الخميس 07 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أسباب الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.. تعرف عليها

ما أسباب الحرب بين
سياسة
ما أسباب الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
الإثنين 17/أبريل/2023 - 09:55 م

يشهد السودان مواجهات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو منذ صباح يوم السبت الماضي، بعد أن بدأت قوات الدعم السريع بالهجوم على الجيش السوداني على خلفية الأزمات الداخلية الطاحنة التي تعيشها الخرطوم في الفترة الأخيرة، وتعثر الوصول إلى اتفاق سياسي بيم الأطراف المتنازعة لحل الأزمات الداخلية. 

وتعددت الأسباب التي دفعت الأطراف المتنازعة في السودان لبدء شرارة الحرب خلال اليومين الماضيين، وعلى رأسها الخلاف السياسي في البلاد بسبب عدم التوصل إلى اتفاق لدمج  قوات الدعم السريع التي يبلغ عددها أكثر من 100 ألف عنصر في الجيش السوداني، إضافة إلى الخلاف حول الاستقرار على الشخصية التي سيتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج التي ستمتد عدة سنوات، وفقا للتقارير الإعلامية السودانية.  

أسباب اندلاع الحرب في السودان

وهاجمت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مقرات ووحدات الجيش السوداني الذي حذر كثيرًا من هجوم قوات حميدتي مما أذن ببدء شارة الحرب بين الطرفين على عدة جبهات مختلفة في البلاد، أبرزها ما يتعلق بمطار مروي العسكري والسيطرة على مقر القيادة العامة للجيش السوداني. 

وقال الجيش السوداني، إن الحرب اندلعت بعد أن حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قوات الجيش في الجزء الجنوبي من العاصمة الخرطوم، بهدف السيطرة على المواقع الاستراتيجية للجيش إضافة إلى القصر الجمهوري.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله في بيان: هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان، والاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد.

وفي الجهة المقابلة، زعمت قوات الدعم السريع أن الجيش هاجم قواتها في إحدى قواعدها بجنوب الخرطوم، وزعم يوسف عزت المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع في تصريحات لوسائل الإعلام، أن سبب الحرب هو أن هناك من يريد السيطرة على السلطة، وعدم إعادتها للشعب، فهو من أسقط النظام السابق، وهو من أوصل البرهان إلى كرسي رئاسة مجلس السيادة، لذا فعليه فهم ذلك، لا يمكن أن يكرر البرهان أفعال النظام السابق بالبقاء في السلطة.

وتطور الصراع بين طرفي النزاع في السودان بعد أن قامت قوات الدعم السريع بنقل جزء كبير من قواتها بالقرب من مطار مروي العسكري في شمال البلاد دون الرجوع لأخذ موافقة الجيش السوداني، كذلك أعادت قوات الدعم السريع نشر وحداتها في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى متفرقة في البلاد، في ظل المحادثات الدائرة بين الطرفين حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش، التي انطلقت منذ الشهر الماضي في إطار الخطة الانتقالية التي تفضي لعقد انتخابات جديدة في البلاد. 

وقال الكاتب السياسي المثنى عبدالقادر الفحل رئيس القسم الدولي بصحيفة الانتباهة السودانية، إن الجيش السوداني مسيطر على كل القواعد التي كانت تابعة لمتمردي ميلشيات الدعم السريع، الأمور الآن تحت السيطرة، وتحولت الميليشات بعد الهزيمة التي منيت بها أمام الجيش والمحاولة الانقلابية التي قاموا بها يوم السبت لحرب الشوارع، والجيش قام بتأمين الخرطوم من الخارج وحصارهم من الداخل، والمشكلة الآن أن المليشيات والمرتزقة يقومون باستهداف المدنيين حاليا، وأصيب حتى الآن بحسب التقارير الرسمية أكثر من 1000 مواطن جراء الذخيرة العشوائية التي تطلقها مليشيا الدعم السريع خلال هذه المناوشات.

