الأمين العام لـ البحوث الإسلامية: الأزهر على مدار تاريخه حريص على محاورة المخالفين.. ونواجه الإلحاد من خلال 3 محاور | حوار
- الأزهر يقوم بالعديد من الجهود لمواجهة الإلحاد المعاصر
- الرئيس أكد أن الأزهر منارة الفكر الإسلامي المعتدل
- المؤسسة الأزهرية على مدار تاريخها حريصة على الحوار مع المخالفين
- الطلاب الوافدون لهم عناية خاصة في جميع قطاعات الأزهر الشريف
- عدد الطلاب حوالي 46 ألف طالب وافد في مراحل التعليم المختلفة
- المقاهي الثقافية أثبتت قدرتها على تحقيق تواصل إيجابي مع الجمهور
- واعظات الأزهر يشاركن في الكثير من الفعاليات
- القوافل الأزهرية تشهد تفاعلًا كبيرًا من جانب الجماهير
- المجمع ينفذ عددًا من البرامج التوعوية التي تستهدف الشباب
- على كل مسلم في رمضان التقرب إلى الله بكل أنواع القربات والطاعات
قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر الشريف يقوم بالعديد من الجهود في مواجهة الشبهات التي يستند إليها الإلحاد المعاصر، مشيرا إلى أن الإلحاد ظاهرة خطيرة ينبغي أن يتكاتف الجميع من أجل مواجهتها، سواء على المستوى الفردي أو على المستوى المجتمعي.
وأوضح أمين البحوث الإسلامية، خلال حواره لـ القاهرة 24، أن الشباب لهم أهمية خاصة، ولذلك ينفذ المجمع عددًا من البرامج التوعوية التي تستهدف الشباب في مختلف أماكن تواجدهم سواء في المدارس والمعاهد والجامعات أو في مراكز الشباب.
وإلى نص الحوار:
- وجه رسالة للمسلمين بمناسبة شهر رمضان المبارك وماذا يتوجب عليهم في هذا الشهر الكريم.
الدين الإسلامي في مبادئه وأهدافه يريد إصلاحًا عامًا وشاملًا للفرد والمجتمع؛ حيث يهدف إلى إقامة مجتمع قائم على الخير والبر والود والاحترام بين أبنائه ومن ثم على المعمورة بأسرها لذا على كل إنسان أن يقف وقفة مع نفسه ومع غيره من أجل تطبيق الهدف الأسمى الذي بينه الله تعالى في كتابه في قوله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، ولتحقيق هذه الغاية شرع لنا الله تبارك وتعالى العبادات والطاعات وجعل لنا مواسم لهذه الطاعات، والتي من أهمها شهر رمضان المبارك، فحري بكل بالمسلم في هذا الشهر الكريم أن يتقرب إلى الله تعالى بكل أنواع القربات والطاعات بغية الوصول إلى الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.
- هل الأزهر مقصر كما يقول البعض في الحوار مع المختلفين معه؟
إذا نظرنا إلى تاريخ المؤسسة الأزهرية فسنجد أنها كانت على مر التاريخ ولا زالت إلى الآن حريصة كل الحرص على الحوار مع المخالفين ورعاية المبادرات الحوارية ومساندتها.
ومن ينظر إلى جهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يجد ذلك واضحًا من خلال الوثائق التي أصدرتها المؤسسة الأزهرية والمؤتمرات والندوات التي تم عقدها وخرجت بتوصيات تم تنفيذها على أرض الواقع، إضافة إلى جهود بيت العائلة المصرية وأخيرًا وثيقة الأخوة الإنسانية.
-ماذا يقدم الأزهر للطلاب الوافدين خلال شهر رمضان؟
الطلاب الوافدون لهم عناية خاصة في جميع قطاعات الأزهر الشريف في إطار اهتمام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالطلاب الوافدين ودعمهم علميًا وفكريًا ليكونوا سفراء للأزهر في بلادهم، قادرين على حمل منهج الوسطية ونشر صحيح الدين في العالم كله؛ حيث يبلغ عدد الطلاب حوالي 46 ألف طالب وافد في مراحل التعليم المختلفة بداية من رياض الأطفال إلى مرحلتي الماجستير والدكتوراة.
ولذلك يتم إعداد برامج توعوية خاصة لهم في شهر رمضان المبارك من خلال التعاون بين قطاعات الأزهر الشريف لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا الشهر المبارك.
