الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

اغتنم العشر الأواخر من رمضان

الأحد 09/أبريل/2023 - 08:37 م

رمضان كله شهر خير وبركة، وقربة وطاعة لله بالأعمال الصالحة، ومن أعظم هذه الأعمال التي يتقرب بها العبد لربه، وأجلها وأكثرها ثوابا نقاء القلوب وطهارتها من أدناس الغل والحقد والحسد والبغضاء، والقلوب هي محل نظر الله تعالى لقول البنى -صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى  أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم) فعلى العبد أن يطهر محل نظر الله منه.


ورمضان میدان للتسابق والتنافس في فعل الخيرات والإكثار من العبادات والطاعات، ويزداد الإقبال على ذلك في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، وقد كان هذا وهو هدى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد حدثت أم المؤمنين السيدة عائشة -رضى الله عنها- عن حاله وجده واجتهاده في العبادة إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان فقالت: (كان رسول الله إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله) وفى رواية أخرى (كان رسول الله - يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها) ومع ما عرف عن النبي الكريم من اجتهاده في العبادة في كل الشهور، إلا أنه كان يخص رمضان بالمزيد منها اغتناما لبركة هذا الشهر الذي تتضاعف فيه الأعمال الصالحة، ويكثر منها في العشر الأواخر، بل إنه كان لا يقتصر في ذلك على نفسه بل يوقظ أهله حتى لا يحرموا الخير فيها، وحتى ينالوا ثوابها وبركتها بإحياء لياليها، رجاء أن يوفقوا لليلة القدر، فكان يوقظ السيدة عائشة زوجه، ويذهب ليلا إلى بيت ابنته فاطمة، ويطرق عليها الباب حتى تقوم هي وزوجها سيدنا (على) ويقول لهما: (ألا تقومان فتصليان).
- ومعنى قول السيدة عائشة، في وصف حال النبي الكريم وعبادته واجتهاده في العشر الأواخر أنه كان (يشد مئزره)، هذا كناية عن اجتهاده ونشاطه في العبادة، وقيل: بل هو كناية عن اعتزال النساء، حتى لا يشغله شيء عن العبادة والطاعة خاصة وأنه كان يعتكف هذه العشر من رمضان كل عام كما يقول سيدنا عبد الله بن عمر وغيره "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان منذ ان قدم المدينة إلى أن توفاه الله، وصح أنه اعتكف عشرين يوما في العام الذي توفاه الله فيه.


سنة الاعتكاف:


الاعتكاف لغة بمعنى لزوم الشيء، وحبس  النفس عليه خيرا كان أم شرا.


وشرعا: المكث في المسجد، والإقامة فيه للعبادة على وجه مخصوص تقربًا لله عز وجل، اقتداء بهدى سيدنا رسول الله. 
ولا يشترط في المعتكف أن يكون صائما، ولا يشترط أن يكون الاعتكاف  في رمضان، ولكن عندما يجتمع الصيام مع الاعتكاف، وأن يكون الصيام صيام الفريضة في رمضان، فقد جمع من المحاسن والخير الكثير مما يعظم ثوابه وأجره.


- ومن أروع ما قيل في تعريف الاعتكاف، وبيان حقيقته، تعريف أهل الحال مع الله - تعالى - ومنهم الإمام ابن القيم رحمه الله حيث يقول عن الاعتكاف هو: قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق، ثم يقول: "وكلما قويت المعرفة بالله، والمحبة له، والأنس به، أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله بالكلية على كل حال.

العشر الأواخر من  رمضان كلها شهر خير وبركة، وقربة وطاعة لله بالأعمال الصالحة، ومن أعظم هذه الأعمال التي يتقرب بها العبد لربه، وأجلها وأكثرها ثوابا نقاء القلوب وطهارتها من أدناس الغل والحقد والحسد والبغضاء، والقلوب هي محل نظر الله تعالى لقول البنى - صلى الله عليه وسلم - (إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى  أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم ) فعلى العبد أن يطهر محل نظر الله منه.


فهيا بنا نشمر عن ساعد الجد نستقبل هذه الليالي والأيام بمزيد من الطاعة والقرب من الله عز وجل، نرجوه أن يوفقنا لليلة القدر، ولنكثر فيها من الذكر والتسبيح، وقراءة القرآن والصدقة وصلة الأرحام وجبر الخواطر ولنملأها محبة وتسامح وعفوا، ولننبذ الخصام والكراهية، لأننا لن نستحق رحمة الله وعفوه إلا إذا تراحمنا فيما بيننا.
 

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.

تابع مواقعنا