مأزق في أوكرانيا وإسرائيل.. مساعٍ لتعقب مصدر تسريب وثائق التجسس الأمريكية
تواصل الاستخبارات الأمريكية مساعيها للتعرف على مصدر الوثائق المسربة مؤخرًا من داخل الأروقة السرية في واشنطن، وسط مخاوف من تأثير تلك التسريبات على علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بأصدقاء لها، وتأثيرها على الحرب الروسية الأوكرانية.
ودفعت وثائق سرية ظهرت على الإنترنت خلال الأسابيع الماضية، بتفاصيل عن الدفاعات الجوية الأوكرانية، وعن التطورات التي شهدتها إسرائيل، الأمر الذي دفع المسؤولين الأمريكيين إلى البحث عن مصدر التسريب، حسب وكالة رويترز.
ويقول مسؤولون بالأجهزة الاستخبارية الأمريكية إن اتساع نطاق الموضوعات التي تناولتها الوثائق والتي تتناول الحرب في أوكرانيا والصين والشرق الأوسط وإفريقيا، تشير إلى أنها ربما تكون قد سربت من قبل أمريكي وليس حليف، فيما قال مايكل مولروي المسؤول الكبير السابق في البنتاجون - وزارة الدفاع الأمريكية - للوكالة ذاتها، إن التركيز الأمريكي حاليًا على أن هذا تسريب أمريكي لأن العديد من الوثائق كانت في أيدي الولايات المتحدة فقط.
الوثائق الأمريكية المسربة تكشف موقف الجيش الأوكراني ضد روسيا
وقال مسؤولون أمريكيون إن التحقيق في مراحله الأولى ولم يستبعد القائمون على إدارته احتمال أن تكون عناصر موالية لروسيا وراء التسريب الذي يُنظر إليه على أنه من أخطر الخروقات الأمنية، في حين لم ترد السفارة الروسية في واشنطن والكرملين على طلبات للتعليق بشأن تلك التسريبات.
وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أيضًا، في بيان لها مساء الأحد، أنها تراجع صحة الوثائق المصورة المسربة التي يبدو أنها تحتوي على مواد حساسة وسرية للغاية، كما أحالت القضية إلى وزارة العدل التي فتحت بدورها تحقيقا جنائيا في الواقعة.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قالت إن إحدى تلك الوثائق المؤرخة في 23 فبراير والتي تحمل علامة سرية، تناولت بالتفصيل كيف سيتم استنفاد أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية S-300 بحلول 2 مايو، بمعدل الاستخدام الحالي، وهي المعلومات التي من شأنها أن تفيد الجانب الروسي في الصراع ضد أوكرانيا حال كانت تلك المعلومات صحيحة، في حين قالت أوكرانيا إن رئيسها وكبار مسؤوليها الأمنيين اجتمعوا يوم الجمعة لمناقشة سبل منع التسريبات.
الوثائق الأمريكية المسربة تكشف دعم الموساد للمظاهرات ضد نتنياهو
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن وثيقة أخرى تحمل علامة سرية للغاية ومن تحديث لـ CIA Intel من 1 مارس، تقول إن وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد كانت تشجع الاحتجاجات ضد خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتشديد الرقابة على المحكمة العليا.
وقالت الوثيقة إن الولايات المتحدة علمت بذلك من خلال إشارات استخباراتية، الأمر الذي يؤكد أن الولايات المتحدة كانت تتجسس على أحد أهم حلفائها في الشرق الأوسط، حال ثبوته، في حين أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد في بيان له مساء أمس أن تلك الوثيقة كاذبة ولا أساس لها على الإطلاق.
وقدمت وثيقة أخرى تفاصيل المناقشات الداخلية بين كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين حول الضغط الأمريكي على سيول للمساعدة في إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وسياستها المتمثلة في عدم القيام بذلك، وفي ذلك قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، الاثنين، إن التحقق من صحة الوثائق يمثل أولوية وأنه سيطلب من الولايات المتحدة اتخاذ الخطوات المناسبة بعد تأكيد التفاصيل.
وحظيت تلك الوثائق باهتمام مختلف الأجزة الاستخبارية الأمريكية بعدما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكين أن الوثائق المسربة تختلف عن الانتهاكات السابقة كونها حديثة، مشيرين إلى أن بعضها لم يتجاوز عمره 40 يومًا من صياغته من قبل الأجهزة الاستخبارية، وهو ما يشير إلى أن المعلومات الأمريكية المسربة تؤثر على الإجراءات الحالية في المناطق المتعلقة بها.