واللجنة العليا للدعوة بالمجمع ستطلق خلال شهر رمضان بمدينة البعوث الإسلامية برنامجًا علميًا لشرح ربع «المنهيات والمأمورات» من كتاب «إحياء علوم الدين» للإمام أبي حامد الغزالي؛ والذي بدأ حلقاته وعَّاظ الأزهر من شهر شعبان تمهيدًا للاستعداد للشهر الكريم، حيث تستمر فعالياته يوميًا في شهر رمضان.
- فكرة نزول الدعاة والوعاظ للمقاهي والكافيهات لاقت استحسانا واسعا فما هي ثمارها حتى الآن؟
يعمل المجمع على ابتكار أفكار جديدة للتواصل مع الجمهور تستكمل الجهود التي تحققها البرامج الحالية ومنها المقاهي الثقافية والحلقات النقاشية والتي أثبتت قدرتها على تحقيق تواصل إيجابي مع الجمهور لاعتمادها على خطابي دعوي مستنير يوضح للناس ما اختلط عليهم من مفاهيم ويفتح معهم حوارًا متبادلًا وفاعلًا.
كما أن فكرة المقاهي قد شهدت قبولًا كبيرًا من جانب المواطنين باعتبارها تقدم رسائل توعوية بشكل يلائم بعض فئات المجتمع من رواد تلك المقاهي، ويحقق تأثيرًا جيدا في عملية التواصل مع الجماهير، من خلال معايشة قضايا وهموم المواطنين وتبسيط المعاني لهم وبعث الأمل في نفوسهم، وإحياء القيم الإنسانية المهجورة في حياة الناس، واستعادة قيم التراحم والمحبة والشهامة والمروءة والتكافل وحب الوطن، وغير ذلك من القيم التي يحتاجها كل مواطن خاصة في هذه المرحلة الراهنة.
- هل سنرى الوعاظ على المقاهي والكافيهات خلال الشهر الكريم؟
الخطة الدعوية للوعاظ بما فيها المقاهي مستمرة خلال الشهر الكريم؛ كما أن الجمهور في رمضان لديه الاستعداد التام للسماع إلى التوعية الدينية سواء في المساجد أو حتى المقاهي.
- أبرز الإنجازات التي قدمها قسم الواعظات بالأزهر؟.. وما أبرز النقاط في برنامجه الرمضاني؟
الاهتمام بالواعظات أمر في غاية الأهمية ويدل على إدراك فضيلة الإمام الأكبر لقيمة الدور المنوط بها، أو ما يمكن أن تسهم به في الواقع، حيث تتحرك واعظات الأزهر الشريف وفق خطط دعوية وعلمية للاستفادة من طاقاتهن، حيث يشاركن في الكثير من الفعاليات التي تنفذ في المدارس والمعاهد والمصالح الحكومية ودروس السيدات والتجمعات السكانية، فضلا عن مشاركتهن الفعّالة في القضايا المجتمعية وخاصة المتعلقة بالأسرة، والمساهمة في حل المشكلات المجتمعية التي تواجه المرأة، خاصة وأنهن يمثلن أهمية في العمل الدعوي والتوعوي.
وواعظات الازهر يقدمن برنامجًا خاصا لهن بعنوان: "همسات"، بالتزامن مع برامج الوعاظ التي يتم نشرها جميعا على الصفحات الرسمية للمجمع على وسائل التواصل الاجتماعي.
- نرى مئات القوافل الأزهرية تنطلق لمناطق ومحافظات مختلفة في مصر لأغراض مختلفة، هل تحدث هذه القوافل الدور المنشود من ورائها؟.. وكيف تقيسون التأثير؟
يقوم المجمع بإطلاق القوافل التوعوية الشاملة إلى جميع محافظات الجمهورية وخاصة المناطق النائية والحدودية، ضمن فعاليات البرامج التوعوية التي ينفذها المجمع بالتواصل المباشر مع المواطنين في جميع محافظات ومدن وقرى الجمهورية؛ تلبية لحاجة المجتمع إلى استعادة منظومة القيم الأخلاقية، وبث الأمل في نفوس الشباب ودعوتهم إلى الجد والاجتهاد، وبناء الذات، والبعد عن عوامل اليأس والإحباط، والعودة إلى القدوة الحسنة واستحضار النماذج الناجحة في مختلف المجالات العلمية والعملية.
