سماح الحريري: علاقة مشروعة لا يشجع على الخيانة الزوجية.. والفنان غير مطالب بأن يكون واعظا |حوار
-علاقة مشروعة لا يشجع على الخيانة
-المخرج خالد مرعي عميق في رؤيته الفنية
-ياسر جلال الأقرب لي فنيًا وإنسانيًا وأتمنى العمل معه مرة أخرى
-المرأة التي تتعرض للعنف لا بد أن تتخذ موقفا حاسما وتهدد بالانفصال
-العنف مرفوض ضد المرأة وهذا منتشر في مجتمعنا
قضايا المرأة هي الأصدق في مناقشتها.. بهذه الجملة عبرت المؤلفة سماح الحريري، عن الموضوعات التي تُفضل مناقشتها، حيث نجحت على مدار 18 عامًا باختيار القصص المختلفة في التواجد بقوة بالدراما التلفزيونية، وتعد من القلائل تعبيرا عن السيدات واللائي استطعن مزاحمة الرجال في هذا المجال، بل وتمكنت من تحقيق نجاحات وشهرة كبيرة بداية من مسلسل الحقيقة والسراب، والقاصرات، وساحرة الجنوب، وغيرها، وأخيرًا مسلسل علاقة مشروعة الذي عرض في النصف الأول من الماراثون الرمضاني الحالي، ولعب بطولته الفنان ياسر جلال.
القاهرة 24 أجرى حوارًا مع المؤلفة سماح الحريري، والتي تحدثت من خلاله عن مسلسلها الجديد علاقة مشروعة، والصعوبات التي واجهتها خلال تنفيذ العمل إلى جانب حديثها عن المخرج خالد مرعي، وكواليس العمل مع الفنان ياسر جلال، والعديد من الأسرار حول مشوارها الفني، وإليكم نص الحوار..
-في البداية.. كيف جاءت فكرة مسلسل علاقة مشروعة؟
في الحقيقة.. فكرة مسلسل علاقة مشروعة جاءت عن طريق الفنان ياسر جلال، الذي سبق وتعاونت معه من قبل من خلال مسلسل ساحرة الجنوب ومسلسل القاصرات، عندما رشحته لهذا العملين كنت مؤمنة بموهبته الفنية وأنه خلال هذه الفترة كان يستحق مكانة أكبر من اللي كان فيها وانطلق من بعدها، وعندما تواصل معي بعد سفري إلى ألمانيا، اقترح عليّ أن نتعاون مرة أخرى في عمل فني، وبالفعل اقترحت عليه العديد من الموضوعات ولكن في النهاية تم تنفيذ علاقة مشروعة.
-ماذا عن التعاون مع المخرج خالد مرعي؟
مسلسل علاقة مشروعة هو أول تجربة فنية تجمع بيننا، فالمخرج خالد مرعي اسم وتاريخ كبير، وسعدت بالتعاون معه، فهو عميق وهاديء في رؤيته الفنية، وأيضا قدم العمل بصورة متمكنة وأفضل مما كنت أتوقع، وأتمنى العمل معه مرة أخرى.
-ما المدة التي استغرقتيها في كتابة مسلسل علاقة مشروعة؟
في الحقيقة، لم أستطع تحديد المدة التي استغرقتها في كتابة سيناريو علاقة مشروعة، لأني بدأت الكتابة منذ شهر يونيو عام 2021، وخلال هذه الفترة توقفت لانشغالي بكتابة سيناريو مسلسل أيام وتصويره، ثم عدت إلى الكتابة مرة أخرى وانتهيت من كتابة 13 حلقة، ثم توقفت مرة ثانية لانشغال الفنان ياسر جلال بتصوير مسلسل الاختيار، وعندما قررنا أن علاقة مشروعة يشارك في السباق الرمضاني لهذا العام بدأنا منذ شهر أكتوبر وبدأت في التحضير مع المخرج خالد مرعي، ولكن لو كنت في حالة تفرغي تام لأنجزت العمل في شهرين فقط.
-ما الصعوبات التي واجهتك أثناء تنفيذ مسلسل علاقة مشروعة؟
الحمد الله، لم أواجه أي صعوبات في تنفيذ العمل، ولكن توقفنا فترة بسبب مشاركة ياسر جلال في مسلسل الاختيار وهذا كان دورا وطنيا لا يستطيع الاعتذار عنه، ولكن لا توجد صعوبات على العموم.
-من هو الحصان الأسود وكان مفاجأة بالنسبة لك من طاقم العمل؟
في الحقيقة جميع فريق العمل كان بالنسبة لي هو الحصان الأسود، ولكن أيضا الحالة التي قدم من خلالها المخرج خالد مرعي العمل، كانت مفاجأة وتعد الحصان الأسود، لأنه أضاف للعمل نوعية بها سلاسة في نقل الصورة، وتوصيل الفكرة لجذب انتباه المشاهد.
