، ونحن كمجتمع نحتاج إلى تغيير نظرتنا عن الطلاق على أنه أمر سلبي؛ لأنه أحيانا يكون شر لا بد منه.
شخصية شريف بها تقلبات نفسية وتصاعد كبير في الأحداث.. هل قلقك هذا الأمر؟
العكس تماما، أنا ده اللي شدني في الشخصية، ومش بتحمس غير للشخصيات المركبة والتي لها أبعاد رمادية، ولا أمانع أن يحصرني المخرجون في الأدوار المركبة، لأنني إذا نجحت بهذه النوعية الصعبة من الأدوار، فـ من البديهي أنني سأقدم الأدوار غير المركبة أيضا بشكل جيد، وأكتر حاجة بحبها إن الناس لما تتفرج عليا تكون متلغبطة، وتحب الشخصية في الأول وبعدين تكرها وهكذا.
ظهرت شخصية شريف وآدم وهما يبكيان في أحد مشاهد الهرشة السابعة.. هل شعرت أن هذا سيساعد في ترسيخ فكرة أن الرجل من حقه أن يبكي؟
فكرة أن الرجل لا يبكي أصبحت قديمة وبلا معنى، وأخيرًا لا يتم حاليا تداول جملة لا يوجد رجل يبكي، ولا أرى أن مشهد يبكي به رجل يعد أمرًا مختلفا أو مهمًا، فهو مشهد يبكي به شخص، أيا كان هذا الشخص رجل أم امرأة.
وأخيرًا ينتظر الجمهور عرض مسلسل الصندوق بعد نجاح دورك في الهرشة السابعة.. فما الذي حمسك له؟
متحمس لمسلسل الصندوق جدًا لأنه فكرة مختلفة، وأنا عمومًا مهتم بنوعية بالأعمال التي تكون موجه للجيل الصغير، فأصبح الشخص الذي لديه 17 عام حاليا، مختلف تمامًا عن الشخص المراهق على زمننا، فـ أحب طريقة فكرهم واختلافهم، وأنهم ليسوا مقيدين بشيء، وكذلك التعامل مع أحمد داش وهدى المفتي حمسني كثيرًا، والشخصية مختلفة تماما عن شخصية شريف.