الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قررت أكون عصفور

الإثنين 24/أبريل/2023 - 08:01 م

مع كل تجربة صعبة حينما يملأ الخوف قلبي وتظلل على عيني غيمات القلق، أشعر وكأن التجربة ستسحقني وسأخسر في النهاية لا محالة!، ولكن تدبير الله الصالح يغلب قلقي في نهاية الأمر، ويتدخل كعادته ليغير كل النهايات السيئة التي كنت أفترضها في عقلي الصغير ويجعلني أرى مجده في حياتي.

وربما ليست تلك مشكلتي أنا فقط، بل ربما تكون مشكلتك أنت أيضًا، أو تعرف شخصًا يكون مثلي في التجارب أو المواقف الصعبة، فعند أي لحظة امتحان تجده يرتجف، ويهرب منه السلام وتفر من روحه الطمأنينة ليحل مكانهم الخوف والقلق والتوتر.

والمقصود هنا بالامتحان ليس فقط الامتحانات الدراسية أو التجارب الصعبة، بل حتى أبسط الأشياء في حياتنا اليومية، والسعي طوال الوقت خلف كل شيء، ومحاولة تأمين حياتنا من كل النواحي، سواء من مال أو من طعام أو من أي شيء، فتكون المحصلة، هو سعي طوال الوقت وعدم الشعور بالأمان طوال الوقت أيضًا تارة آخرى.

على عكس الطير الصغير، الذي يسكن في عشه الصغير المتواضع أعلى أي شجرة، لا يفكر في كيف له أن يؤمّن مستقبله، أو حتى مستقبل فراخه الصغيرة، بل يحيا كل يوم وهو حامل شعار آراه هو الأجمل والأحلى والأنسب لحياتنا نحن البشر وهو "الله يدبر يومي فلا حاجة لهمي".

فربما أكثر ما يدفعنا أن نعيش بالأمل وأن نحيا كالعصافير في حياتنا هو قول السيد المسيح نفسه: "فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!" (مت 10: 31)"، فهذا ربما يمكن أن نعتبره وعد، أو سرد حقيقة ربما تغيب عن عقولنا أحيانًا.

حقيقة أن حياتنا كلها في يد الله، وما دامت في يد الله فهي في أمان، فنحن عندما نثق بأن الله يقود دفة حياتنا، فنحن نثق تمام الثقة بأنه سيصل بنا لبر الآمان، وأن اليد التي تسلم لله تدبير حياتها يملأها الله بالخيرات، وأن العين التي ترتفع للسماء بالإيمان لا تكسرها الحياة باليًاس، كل ما علينا أن نفعله أن نصدق، أننا بالفعل أفضل من عصافير كثيرة.

تابع مواقعنا