حيث تستهدف تلك القوافل التوعية بعدة قيم إنسانية منها: التذكير بمبدأ التكافل الاجتماعي والإحساس بالآخرين، والإعلاء من القيم الإنسانية المشتركة، والدعوة إلى التسامح وصلة الأرحام، مع التوعية بأهمية إعلاء قيمة الوطن والحفاظ على مقدراته والزود عنها.
وتشهد تلك القوافل تفاعلًا كبيرًا من جانب الجماهير في مختلف الأماكن، حيث تنتشر القوافل في المساجد والمدارس والمعاهد والمصالح الحكومية والنوادي ومراكز الشباب والمقاهي الثقافية.
- ما أبرز التوجيهات التي يركز عليها شيخ الأزهر فيما يخص الدعاة والوعاظ والواعظات؟
يوجه فضيلة الإمام الأكبر دائما بضرورة تكثيف الدورات التدريبية للوعاظ والواعظات، وذلك من خلال الاعتماد على أحدث الوسائل التكنولوجية، وإتاحة الفرصة لهم للتواصل مع الشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، كما يشدد فضيلته على ضرورة الجمع بين العلوم الشرعية والإنسانية والاجتماعية، إضافة إلى العلوم الطبيعية، كي يتسنى للوعاظ والواعظات التعرض لأكبر قدر من العلوم خلال تلك الدورات التدريبية.
- الشباب يحتاجون إلى أسلوب خاص في الدعوة والوصول إليهم فماذا قدمت لهم؟
الشباب لهم أهمية خاصة، فلو نظرنا إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم سنجد أن الشباب كان لهم النصيب الأكبر في توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما يمثلونه من أهمية كبرى في بناء الأمم والمجتمعات، وشبابنا اليوم في أشد الحاجة إلى تطبيق تلك التوجيهات للحفاظ على الوطن وبناء مجتمع قويم.
ولذلك ينفذ المجمع عددًا من البرامج التوعوية التي تستهدف الشباب في مختلف أماكن تواجدهم سواء في المدارس والمعاهد والجامعات أم في مراكز الشباب.
- ما هي الأساليب الجديدة التي يتبعها الأزهر في الدعوة خاصة في ظل غزو التكنولوجيا لحياتنا اليومية؟
لمواكبة التطورات المتلاحقة في الفضاء الاليكتروني، وتعظيم سبل الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر وانستجرام ويوتيوب، يحرص المجمع على التواصل مع جميع المواطنين في مختلف أماكن تواجدهم، فلم يغفل المجمع النشر الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والإنجليزية، حيث يتم نشر المنشورات التوعوية لنشر القيم الأخلاقية وعلاج المشكلات المجتمعية المختلفة.
كما يطلق المجمع عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الحملات التوعوية التي تخاطب جميع شرائح المجتمع وخاصة الشباب بما يناسب مستواهم الفكري والإدراكي، بالإضافة إلى المشاركة في الحملات التوعوية الأسبوعية التي يطلقها المجمع على أرض الواقع من خلال رسائل توعوية متنوعة.
- ما هو دور الأزهر الشريف في رعاية ودمج الطلاب الوافدين بين ثنيات المجتمع المصري؟
ينظم الأزهر الشريف العديد من الفعاليات الثقافية والعلمية المتنوعة التي يقدمها للطلاب والطالبات الوافدين؛ حيث تشهد تلك الفعاليات قبولا كبيرًا من جانب الطلاب الوافدين؛ وذلك في إطار اهتمام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالطلاب الوافدين ودعمهم علميًا وفكريًا ليكونوا سفراء للأزهر في بلادهم، قادرين على حمل منهج الوسطية ونشر صحيح الدين في العالم كله.
كما يتم تقديم محاضرات تقوية ومراجعات علمية للمواد والمقررات الدراسية للطلاب الوافدين بجامعة الأزهر، من خلال أعضاء هيئة التدريس في الكليات المختلفة في الجامعة، وذلك بالتنسيق مع الجامعة وعمداء الكليات؛ تيسيرًا على الطلاب قبل دخول الامتحانات في هذه المواد، ودعمًا لمستوياتهم العلمية، وحثهم على التفوق والتميز الدراسي، إضافة إلى عقد المسابقات الثقافية المختلفة وورش العمل التأهيلية في الفنون المختلفة لاكتشاف مواهب هؤلاء الطلاب ودعمها حتى يمكنهم الاستفادة منها في الأنشطة والمجالات المختلفة.