-كيف وجدتي التعاون مع ياسر جلال ومي عمر وداليا مصطفى؟
ياسر جلال فنان محترف ومتميز ومحترم ويعد من أهم نجوم الفن، وأيضًا مي عمر تمكنت من تقديم الشخصية بشكل رائع فكانت مجتهدة في تجسيد دورها في العمل، بالإضافة إلى داليا مصطفى التي سبق وتعاونت معها من قبل وأعلم إمكانياتها الفنية.
-مسلسل علاقة مشروعة يتناول العنف ضد المرأة وتأثيره وإمكانية اتجاهها للحب مرة ثانية في محاولة لإيجاد حياة جديدة.. برأيك ماذا تفعل المرأة التي تتعرض للعنف؟
العنف هو من أسوأ الصفات سواء كان العنف ضد المرأة أو الأطفال، فهو بكل أشكاله شيء في منتهى القذارة، ومن المؤكد أنه يكون له مرود عكسي سواء هذا المردود كان وقته أو بعد فترة، ولكن في كل الحالات من يستطيع أن يتحمل هذا العنف ويتعايش معه فهو إنسان غير سوي بالمرة، والمرأة التي تتعرض للعنف لابد أن يكون لها رد فعل وموقف حاسم وأن تهدد بانتهاء العلاقة في حالة الاستمرار على هذة الحالة.
وهذا لا يعني أن تدخل في علاقة مع شخص آخر، لأنه عندما تناولت موضوع العنف في علاقة مشروعة لم تخن مي عمر زوجها لأنها كانت منفصلة عنه، ولكن من المؤكد أن المرأة تبحث عن الأمان عند زوجها في حالة عدم توفر الأمان فمن الطبيعي أن تنفر منه حتى لو لم يكن هناك بديل، فكلاهما لا يشتري بعضهما الآخر، والعنف مرفوض ضد المرأة وهذا منتشر في مجتمعاتنا للأسف وهذا شئ مثير للاشمئزاز.
-وما هي نصيحتك للرجل الذي ينجذب لامرأة أخرى غير زوجته.. وهل الحل دائمًا الزواج الثاني أم الابتعاد؟
في حالة انجذاب شخص لامرأة أخرى غير زوجته في هذه الحالة أنا لا أفضل الزواج الثاني، ويجب أن يتراجع ويفكر بعقل ويحسب كم الخيوط التي ستتفكك من هذه العلاقة، لأنه لا يستطيع العدل بينهما مهما تحدث وقال، خاصة في حالة عدم وجود أسباب واضحة للزواج مرة ثانية، وربنا سبحانه وتعالى أحل الزواج مرة ثانية في حالة وجود شروط، وهي أولا العدل بينهما، وثانيا أن تكون مريضة أو لم تنجب أو سيئة الطباع منفرة وقاسية ولكن في حاجة عدم وجود مبرر لزواج مرة ثانية، في هذه الحالة يجور على حق زوجته الأولى وأسرته ولازم يتوقف.
-من وجهتك نظرك هل الدراما الحالية أو القضايا التي تقدم هذه الفترة تنصف المرأة؟
للأسف توجد بعض الدراما المصرية في تناولها الموضوعات والقضايا تكون غير منصفة للمرأة، وتزيد من إهانتها، أيعقل تناول موضوع أن الرجل يتزوج من أكثر من واحدة ويعنف واحدة ويعامل برومانسية مع أخرى ولا يعدل بينهن، وأن تكون المرأة تحت قدميه، توجد أعمال تهين المرأة بطريقة مباشرة، ولكن يوجد البعض الآخر من الأعمال الدرامية تعطي المرأة حقها.
-أيهما أصدق في الكتابة عن قضايا المرأة.. الرجل أم المرأة؟
أعتقد أن المرأة أصدق في طرح قضايا المرأة ومناقشتها، على مدار التاريخ كانت القضايا المحورية للمرأة كان من يناقشها امرأة، ولكن هذه ليس قاعدة أن المرأة فقط هي من تكتب عن قضاياها فمثلا فيلم أريد حلا للمؤلفة حُسن شاه كان من القضايا المحورية التي ساهمت في تغيير قوانين، وأيضا مسلسل فاتن أمل حربي، للكاتب إبراهيم عيسي تناول موضوعا جذب انتباه المشاهد وكان ناصرا للمرأة ولكن في النهاية المرأة أصدق لا شك في تناولها قضاياها.
