الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شيخ الأزهر: مشروع الزواج قائم على 3 محاور

شيخ الأزهر
دين وفتوى
شيخ الأزهر
الإثنين 10/أبريل/2023 - 01:45 م

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم الذي تنبني عليه الشريعة وأحكامها صريح وواضح في التنبيه على أن الزواج الذي هو مشروع الأسرة والمجتمع، قائم على محاور ثلاثة، أولهما السكن لا بمعنى مجرد الحلول في المنزل، بل بمعنى الإلف والتضامن والميل، يؤخذ هذا من صدر الآية الكريمة، «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم ودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون»، وذلك بما هو معلوم بان المرأة مخلوقة من الرجل وكأنها وزوجها جسم واحد اقتبع قطعيتن عادت كل منهما للأخرى وأتلفتها تمام الإتلاف، هذا هو السكن الذي يشعر به كل منهما كما يشعر المرهف من العمل حين يعود إلى منزله وسكنه الذي يألفه ويأوى إليه.

وأضاف شيخ الأزهر خلال حلقة اليوم من برنامج الإمام الطيب، أن المحور الثاني هو المودة، وهي المحبة المتبادلة، وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، أما المحور الثالث هو الرحمة، أي الشفقة التي تقتضي التعاون والتفاهم والمبادرة بالصفح ونسيان الإساءة وعطف القلوب بعضها على بعض.

شيخ الأزهر: المرأة من الرجل أي أصلهما واحد

وتابع: ومما يلاحظه المتأمل في القرآن الكريم، أنه كما بين على مستوى الخلق الجسدي أن المرأة من الرجل، أي أصلهما واحد، وهو ما يؤخذ مباشرة من قوله تعالى: «ومن آياته أن خلق لكن من أنفكسم ازواجًا»، وأزوجًا هنا بمعنى زوجات، فانه يستعمل الرجل والمرأة أسمًا واحدًا يطلق عليهما إطلاقًا متساويًا وهو كلمة زوج، وهذا ما تفرد به القرآن الكريم، وتبعًا به تفردت به لغته العربية، لأن كلمة زوج كما تطلق على الزوج والزوجة أيضًا، وفي هذا إشارة عجيبة إلى وحدة الزوج وزوجته في المسمى وفي الاسم أيضًا، والقرآن يغري الزوج بالحفاظ على عش الزوجية وإمساك الزوجة وعدم اللجوء إلى تطليقها، حتى وإن حدث منها ما يحمله على كرهها، ونلاحظ أن الزوج هو الذي يتوجه له هذا الإغراء الإلهي في حالة الكره، لأنه أقدر على ضبط شعوره السلبي، وإخفائه وعلى المعاملة بالمعروف ولم يتوجه شيء من هذا النداء إلى المرأة الكارهة اللهم إلا في النداء العام بفضيلة الصبر الموجهة في كل أمور الحياة: «والصابرين والصابرات»، وواضح أن السياق هنا ليس مما يتعلق بالأسرة تحديدًا بل هو عام فيها وفي غيرها من شئون الحياة.

وأردف: أما قوله تعالى فعاشروهن بالمعروف، فإن من أعجب ما قرأت في تفسير المعروف الذي أمر به الأزواج في حسن معاشرتهم لزوجاتهم، أن لا يعتب الزوج في وجه زوجته بغير ذنب، وأن يكون غير فظ أو غليظ وألا يظهر ميلًا لغيرها، وأن الصحابي الجليل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس كان يضرب المثل بنفسه في تطبيق العشرة بالمعروف، ويقول إني أحب أن أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي، وقد استدل العلماء من هذه الآية، أن المرأة إذا كانت بيت أهلها مخدومة بأكثر من خادم فمن المعاشرة بالمعروف أن يوفر لها زوجها من الخدم ما يكفيها.

تابع مواقعنا