وأضاف الفحل في تصريحات لـ القاهرة 24، مليشيا الدعم السريع في الحقيقة هي مليشيا جميع جنودها وأفرادها غير متدربين بشكل كافي، فهم يتم تدريبهم خلال ثلاثة أو أربع شهور فقط في العادة ويتم تخريجهم، وهذه هي الطريقة التي كان يقوم بها قائد مليشيا الدعم السريع حميدتي حتى يكون لديه عناصر كثيرة، لكن في نفس الوقت غير مؤهلين وليس لديهم عقيدة قتالية، ولكن الوضع الآن تحت السيطرة، صحيح أنهم يقومون بأعمال شغب وفوضة والأخطر من ذلك أنهم يتفادون الطرق الرئيسة خشية الطيران الحكومي ويقومون بالدخول إلى الأحياء والمنازل للاحتماء بها وسط المدنيين والمواطنين وبالتالي الجيش لا يستطيع استهدافهم في هذه الحالة.

الجيش يسيطر على الأوضاع في السودان 

وتابع: الوضع الآن في الشوارع الرئيسية والقواعد تحت سيطرة الجيش، لكن المليشيات انتقلت إلى حرب الشوارع، لكن الشيء الجيد هو أن الجيش يحاوط العاصمة الخرطوم وقوات الدعم السريع وحتى قائدهم الذي ترك سيارته وحراسته الشخصية وملابسه العسكرية التي كان يرتديها وقاموا  بالاختباء في العاصمة الخرطوم، لكن الخرطوم مساحتها كبيرة جدا، لذلك من الصعب العثور عليهم في هذه الأوقات خاصة أنهم ارتدوا جميعهم الملابس المدنية.

وأردف الفحل: الشيء الإضافي هو أنه هناك العديد من قوات الدعم السريع الآن تحتمي بالعديد من المواقع مثل القصر الرئاسي ومعاهد التدريب ومثل هذه المواقع يُحتجز فيها العديد من المدنيين والعديد من العسكريين الذين أُخذوا على حين غره وتم وضعهم كرهائن ودروع بشرية، مثل باقية القوات الحالية المتواجدة في شوارع المدينة والعاصمة الخرطوم الذين يستخدمون أيضًا المواطنين في منازلهم كرهائن ودروع بشرية لأنهم يعلمون أن الجيش لا يمكنه استهداف للمناطق السكنية، وهنا يظهر الفرق بين المرتزقة وبين القومية والوطنية، فالجيش يرفض استهداف الدعم السريع والمليشيات المتمردة داخل الأماكن السكنية وينتظر الآن اللحظة المناسبة حتى تنفذ منهم المؤن والمياه، حيث يقاتلون منذ صباح يوم السبت عندما قاموا بمهاجمة البرهان والجيش وإطلاق أول رصاصة ضد الجيش بهدف السيطرة على البلاد وتكوين حكومة يرأسها حميدتي لكنه فشل في المحاولة الانقلابية وهو الآن هارب.

وقال الفحل إن هناك شيء هام جدا هو أن المواطنين فريحين جدًا الآن خاصة في العاصمة الخرطوم وولايات السودان الأخرى بعد سيطرة الجيش على هذه المليشيا التي ارتكبت خلال عهد الرئيس السابق عمر البشير العديد من الجرائم في دارفور وكان حميدتي هو المسؤول الأول عن تلك الجرائم التي ارتكبت ضد مواطني دارفور، كذلك قام بقتل المتظاهرين في عام 2019 أمام القيادة العامة في الخرطوم وتلك الحوادث جعلت جميع المواطنين غير متعاطفين تماما مع حميدتي وعدم دعم فكرته في السيطرة على البلاد.

وأشار إلى أنه بات معلومًا لدى الكثير من السودانيين في الآونة الأخيرة ارتباط حميدتي بشركة القوات الخاصة الروسية فاجنر، إلى جانب ارتبطاته بالحكومة الإثيوبية والحكومة الإريترية، والتي تسعى كل منهما في الآونة الأخيرة إلى زيادة التوتر ما بين السودان ومصر، إلا أن القيادة العامة السودانية العسكرية واعية تماما لتلك المؤامرات التي كان يقوم بها حميدتي طوال الفترة الماضية وحال التخلص من تلك المليشيا سوف تعود الأمور إلى نصابها في السودان. 

تابع مواقعنا