أصوات حول الرسول | لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
في شهر رمضان الكريم نستعرض بعض الأصوات التي أثرت في الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أو كانت لها معه موقف أو قصة.
وللرسول الكريم موقف من هذه الأصوات وذات أثر فيه، فهو إما يبدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تعاطفا معها أو ينفر منها، حرصا على أن يعلم أمته حكمة وموعظة وأمورًا تخص تعاليم الدين.
أصوات حول الرسول | لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
جاء في الأثر أنه عندما نزل قوله تعالى (لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ) قعد ثابت في الطريق يبكي فمرّ به عاصم بن عديّ من بني العَجلان، فقال: ما يُبكيك يا ثابت؟ قال: لهذه الآية، أتخوّف أن تكون نزلت فيّ، وأنا صيت رفيع الصوت، فمضى عاصم بن عديّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتى عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبره، فقال: اذهب فادْعُهُ لي.
يعود عاصم إلى المكان الذي وجد فيه ثابت فلم يجده، فقد كان ثابت ذهب إلى بيته ودخل بيت فرسه وطلب من زوجته أن تشدّ على الضبة بمسمار، وقال: لا أخرج حتى يتوفاني الله أو يرضى عني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يذهب عاصم بن عدي إلى بيت ثابت فوجده في بيت الفرس فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك، فقال: اكسر الضَّبة، قال: فخرجا فأتيا نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يُبكِيكَ يا ثابِتُ؟ فقال: أنا صيت، وأتخوّف أن تكون هذه الآية نزلت فيّ (لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ)، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة؟ فقال: رضيت ببُشرى الله ورسوله، لا أرفع صوتي أبدا على رسول الله، فأنـزل الله (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى).