ما حكم رؤية الخاطب للفتاة التي يود التقدم إليها؟.. شيخ الأزهر يوضح
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن من أبرز ما يطالع المتأمل في نظام الأسرة هذا التشريع التفصيلي الذي يصاحب نشأة الأسرة وتطورها منذ الخطوة الأولى في بناءها وتكوينها، وهي خطوة اختيار الزوجين كل منها للآخر، وعلى أي مقياس ينبغي أن يكون هذا الاختيار، موضحًا أن أول ما يطالعنا في هذا السياق هو أن الاسلام يرعى مشروع بناء الأسرة منذ مرحتله الباكرة، وهي مرحلة اختيار الشاب للفتاة التي يرغب في خطبتها ويمد بطائفة من التوجيهات الخلاقية وضوابط الواقع وتجارب الحياة فينصحه أول ما ينصحه أن ينظر إليها أولًا.
لا خلاف بين أهل العلم في إباحة النظر إلى وجه المرأة
وأضاف الدكتور أحمد الطيب في برنامجه الرمضاني الإمام الطيب، أن الأدلة على ذلك كثيرة نكتفى منها بقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل خمسة عشر قرن من الزمان للمغيرة بن شعبة وقد خطب فتاة "هلا نظرت إليها؟ قال: لا، قال: فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"، أي أن تدوم الألفة والمودة بينكم وكذلك ما يرويه جابر رضي الله عنه في الحديث الذي يقول فيه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل"، قال جابر: فخطبت امرأة فكنت اتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى زواجها فتزوجتها.
وتابع شيخ الأزهر الشريف: نحن نحفظ فيما نحفظ من تراثنا الفقهي قول ابن قدامه في كتابه المغنى ومن أكثر من ثمانية عام مضت "لا خلاف بين أهل العلم في إباحة النظر إلى وجه المرأة"، وذلك لأنه ليس بعورة، وأنه مجمع المحاسن وموضع النظر، ولكن لا يباح له النظر إلى ما لا يظهر عادة، متابعًا: هذا ومما يجب التوقف عنده في الحديث النبوي السابق هو قول جابر رضى الله عنه “فكنت أتخبأ لها”، والذي يدل على مسلك الإسلام في احترام مشاعر المخطوبة، وأن أدب الإسلام في ذلك أن يراها الخاطب أولًا وينظر إليها دون أن تعرف به المخطوبة، حتى إذا ما وقعت في نفسه موقع الرضا تقدم لأهلها بعد ذلك وحتى لا يؤثر عليها عدوله لو كانت تعلم أنه يراها ليخطبها.
وأكد شيخ الازهر الشريف، أن هذه هي وصية الإسلام بين المغالين الذين يمنعون رؤية الخاطب لمخطوبته، وبين من يفتحون الأبواب على مساريعها لالتقاء الشباب وبين البنين والبنات وللنظرات الجارحة للمشاعر والخارجة على حدود الأدب، والوقار، واحترام حرمات البيوت، وأعراض الأسر والعائلات، وكلها مما يحرص الإسلام أشد الحرص على حمايته من عبث المتبذلين والمتطفلين.