التوحيش.. كيف يودع المسلمون شهر رمضان؟
نعيش هذه الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المعظم، وفيها يكثر التحسر على فوات شهر رمضان المبارك، وينعكس ذلك على الكثير من المظاهر الدينية، مثل الإنشا وهو ما يسمى التوحيش.
حسب الباحث فؤاد مرسي في كتاب معجم رمضان، فإنه في العشرة الأخيرة يطلق على موضوع فراق رمضان وذكر فضائله مصطلح التوحيش، حيث إن معظم الأقوال والقصائد التي يجري إنشادها تبدأ - عادة – بالمطلع: لا أوحش الله منك.
التوحيش.. كيف يودع المسلمون شهر رمضان؟
ويضيف: ولا يقوم بهذا التوحيش المنشدون المحترفون فحسب، وإنما يمتد أيضا ـ حتى يكاد يغمر العالم الليلي للمجتمع المحلي، إذ يقوم المسحراتي بتغيير موضوعات أدائه أثناء جولاته إلى التوحيش، كما يملأ المؤذنون المنشدون فضاء الحي بتوحيشهم الذي يواصلونه منذ الإمساك وحتي إقامة أذان الفجر، ولهذا أصبح موضوع التوحيش وأساليب إنشاده مجالا للتجويد والتنويع والتنمية، سواء في نظم عباراته أو في موسيقي أدائه.
وعن مظاهر التوحيش في صوت ملؤه الأسي والحزن كان المسحرون يرددون عبارات التوحيش، التي تحمل حزن الناس على انقضاء الشهر المبارك وإحساسهم بالوحشة في غيابه، وافتقادهم لأجوائه العامرة بالخشوع والمحبة والتواصل، من أشهر هذه النصوص:
لا أوحش الله منك يا شهر الصيام
لا أوحش الله منك يا شهر القيام
لا أوحش الله منك يا شهر الولائم
لا أوحش الله منك يا شهر العزائم
لا أوحش الله منك يا شهر الكرم والجود