السيناريست محمد هشام عبية: تحمّست للإمام الشافعي بعد متابعة رسائل الناس لضريحه.. وأرجو أن يفتح المسلسل الباب أمام الأعمال التاريخية | حوار
يعد من أبرز المؤلفين في السنوات الأخيرة، استطاع أن يقدم لنا مسلسلًا مختلفًا عن الإمام الشافعي، وهو عمل مميز ومختلف في الدراما التاريخية والدينية، وقدم لنا السيناريست محمد هشام عبيه جرعة في رمضان 2023، تعد مزيجًا من التميز والاختلاف، وسرد جزءًا من حياة الشافعي، تجعل الجمهور يحب الشخصية أكثر.
وأجرى القاهرة 24 حوارًا مع السيناريست محمد هشام عبيه، الذي كشف لنا تحضيرات مسلسل رسالة الإمام، والصعوبات التي واجهته في العمل، وبجانب ذلك أعماله التي يحضر لها خلال الفترة المقبلة، وإلى نص الحوار:
ـ في البداية.. حدثنا عن تحضيرات مسلسل رسالة الإمام والوقت الذي أخذه منك؟
بدأت تحضيرات العمل من شهر يوليو الماضي، وانضممت لمسلسل آخر شهر نوفمبر، بعد اعتذار الكاتبة مريم نعوم، وقرأت كتبًا كثيرة عن الإمام الشافعي واستعنت بكتب ومراجع، وعقدت جلسات مع الباحث الرئيسي في العمل وهو المسئول عن أي شيء يخص المسلسل.
ـ ما هو السبب الذي حمسك لتقديم عمل عن الإمام الشافعي؟
أقرأ عن الإمام الشافعي وأتابع الرسائل التي تصله حتى الآن في ضريحه بالقاهرة، وكنت مهتمًّا بالظاهرة وهي ظاهرة إرسال الرسائل للإمام الشافعي، وأنه معين لهم ويحقق لهم أمانيهم، ووجدت عناصر النجاح عندما تواصلت معي شركة الإنتاج ميديا هب ـ سعدي جوهر، وأهم العناصر المباشرة كان وجود الفنان خالد النبوي والمخرج الليث حجو، وأننا نعرض مصر في أحوالها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأني أرضي شغفي ككاتب.
ـ حدثنا عن الصعوبات التي واجهتك في العمل؟ ومشاركة أكثر من كاتب في المسلسل؟
أكثر صعوبة واجهتني أنا وفريق العمل هي الوقت، وربما كان يحتاج إلى وقت أكبر في كل التفاصيل، وانضممت للمشروع في وقت حساس جدًا، والتحدي الكبير كان في الوقت، وأن نقدم عملًا دراميًا نرضى عنه، نستعرض فيه حياة الإمام الشافعي والجزء الفقهي عنده، كما أن وجود عدد كبير من الكتّاب كان له أكثر من سبب، إذ بدأ العمل مع مريم نعوم، ثم اعتذرت، وانضممت أنا، وطبيعة العمل أنه ضخم وتاريخي يتحمل وجود أكثر من كاتب في الموضوع، وضيق الوقت جعلنا نعمل بشكل متوازٍ.. وصعب كاتب بمفرده ينجز عملًا مثل هذا في 3 شهور فقط.
ـ حدثنا عن التحدث باللغة العامية في رسالة الإمام؟
وجود اللغة العامية كان اختيار صناع العمل، وكنا قاصدين ذلك لأكثر من سبب، أبرزها وجود لغة وسيطة بين اللغة القبطية التي كان يتحدث بها المصريون في هذا الوقت، واللغة العربية الفصحى التي كان يتحدث بها العرب الموجودون في مصر بهذا الوقت، وفي نفس الوقت كنا نرى أنها وسيلة من الوسائل التي تقرب العمل لشريحة أكبر من الجمهور، وفي النهاية هو اختيار فني، كما أن العمل التاريخي الدرامي ليس بالضرورة أن يلتزم بكل القواعد والحقائق التاريخية المثبتة لأنه يجب يوصل لجمهور بشكل أسهل وأسرع.
ـ كيف تعاملت مع التفاصيل اليومية للشخصية التاريخية مما لم يرد فيها نص؟
مفيش كتاب موجود عند أي حد، يقدر يقول إن الإمام الشافعي بيعمل إيه من ساعة ما بيصحى من النوم لغاية ما ينام، ومش بس عن الإمام الشافعي، لا، عن أي شخصية تاريخية، ومفيش كتاب يؤرخ كل حاجة، وبالتالي من حق صناع الدراما إنهم يتخيلوا الجزء غير المعلن، أو غير المسجل في الكتب ليستطيعوا نسج أحداث درامية مشوقة، وتساعد الجمهور على أن يتلقاها بشكل لطيف وليس كتلقٍّ صرفٍ لمادة علمية، مقدرش أقول إنها أحداث حقيقية، ولكن أحداث مخيلة مثل طبيعة أي عمل درامي، وكنا متفقين مع شركة الإنتاج من البداية أننا نكتب العمل مستوحى من أحداث تاريخية، ولكن لأسباب تقنية وضعت هذه اللوحة في الحلقة 6 من العمل.
