مفتي الجمهورية: غزوة بدر فاصلة في تاريخ الإسلام
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن غزوة بدر فاصلة في تاريخ الإسلام، وكانت بين مرحلتين كبيرتين، الأولى مرحلة ما قبلها وهي مرحلة كان الألم فيها شديد على المسلمين، والهوان والعذاب من المشركين.
وتابع خلال تصريحات تليفزيونية، أن المسلمين تفرقوا بين الحبشة ومكة قبل غزوة بدر، موضحا أن النبي تلقى إشارة لبدء الغزوة وحملت معها البشارة، وكان فيها رد لاعتبار المسلمين بعد الظلم الذي تعرضوا له.
وقال المفتي، أن المعارك التي شارك فيها النبي يطلق عليها غزوة، موضحا أن الإسلام كان يدافع عن نفسه ولم يعتد، ولم يكره أحد للدخول في الدين، ولفت إلى أنه عُرض على النبي طبق الأخشبين على أهل مكة ولو دعا عليهم لاستجاب، ولكنه قال اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
وفي وقت سابق، كشف الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، أن المسلم إذا أحسن الظن بالله، وبذل الجهد في تحصيل الأسباب، وأتْبع ذلك بحسن التوكل على الله والاستعانة به مع الصبر على البلاء؛ هيأ الله عز وجل له من الأسباب التي لا تخطر له على بال ما يكون معينًا له على تحقيق النصر والفوز، على الرغم من ضعفه وقلة مؤنه في الحياة.
وتابع، أن المسلمين في بدر كانوا في فقر وحاجة، وكانوا قليلي العدد والعُدة، في وقت كانت فيه قريش قوية وذات منعة، وتملك من العتاد والأعداد ما يفوق عدد المسلمين، وفي عصر كان ميزان القوة العسكرية فيه لصاحب العدد الأكبر في العدد والعدة.
وأكد المفتي أنه على الرغم من كل هذا فقد انتصر المسلمون في معركة الفرقان، وثبتتْ أركانُ دولتهم الناشئة الغضَّة، وأصبحوا ذوي شوكة تهابهم العرب؛ لأنهم أحسنوا الظن بالله واستنفدوا الأسباب وتعلقت قلوبهم بالتوكل على الله والاستعانة به، فتحقق لهم وعد الله وتأكيده، فقال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}.
وعن العلاقة بين نصر العاشر من رمضان والنصر في معركة بدر الكبرى أكَّد فضيلة مفتي الجمهورية أهمية المعالم البارزة التي تميَّزت بها معركة بدر الكبرى؛ من إيثار السلم واستنفاد الخيارات المتاحة للحرب، والشورى بين القائد وجنوده.
ولفت شوقي علام، إلى أن حوار سيدنا الرسول الكريم والصحابي مع الجليل الحباب بن المنذر في النقاش المتحضر عن أسباب الحرب ودوافعها، وكذلك التخطيط المدروس، وأعمال الرصد والاستطلاع لخطط وخطوط العدو، كل ذلك يعطي دروسًا مجيدة، وهي بمجموعها كفيلة لتكون في حاضرنا نقطة انطلاق في مسيرة هذه الأمة نحو الاستقرار والتقدم، وتحقيق التكامل بينها وبين العالم والإنسانية.