المخرج ماندو العدل: حرصت على تقديم الممثلين بشكل مختلف في عملة نادرة.. والمجتمع أصبح منغلقًا وسلفيًا بالتشدد|حوار
نستطيع أن نقول إنه مخرج بدرجة صادق في أعماله سواء في السينما أو الدراما، قدم لنا في دراما رمضان 2023 مسلسلا صعيديا كبيرا، أخذ الخطورة ووضع نجوما لأول مره في قالب صعيدي أبرزهم، نيللي كريم وأحمد عيد، المخرج ماندو العدل استطاع أن يبرز اسمه في السنوات الأخيره بسبب صدقه وموهبته في الإخراج.
وأجرى القاهرة 24 حوارًا مع المخرج ماندو العدل الذي كشف لنا تحضيرات مسلسل عملة نادرة وصعوباته ورهانه على الفنان أحمد عيد، وبجانب ذلك حديثه عن صناعة السينما.. وإلى نص الحوار:
في البداية.. حدثنا لم تخشى من تقديم عمل صعيدي لأول مرة؟
عادة في شغلي عندما تعجبني فكرة انساق وراءها، حتى لوتحمل شيئا جديدا أو فكرة جديدة، وهو كان عمل جديد على الكل الفنانة نيللي كريم والسيناريست مدحت العدل، ولكني ذاكرت واجتهدت جدًا حتى أستطيع أن أقدمه للجمهور.
حدثنا عن رهانك على أحمد عيد وغيره من النجوم مثل شريف سلامة ومحمد ثروت
أرى أنهم 3 ممثلين شاطرين جدًا والسوق حاصرهم في شكل معين، وأحاول بقدر الإمكان أني أقدم الممثلين بشكل مختلف، وأرى لديهم موهبة زيادة لم تظهر للجمهور، وأحمد عيد راهنت على موهبته لأنه لديه الكثير ومحصور دايمًا في الكوميدي فقط، وهو كان قلقان أكتر مني واعتذر عن المسلسل، ولكن أقنعته مرة أخرى، وكان لديّ ثقة في موهبته وركز كثيرا في اللهجة.
حدثينا عن اختيارك للممثلين مثل محمد فهيم وريم رؤوف في العمل؟
كلهم لديهم موهبة كبيرة، وريم رؤوف قدمت مشهدا معي في مسلسل فاتن أمل حربي حقق نجاحًا كبيرًا وهي موهوبة، ومحمد فهيم أعتبره ممثلا مظلوما يكفيه أنه قدم شخصية سيد قطب، وهو ممثل كبير ولكنه مظلوم.
هل اخترت وجود عبد الرحمن الأبنودي في عملة نادرة كـ إشعار للعمل ؟
نعم، هي فكرتي واستأذنت من السيناريست مدحت العدل، لأني مش هنلاقي طعم الصعيدي غير مع عبد الرحمن الأبنودي.. وابتديت أنا والسيناريست مدحت العدل نشتغل على الدواوين وركبناها على بعض، وطلعنا الرباعيات من قصايده واخترناها لتكون لائقة على أحداث العمل.
حدثنا عن كادرات تصوير العمل المميزة وخاصة في أسوان.. ومن اختار صوت محمد منير ليكون في العمل؟
صورنا في معالم الأقصر وقنا السياحية، وأغلب تصوير المسلسل كان في ديكور النجع وهو ديكور ضخم جدًا، وأحب أشكر المنتج جمال العدل على بناء الديكور، واختيار محمد منير في المسلسل لغناء التتر والرباعيات كان لـ جمال العدل.
ما هي الصعوبات التي واجهتك في عملة نادرة.. وهل كنت تتوقع نجاح العمل؟
المسلسل كله صعب وجود نيللي كريم في أول مرة صعيدي وهي ممثلة كبيرة ولديها جمهور كبير، وأيضًا وجود أحمد عيد، ليس متابع ردود أفعال الجمهور لأني بخاف، ولكن أصدقائي وزملائي يبلغوني ردود الأفعال، والحمد الله النجاح توفيق من الله واجتهاد.
لماذا ماندو العدل بعيد عن السينما؟
لدي فيلمان وهما فيلم يحيى للفنان أحمد حاتم وفيلم ع الزيرو للفنان محمد رمضان ونيللي كريم، ونستكمل تصويره في أقرب وقت، وأحاول التواجد في السينما، ولكن عدد الأفلام الذي يقدم قليل وفي صعوبة تقديم فيلم كل سنة.
