الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رؤية تحليلية للأزمة السودانية وأهمية الدور السياسي المصري

الأحد 16/أبريل/2023 - 03:30 م

تشهد السودان منذ عدة عقود حالة من الاضطرابات والصراعات الدائرة في عدة مناطق داخل البلاد، مثل ولاية دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وهذا يعود إلى عدة عوامل أبرزها الصراع العرقي والديني والاقتصادي والسياسي، وقد تفاقمت الأوضاع خلال الفترة الأخيرة بعد الانفصال الجنوبي عام 2011، ومنذ ذلك الحين حاولت الحكومة السودانية تطوير بعض العلاقات مع دول المنطقة، وخاصة مصر التي تشارك السودان حدودا طويلة ولها قواسم مشتركة عدة مع السودان، وهذا يجعل تدخل القيادة السياسية ضروري لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، لذلك يأتي دور مصر في دعم الجهود الدولية لإيجاد حلول سياسية للصراعات الداخلية في السودان، والعمل على تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية بالطرق الدبلوماسية في السودان.

ومن هذا المنطلق يجب على مصر أن تقوم بمجموعة من الإجراءات اللازمة لتحليل الوضع في السودان، وذلك من خلال تعزيز أداء الحكومة السودانية وتحسين أوضاع الاقتصاد السوداني والمساعدة في إعادة إعمار المناطق المدمرة في السودان، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لمصر أن تساهم في تسوية الصراعات الداخلية في السودان عن طريق دعم الجهود الدولية المبذولة في إيجاد حلول سياسية لهذه الصراعات، وإنشاء مرافق ومشاريع اقتصادية مشتركة بين مصر والسودان لدعم التنمية المستدامة في المنطقة.

فالسودان تعاني منذ سنوات طويلة من أزمات عديدة تتمثل في الحروب الدائرة في مناطق مختلفة من البلاد، وتصاعد الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجهها الحكومة السودانية بصعوبة. ولكن مع تغير الظروف الإقليمية والدولية، أصبح الوضع السياسي في السودان يثير قلقًا كبيرًا في الداخل والخارج، لذلك يتطلب حلول جذرية.

أولًا: يجب على الحكومة السودانية تجاهل المصالح الشخصية وتفتح النقاش الجاد مع المعارضة، ويجب أن يكون هناك حوار دائم وشامل يشمل كافة الأطراف المتنازعة، ولا يمكن تجاوز أي شخص أو فئة في هذا العمل الحيوي.

ثانيًا: يجب أن تعمل الحكومة على إصلاح الاقتصاد وخلق فرص العمل، نظرًا لأن الأوضاع المالية السيئة قد تتسبب في المزيد من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وتفاقم الحرب الأهلية، مما يؤدي ذلك إلى الاضطرابات وعدم الاستقرار يترتب عليه انفصالات أخرى مثل دارفور.

ثالثًا: يجب أن يكون هناك مصالحة بين المجتمعات والقبائل المختلفة الموجودة في السودان، وعلى الحكومة السودانية أن تعمل على حل النزاعات التي يواجهها المجتمع الأهلي السوداني، والتي تؤدي إلى الخلافات السياسية.

رابعًا: يجب أن تخضع الحكومة للحوكمة الديمقراطية الحقيقية، ويجب إجراء انتخابات حقيقية وشفافة بمنأى عن المؤامرات الدولية لمحور الشر، على أن تبادر الحكومة بتنفيذ إصلاحات سياسية ومؤسساتية جذرية لكي يتم إيجاد بيئة سياسية آمنة ومستقرة.في الختام، لا يوجد سحرة يمكنهم حل أزمات السودان، ولكن هناك حاجة إلى إرادة جادة من الحكومة والقوى السياسية بأكملها للحفاظ على سلام الشعب السوداني واستقراره، والعمل بدون كلل وإرادة صلبة لتحقيق هذا الهدف.

ولن يتم كل ذلك إلا من خلال التشاور مع القيادة السياسية المصرية كون غم مصر أكثر دول العالم حرصا على حل الأزمات السودانية، نظرا لأن السودان تشكل امتداد تاريخي للأمن القومي المصري باعتبارها كانت جزء من الدولة المصرية حتى عام 1956، ومصر قادرة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على احتواء الأزمة السودانية وطرح رؤية شاملة لحل مشكلاتها السياسية والأمنية حرصا وحفاظا على السودان من مؤامرة التقسيم الجديد وإنقاد الشعب السوداني من الحرب الأهلية.
فاستمرار الوضع الراهن لن تجني السودان من وراؤه غير الخراب والدمار والتقسيم مزيد من نزوح اللاجئين إلى دول متفرقة.

تابع مواقعنا