تل أبيب تفتعل التصعيد بالمنطقة.. محلل لبناني يكشف سيناريوهات الأزمة مع إسرائيل
تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تطورًا غير مسبوق منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة خلال اليومين الماضيين، على خلفية إطلاق عددًا من الصواريخ من لبنان في اتجاه إسرائيل تتجاوز 40 صاروخًا، بينما ردت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المدن اللبنانية بالمدفعية الثقيلة وبشكل غاشم.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، تفعيل حالة الإنذار في مستوطنات بالجليل الغربي المتاخمة للحدودية مع لبنان، وفتح الملاجئ العامة للمستوطنين في عدة أماكن، ومن ثم شنت قوات الاحتلال قصف مدفعي على جنوب لبنان بعد إطلاق الصواريخ أمس، واستمرت قوات الاحتلال قي عدوانها على جنوب لبنان، حيث استهدف أهدافًا ثانية جنوب لبنان فجر اليوم.
ويعتبر التصعيد الإسرائيلي في المنطقة خاصة على الحدود اللبنانية بداية شرارة نشوب حرب في الإقليم، خاصة في ظل التهديدات المتواصلة من قبل قادة الاحتلال بمواصلة عدوانها الخارجي على الدول المجاورة، وتأتي ساحة الحدود اللبنانية في الوقت الحالي على رأس المناطق التي يشار إلى إمكانية نشوب صراع كبير بها والذي قد يصل لحد الحرب.
سيناريوهات أزمة لبنان مع الاحتلال الإسرائيلي
وقال محمد الرز المحلل السياسي اللبناني، إن هناك سيناريوهين مطروحين حول الأحداث المتسارعة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وفي طليعتها إطلاق عشرات الصواريخ من داخل لبنان على المستوطنات الإسرائيلية الشمالية، السيناريو الأول يرجح حربا محدودة تشنها إسرائيل على المقاومة اللبنانية والفلسطينية تحت شعار الرد على إطلاق الصواريخ، والمبرر الفعلي لهذه الحرب المحتملة هو هروب حكومة نتنياهو إلى الأمام للتخلص، أو على الأقل لتجميد، الاضطرابات الداخلية المتصاعدة داخل إسرائيل حول قضية التعديلات القضائية وسواها، بحيث تتجاوز المجموعات السياسية أزمات الداخل وتنهمك في المواجهات ضد ما تعتبره حرب الخارج على الكيان.
وأضاف الرز في تصريحات لـ القاهرة 24: أن هذه الخطوة تلتقي مع الولايات المتحدة لمحاولة التشويش أو العرقلة للتطورات الاقليمية وفي مقدمها الاتفاق الثلاثي في بكين، خاصة وأن هذه المحاولات بدأت مع جريمة اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء المستمر على المصلين والمعتكفين بداخله ومواصلة الغارات الجوية على المناطق السورية، وفي حال اشتعال المعارك التي تتهم إسرائيل إيران بالتسبب بها، فإن حكومة نتنياهو تهدف من ورائها إلى محاولة شق الصف العربي وقطع الطريق على خطوات التقارب المتسارعة بين عدد من الدول العربية وايران وبالتالي توقيف عجلة إطفاء التوترات الداخلية في الإقليم، خاصة إذا شاركت إيران وحلفائها في الرد على العدوان الإسرائيلي بشكل واسع.
وأردف الرز: أما السيناريو الثاني فيتمثل في عدم الذهاب إلى مثل هذه الحرب والاكتفاء بالرد عبر ما يسمى الحرب المخابراتية، كالاغتيالات على سبيل المثال، وما يبرر هذا الاحتمال أن الظروف الداخلية والدولية غير مؤاتية لدخول حرب واسعة، ولهذا فإن الحكومة الإسرائيلية اتهمت حركة حماس بالوقوف وراء إطلاق الصواريخ من لبنان وفي المقابل أعلن حزب الله عدم مسؤوليته عن ذلك وموقف لبنان الرسمي ممثلا في رئاسة الحكومة ضد عملية إطلاق الصواريخ، في الوقت الذي تجري اتصالات أميريكية وأوروبية مع تل أبيب لعدم الانجرار وراء الحرب خاصة وأن المجتمع الدولي مشغول في قضايا أخرى أبرزها الحرب في أوكرانيا وتصاعد لغة المواجهات النووية.
واختتم المحلل اللبناني: من هنا فإن الحكومة الإسرائيلية يعتريها الارتباك في مواجهة هذا التطور ضد المستوطنات الشمالية، وهو ما عبر عنه عدد من المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين، فالحرب ستكون لها مضاعفات خطيرة خاصة إذا اتسع ميدانها كما أن عدم الرد أو الرد المحدود ستكون له تاثيرات قوية على المجتمع الإسرائيلي وإدارة نتنياهو، وستظهر الأيام القليلة، إن لم يكن الساعات المقبلة، طبيعة الخيارات التي سيعتمدها كل طرف وسط عمليات الاستنفار القصوى لكل الأطراف.
وقال المحلل الفلسطيني أيمن الرقب، في وقت سابق، أنه كما هو معروف منذ حرب عام 2006 في لبنان، لم يتعرض للاحتلال لمثل هذه الصواريخ من جنوب لبنان، حيث تحدث الاحتلال عن إطلاق 34 صاروخ من جنوب لبنان، ومن المتوقع أن تكون هناك ردة فعل إسرائيلية.
وأوضح الرقب في تصريحات للقاهرة 24: إن نشوب حرب في المنطقة أمر وارد، لعدة أسباب، منها أن نتنياهو يريد أن يخرج من أزمته الداخلية باتجاه حروب خارجية، وكان من المتوقع أن تكون الحرب على جنوب لبنان، وإطلاق صواريخ من جنوب لبنان وعدم تبني حزب الله لهذه الصواريخ، ثم الإعلام العبري يتحدث أن من أطلق هذه الصواريخ فصائل فلسطينية، وهو ما يمهد لحرب على جنوب لبنان.
لبنان تعتزم التوجة لمجلس الأمن
أعلنت دولة لبنان أنها تعتزم التوجهر إلى مجلس الأمن الدولي، على خلفية غارات الاحتلال الإسرائيلي الجوية على أهداف في جنوب البلاد، الليلة الماضية، معتبرة أن هذا انتهاك صارخ لسيادة لبنان على أراضيها.
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان، إن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب أوعز إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي على أثر القصف والاعتداء الإسرائيلي المتعمد فجر اليوم لمناطق في جنوب لبنان، ما يشكل انتهاكا صارخا لسيادة لبنان وخرقا فاضحا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701، ويهدد الاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب الللبناني.