تُصارع الجيش على السلطة ومتهمة بجرائم حرب.. كيف نشأت قوات الدعم السريع في السودان؟
تواصل الانفجارات وأصوات النيران دويها في العاصمة السودانية الخرطوم ومحيطها خاصة مطار مروي العسكري، على خلفية تقاتل الجيش وقوات الدعم السريع، التي تصدرت خلال الأيام القليلة الماضية وسائل الإعلام الدولية بمختلف لغاتها خلال الأيام الماضية، ما أثار تساؤلات عدة عن ماهية تلك القوات العسكرية شبه الرسمية المتواجدة في السودان، وتاريخها.
نشأة قوات الدعم السريع
كان عام 2003 بداية نشأت قوات الدعم السريع كمليشيا قبلية، قبل أن تتطور إلى ما عرف لاحقًا بـ ميليشيات الجنجويد التي قاتلت في صراع بولاية دارفور على جانب الرئيس السوداني السابق عمر البشير، حيث استخدمتها حكومة البشير لمساعدة الجيش في إخماد التمرد، وكان لتكل القوات حينها دور رئيسي في نزوح ما قدر بنحو 2.5 مليون شخص، ومصرع 300 ألف آخرين.
وحينها أصدرت المحكمة الجنائية الدولية اتهاما ضد المسؤولين الحكوميين في حكومة البشير وقادة الجنجويد (قوات الدعم السريع) بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
ومع مرور الوقت نمت ما باتت تعرف حاليًا بقوات الدعم السريع، إذ استخدمها الرئيس السوداني السابق كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية، ما تسبب في نمو أهداف حميدتي الاقتصادية بمساعدة البشير، ووسعت عائلته ممتلكاتها في تعدين الذهب والثروة الحيوانية والبنية التحتية.
وأعطى الرئيس البشير قبل الحياة لقوات الجنجويد أو ما بات يعرف حاليًا بقوات الدعم السريع بإصداره مرسومًا رئاسيًا في عام 2013، لإنشاء قوات الدعم السريع بشكلها الحالي، للقضاء على التمرد في إقليم دارفور وجنوب كردفان وولاية النيل الأزرق، قبل أن تنتقل تبعيتها للقوات المسلحة بموجب قانون 2017.
قوات الدعم السريع تنقلب على عمر البشير
وفي عام 2017 أصدر عمر البشير الرئيس السوداني السابق، قانون يضفي الشرعية على قوات الدعم السريع كقوة أمنية مستقلة، وهي القوة ذاتها التي شاركت في الإطاحة بنظام عمر الشبير عام 2019، ليوقع حميدتي في العام ذاته اتفاقًا لتقاسم السلطة واعتباره نائبًا في المجلس الحاكم برئاسة الفريق عبدالفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني.
كم عدد قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي؟
وأشارت عدد من التقارير السودانية إلى أن عدد قوات الدعم السريع يصل إلى نحو 100 ألف جندي، من بينهم عدد كبير من قادة الجيش الذين أحيلوا إلى التقاعد، فضلا عن ندب القوات المسلحة عددا من ضباطها للعمل ضمن هذه القوات، وذلك قبل إنهاء هذا الانتداب أول أمس، بعد اندلاع الاشتباكات، ووصف قوات الدعم السريع بالمليشيات المتمردة والانقلابية.
ويتركز عتاد قوات الدعم السريع العسكري في القوات البرية فقط، إذ لا تمتلك تلك القوات أيٍ من القطع الجوية أو البحرية العسكرية، على عكس ما يملكه الجيش السوداني كغيره من الجيوش النظامية الأخرى بمختلف انحاء العالم.
اقتصاد قوات الدعم السريع
ترتكز القوة الاقتصادية لقوات الدعم السريع على امتلاكها لعدد من مناجم الذهب، حسب ما أوضحت منظمة جلوبال ويتنس في تقرير لها نشرته عام 2019 عقب الإطاحة بالبشير، أشارت فيه إلى أن قوات حميدتي تسيطر على منجم جبل عامر، وإنشاء شركة لتصدير الذهب للخارج تحمل اسم الجنيد، كما أن مجلس الأمن الدولي قال في تقرير سابق لهأن قوات الدعم السريع تفرض إتاوات غير قانونية على تعدين الذهب التقليدي.
ما هي أماكن انتشار قوات الدعم السريع؟
تتواجد معسكرات قوات الدعم السريع بشكل رئيسي في ولايات إقليم دارفور، ومناطق من ولاية كردفان، كما تمتلك عدد من المقرات في العاصمة الخرطوم، وتتواجد أعداد كبيرة منها في معسكر بمنطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم، بجانب معسكر آخر في منطقة صالحة، وثالث في الجيلي شمال الخرطوم.
وفي وقت سابق من الأعوام القليلة الماضية، حصلت قوات الدعم السريع على مقار لها بالعاصمة الخرطوم من بينها مقر هيئة العمليات بالقرب من مطار العاصمة الخرطوم ومبنى حزب المؤتمر الوطني المنحل، ومبنى جهاز الأمن الوطني، ومقر جهاز المخابرات السابق.