هل تم تغيير اسم فيلم الملحد لـ يحيى بسبب الرقابة؟
لا، ليس الرقابة هي السبب في تغيير الاسم، بل المنتج أحمد السبكي هو من غير الاسم لـ يحيى، والرقابة لم تكن لديها مشكلة أو حتى ملحوظة واحدة على الفيلم، بالعكس الرقابة كتبت على نسخة السيناريو شكر لأنه يصحح صورة الإسلام، وليس كان عليه أي ملحوظات رقابية.
حدثنا عن مشروع بليغ حمدي التي تتمنى تقديمه
أحب أني أقدم مسلسلا عن بليغ حمدي، ولكن لم أجد منتجا متحمسا للعمل، وأتمنى تقديمه بكل طاقتي في عمل 10 حلقات أو 15 أو 30 حلقة، والمنتجون لم يتحمسوا الآن للسير الذاتية بسبب أنهم يشعروا أنها لا تنجح، ولكن هي تنجح عندما تتحضر جيدًا وتحتاج لاجتهاد كبير، مثل أعمال كثيرة نجحت أبرزها أم كلثوم والسادات، ومع الأسف لم يخاطر بعض المنتجين وأتمنى هذه الفكرة تتغير.
من تفكر أن يقدم سيرة بليغ حمدي؟
إذا قدمت العمل تكون البطولة لوجه جديد، وحابب الجمهور يعرف حياة والتركيبة الشخصية لـ بليغ حمدي، والشباب الصغير يعرف نماذج مثله، من بدايته حتى وفاته، وإذا أتت لي فرصة أني أقدم جزءا معينا عن سيرته أفعل ذلك لا أمانع.
هل في قضية تتمنى أن تقدمها في عمل فني.. وهل تحب خوض تجربة التأليف مع الإخراج؟
أحب تقديم فكرة تعجبني وتحمل رسالة مهمة، وأحب أني أقدم أعمال تساهم في حياة الإنسان وتكون أفضل، وليس لديّ المانع أني أخوض تجربة التأليف إذا أعجبتني الفكرة.
ما رأيك في أعمال المنصات الإلكترونية والأفكار الجريئة التي تتقدم للجمهور؟
المجتمع أصبح منغلقا وسلفيا بالتشدد.. والدين الذي يسوق هو دين متشدد، والناس تفكر بفكر السلفيين، وإذا قدمت أي فكرة جديدة أو جريئة تلقي هجوما شديدا، وأقرب مثال منى زكي بسبب بوستر مسلسل تحت الوصاية وقالوا طبعا انتي هتقلعي الحجاب وتبقي متحررة.. الناس أصبحت متشددة بزيادة، ومع الوقت هذه الأعمال التنويرية هي التي تبقى وتعيش، وأي مسلسل يتحدث عن الدين غير مسموح، إبراهيم عيسى يتهاجم هجوما غير طبيعي لأنه يقول وجهة نظر مختلفة، وهذا بسبب أن المجتمع أصبح سلفيا، والحل أن الجمهور يتحمل الفنانين الذين يقدمون أعمالا تنويرية.
هل تحب تقديم تجربة المسرح.. وهل لديك رغبة في تقديم عمل يشاركك به مخرج آخر؟
أحب جدًا تقديم مسرح ومن أحلامي، وأحب والأقرب لشخصيتي أن أتحدث عن عمل يناقش أحوال الناس في المسرح أو قضية، وليس لديّ أيضًا أني أجرب تقديم مسرحية استعراضية، وليس لدي مانع أني أقدم عملا مع مخرج آخر، والتجديد في الفن شئ جيد جدًا.
ما رأيك في المسرح بالوقت الحالي ؟
كل حاجة زمان كانت أحسن من دلوقتي، وكتر خير الناس اللي بتعمل مسرحيات دلوقتي، ومفيش مسرح في الوقت الحالي لأنه في سوء إدارة، وأتمنى أن الدولة تتدخل في الإنتاج والقطاع الخاص يوجد به فنانون مثل المخرج الراحل صلاح أبو سيف الذي كان متوليا هذا الأمر، ولكن الناس تبحق عن المكسب السريع.
وهل توجد رواية معينة تتمنى تقديمها.. وما رأيك في تحويل الروايات هل إفلاس أفكار؟
نعم، توجد أكثر من رواية أتمنى تقديمها، ولكن لم أفصح عنها في الوقت الحالي، ولم أرى تحويل الروايات أعمالا فنية إفلاس أفكار، الرواية وسيلة عظيمة جدًا، ومن الممكن وضع شخصيات أو حذف شخصيات، وياريت الناس تقدر تعمل أفلام عن الروايات زي زمان، ومن حق المخرج والسيناريست أن يتدخلوا في الرواية والدراما، الراحل نجيب محفوظ كان لا يتدخل في أي فيلم يتحول من رواياته.