الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شيخ الأزهر يوضح شروط وآداب الدعاء المستجاب

شيخ الأزهر
دين وفتوى
شيخ الأزهر
الثلاثاء 18/أبريل/2023 - 11:16 ص

ذكر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، شروط العلماء للدعاء المستجاب، وآدابه التي استخلصوها من سيرته وتوجيهاته ﷺ في دعائه وأذكاره، مبينا أن من شروط الداعي أن يكون مطعمه حلالا، وملبسه حلالا، وأيضا من شروطه: ألا يتعجل الإجابة؛ لحديث أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي».

وأضاف: أما آداب الدعاء فمنها: أن يستنفد العبد -مع الدعاء- كل الأسباب اللازمة لنيل المطالب وبلوغ الآمال، والدليل على ذلك أن القرآن الذي أمر النبي ﷺ بالدعاء، وأمر به المؤمنين من ورائه هو القرآن نفسه الذي أمرهم بأن يعدوا العدة للأمر قدر الطاقة، وقدر المستطاع ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾.

آداب الدعاء

وأوضح فضيلته خلال كلمته في احتفالية ليلة القدر، أن من آداب الدعاء أيضا أن يتحرى الداعي أوقات الإجابة وأزمنتها المباركة، ومنها: شهر رمضان وبخاصة: العشر الأواخر منه، وكذلك يوم عرفة، ويوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل، وأوقات السحر، وكذلك من آداب الدعاء: استقبال القبلة وخفض الصوت؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا﴾، والمراد بالصلاة في هذه الآية: الدعاء، كما أخبرت بذلك عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها، ومن هذه الآداب: رفع اليدين؛ لقوله ﷺ في حديث سلمان الفارسي: «إنَّ اللهَ حَيِيٌّ كريمٌ، يَستَحِي من عبدِه إذا رَفَعَ يديْهِ أن يرُدَّهُما صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ»، ومن الآداب أيضا: أن يستفتح الداعي دعاءه بذكر الله تعالى وبالصلاة على رسوله ﷺ، ويختمه بما بدأه به.

ولفت الطيب إلى أنه مما يجدر ذكره في مسألة «الدعاء»، هو ما ينبه إليه العلماء من أن هناك دعوات مستجابة لا تغلق في وجهها أبواب السماء أبدا، في مقدمتها، بل على رأسها: دعوةُ «المظلوم» قال العلماء: وإنْ كان المظلوم فاجرًا، بل قالوا: وإن كان كافرًا، ولا عجب؛ فدعوةُ المظلوم -كما وردَ في الحديثِ الشَّريف- تُحْمَل على الغمامِ وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّماءِ، ويستقبلها المولى بقولِه: «وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّكِ ولَو بعدَ حينٍ»، ومن هذه الدعوات المستجابة دعوة الوالد على ولده الذي يعقه ويؤذيه ويظلمه، ثم دعوة الصائم حين يفطر، ودعوة الإمام العادل، ودعاء العبد لأخيه بظهر الغيب، والولد لوالديه، ودعاء الذين يذكرون الله كثيرا، ودعوة المريض والمبتلى وكثير التعرف على الله في الرخاء والشدة، وحامل القرآن الكريم.

واختتم شيخ الأزهر الشريف، كلمته بأنها لمناسبة طيبة ومباركة، وفي خواتيم هذا الشهر الكريم - أن نستعين بالله على أنفسنا، ونبدأ بالتخلص من مظالم العباد وحقوقهم وحاجاتهم، ونبادر بردها إلى أصحابها، وأن نعفو عمن ظلمنا، ونغفر لمن أساء إلينا، وأن نصل أرحامنا ونحسن إليهم، وأن نتحمل أذى أولي الأرحام وظلمهم وقطيعتهم، وأن نتجاوز عنهم؛ احتسابا ورغبة فيما عند الله من ثواب عظيم يدخره لكل من يسارع إلى صلة رحمه وأقربائه، هذه الرحم التي أمر الله بوصلها، ووعد بوصل من وصلها، وتوعد بقطع من قطعها، والخير كل الخير فيمن يغلب نفسه، ويكظم غيظه، ويخفض جناح الذل، ويذهب ليمد يده لمن أساء إليه من أولي الأرحام وذوي القربى.

تابع مواقعنا