- ما هو دور الأزهر في حماية الشباب من السقوط في بوتقة الإلحاد التي تزداد اتساعًا يومًا بعد يوم؟
الإلحاد ظاهرة خطيرة ينبغي أن يتكاتف الجميع من أجل مواجهتها، سواء على المستوى الفردي أم على المستوى المجتمعي، وأولى سبل مواجهة الإلحاد هو الدعوة إلى توحيد الله -عز وجل- من خلال دعوة الناس إلى دين الله وتعريفهم به والكشف عن مضامينه، وإبراز محاسنه، ويتمثل السبيل الثاني يتمثل في العمل على ربط العلم بالدين؛ خصوصًا أن الإلحاد المعاصر يعتمد في كثير من الأحيان على العلم التجريبي، زاعما أن هناك تنافر بين العلم والإيمان، والواقع أن هناك علاقة تبادلية تكاملية بين العلم والدين.
أما السبيل الثالث يتمثل في قيام المؤسسات بدورها، سواء كانت مؤسسات دعوية أو علمية أو تربوية أو إعلامية أو مجتمعية، ينبغي أن يؤدي كل منها دوره في بناء الوعي المجتمعي ومواجهة الأفكار الهدامة والتي من أهمها الدعوة إلى الإلحاد، والسبيل الرابع يتمثل في الرقابة الأسرية، باعتبار أن الأسرة هي المنفذ الأول الذي ينبغي أن يراقب ويكشف الأب والأم لأولادههم الصحيح من السقيم، وبدون تلك الرقابة يكون أفراد الأسرة في خطر الوقوع تحت براثن الإلحاد وغيره من الظواهر الخطيرة.
ولذلك يقوم الأزهر الشريف بالعديد من الجهود في مواجهة الشبهات التي يستند إليها الإلحاد المعاصر من خلال عدة محاور:
- المحور الأول: الجهود العلمية لعلماء الأزهر الشريف من خلال لجان مجمع البحوث الإسلامية، والإصدارات العلمية التي يصدرها الأزهر الشريف من خلال قطاعاته المختلفة، وتتضمن الرد على الشبهات.
- المحور الثاني: الملتقيات الفكرية التي يتم تنفيذها سواء عن طريق التواصل المباشر أو عن طريق اللقاءات الإفتراضية، والتي يدور محورها حول الشبهات التي تدور على الساحة.
- المحور الثالث: جهود وعاظ وواعظات الأزهر الشريف في الرد على الشبهات، وذلك بعد التدريب على كيفية التعامل مع تلك الشبهات من خلال الدورات التدريبية التي ينفذها المجمع بالتعاون مع أكاديمية الأزهر الشريف.
- كيف ترى مصطلح تجديد الخطاب الديني وماذا قدم الأزهر في هذا الشأن؟
بالنسبة لموضوع تجديد الخطاب الديني فيتم التنسيق بين قطاعات الأزهر الشريف من أجل تكثيف جهود المواجهة الفكرية للأفكار المتطرفة، لتنفيذ رؤية الدولة المصرية في تجديد الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ببذل مزيد من الجهود اللازمة لمواجهة الأفكار المتطرفة وبيان خطر المغالطات التي تروجها جماعات العنف والإرهاب.
تستهدف خطة العمل تعاون الأزهر الشريف مع جميع المؤسسات والهيئات المعنية في الدولة والجامعات من أجل العمل على نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر، ودعم الحوار الهادف والبنّاء وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال، وإيجاد حلول فعّالة للمشكلات المجتمعية التي تواجه المجتمع المصري، والمخاطر التي تهدد أمن واستقرار الدولة المصرية.
وقد نجح الأزهر الشريف في العمل على تجديد الخطاب الديني خلال السنوات الماضية حيث نظم عدة مؤتمرات خلال هذه الفترة مثل: مؤتمر الإرهاب وخطره على السلام العالمي، ومؤتمر القدس، ومؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، ومؤتمر الأزهر العالمي للسلام بحضور بابا الفاتيكان، ومؤتمر "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل"، حيث كان لهذه المؤتمرات تأثير عالمي وإقليمي فعال في هذه القضايا المهمة.
وقد أكد فخامة الرئيس أن الأزهر الشريف منارة الفكر الإسلامي المعتدل، وأن هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الأزهر وشيوخه وأئمته الأجلاء في تقديم النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام في مواجهة دعوات التطرف والإرهاب.