-تباينت الآراء حول مفهوم الفن البعض يرى أنه يجب أن يتضمن رسالة والآخر يرى أنه وسيلة للمتعة.. فهل المنتظر من الفنان أن يكون واعظا طوال الوقت يوجه الناس بشكل مباشر؟
غير صحيح، المؤلف والفنان غير مطلوب منهما أن يكون طوال الوقت واعظا، لأن الفن يحمل جانبا ترفيهيا أيضا، ومن الممكن تناول قضية أو موضوع أو فكرة ولكن بطريقة ترفيهية وتكون مسلية، وفي بعض الأحيان ممكن تناول موضوع لا يحمل قضية أو رسالة ولكن يكون له تأثير إيجابي على المشاهد دون استخدام ألفاظ أو بلطجة أو علاقات محرمة لأنه لابد في النهاية أن يكون هناك مردود إيجابي للعمل، مثل مسلسل كامل العدد، لايت خفيف يحمل العديد من الإيجابيات منها الحب والتسامح والمصالحة مع النفس، على الرغم من أنه لا توجد به رسالة واضحة، ولكن في نهاية الأمر أنا لا أفضل موضوع الواعظ ولكن توجد بعض الموضوعات التي يجب تناولها من جميع جوانبها سواء أكانت السلبية أو الإيجابية بشكل واضح.
-بما أنك تهتمين بموضوعات وقضايا المرأة ما هي القضية التي تتمنى تقديمها في عمل فني؟
توجد العديد من القضايا والموضوعات التي ظهرت في المجتمع مؤخرا، ولكن تناولها دراميا تكون به مخاطر وقد يشجع البعض عليها والبعض الآخر قد ينفر منها، بسبب نظرتهم للجزء السلبي فقط لو تحدثنا عن مسلسل علاقة مشروعة، عندما عرض تناولت سلبياته ولكن بعض المشاهدين قالوا إنه يشجع على الخيانة الزوجية وهذا غير صحيح ولكنهم شاهدوا الجزء الأول فقط من الموضوع.
وأيضا من القضايا الشائكة التي لو تناولت دراميًا من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي موضوع المساكنة وهذه قضية شائكة بسبب ترجيح البعض له لو تم طرحه في عمل درامي لازم نتناول في البداية بداية العلاقة وكيفية تطورها وقصة الحب التي جمعت بينهما ثم بعد ذلك أضرار الفكرة والموضوع، وتوجد بعض الفتيات المراهقات من الممكن أن يقتنعن بهذه الفكرة ويبدأن في تنفيذها وتؤثر تأثيرا سلبيا عليهن، ولكن على وجه العموم المجتمع مليء بالقضايا والموضوعات التي تهم المرأة لا بد التنبه عنها، ولكن توجد بعض الموضوعات يجب تقديمها في شكل رواية أفضل.
-هل من الممكن أن تشاركي في عمل من تأليف مشترك مع أحد المؤلفين؟
في الحقيقة لا أستطيع العمل مع أحد، بسبب طريقتي المختلفة التي لم تتوافق مع أحد في التأليف، ولكن لو بالفعل تعاونت مع أحد أتمنى أن يكون الكاتب أيمن سلامة فهو من المميزين، ولكن في النهاية الموضوع صعب.
- ماهي الأعمال التي تتابعينها إلى جانب مسلسل علاقة مشروعة؟
أتابع مسلسل جميلة لأني من عشاق الكاتب أيمن سلامة، وأيضًا مسلسل كامل العدد، ومسلسل تغيير جو، وتحت الوصاية للفنانة منى زكي، إلى جانب مسلسل جت سليمة للفنانة دنيا سمير غانم، بسبب إعجابي الشديد بأدائها وأنا من عشاقها.
-ما هي السيرة الذاتية التي تفضلين تقديمها في عمل فني؟
أتمنى تقديم السيرة الذاتية للملكة فريدة، وأجسد من خلال هذا العمل إصرارها وصمودها وكبريائها وكرامتها، وحبها لمصر وتمسكها وغيرتها عليها.
-من مثلك الأعلى من الكتّاب؟
في الحقيقة.. هو الأستاذ أسامة أنور عكاشة، الذي تتلمذت على يديه فهو أيضا صاحب فضل في ظهوري الأول من خلال مسلسل الحقيقة والسراب، وساندني في العديد من المواقف وكان خير سند، فهو أيقونة الدراما وأستاذي الأول، وأنا عاشقة للدراما التي يقدمها فهي في روحي ووجداني، وخلال مسيرتي بحاول أن أكون تلميذة من تلميذاته فهو مختلف.
-من الفنان الذي تفضلين العمل معه الفترة المقبلة؟
ضاحكة.. أتمنى العمل مع الفنان ياسر جلال مرة أخرى، فهو أخ وصديق، وفنان متمكن إلى جانب وجود تفاهم وكيميا بيننا في التعاون، وآخذ مشورته في العديد من المواقف، وياسر جلال هو الأقرب فنيًا وإنسانيًا، وأيضا كريم عبد العزيز ولكن لم نتعاون من قبل.