ـ هل بالفعل العمل كان مكونًا من 15 حلقة فقط؟
نعم، اعتقدت أن العمل 15 حلقة، وكان هذا أسباب موافقتي على العمل، ولكن بعد ذلك شركة الإنتاج قررت لأسباب كثيرة أن يكون المسلسل 30 حلقة بدلًا من 15 حلقة، وصرنا أمام استحقاق أن نقدم 30 حلقة في الوقت المبتقي، وهذا كان من الصعوبات الشديدة.
ـ حدثنا عن التعامل مع الفنان خالد النبوي.. وهل تناقش في سيناريو العمل؟
خالد النبوي كان مذاكر جدًا شخصية الإمام الشافعي، وتفاصيل هذا العالم الخاص والمحيط به فترة وجوده في مصر، وكان نقاشاتنا طول الوقت عن إن احنا ازاي نخلي المادة العلمية والمادة الفقهية اللي بيناقشها الإمام الشافعي، تكون قريبة للجمهور وإزاي نقدر نحولها صورة درامية سهلة وبسيطة، وقررنا نقولها بشكل مباشر ونختار الكلمات اللي تخلي المشاهد العادي يتابع العمل ويهتم بي ويكون متفعل بي.
ـ هل كنت متوقعًا نجاح العمل بهذا الشكل؟
مسألة النجاح هي مسألة أتمناها طول الوقت، ولكنها غير مضمونة، وكان هناك عناصر أن العمل سيلقى ردود فعل إيجابية، لأن الجمهور متعطش لهذه النوعية من المسلسلات، وأيضًا جماهيرية خالد النبوي وطبيعة المادة التي نناقشها في الحلقات الأولى، وكان لديّ أمل أن كل هذا يحقق صدى عند الجمهور ويتفاعل معاه، والنتيجة كانت مرضية لنا.
ـ لماذا اختفت المسلسلات الدينية عن السنوات الماضية؟
المسلسلات الدينية أو التاريخية عموما هي مسلسلات ذات تكلفة كبيرة، وتتطلب تحضيرات كثيرة، وبالتالي شركات الإنتاج تتقدم خطوة وترجع خطوة لأنها أعمال مكلفة جدًا ونجاحها على المحك ليس مضمونًا مثل باقي نوعية الأعمال الدرامية، وأتمنى يفتح مسلسل رسالة الإمام الباب للمزيد من الأعمال التاريخية والدينية، لأن الجمهور يرى أعمالا مثل هذه في المنصات الأجنبية، وبالتالي توجد مقارنة طوال الوقت، ومسألة أننا نقدم أعمالًا تاريخية ذات جودة جيدة تعد تحديًا لصناع الدراما العربية، ونستطيع تقديمه خلال الفترة المقبلة.
ـ لماذا اخترت آخر 6 سنوات في حياة الشافعي لقصة المسلسل؟
اخترنا أن يناقش المسلسل آخر 6 سنوات في حياة الشافعي لأن دي أكتر فترة كانت سخية وثريه على جميع المستويات، وهي كمان الفترة المؤثرة في سيرة الإمام الشافعي بنسبة كبيرة، لأن دي الفترة اللي غير فيها كتير من أفكاره وفقا لطبيعة البيئة المصرية، وأيضًا لأننا نقدم سيرة ذاتية لشخص بعينه من الأفضل أننا نقتنص اللحظة الساخنة في سيرته الدرامية، مش بضرورة الحال أننا نتابع كل مسيرته من الطفولة حتى الوفاة، وهذا اختيار درامي أفضله ككاتب.
ـ ما هي السيرة الذاتية التي تتمنى أن تقدمها؟
أتمنى تقديم سيرة محمد التابعي أستاذ الصحافة، الذي أعتبره الأب الشرعي للصحافة الحديثة في مصر، أتمنى تقديم سيرته في عمل فني لأن سيرته السياسية والإنسانية والصحافية مليئة بالأحداث والدراما.
ما هي أعمالك المقبلة التي تحضر لها؟
أستعد لكتابة مشروع رواية دم على نهد للكاتب إبراهيم عيسى، ويشاركني في الكتابة المؤلف وائل حمدي، وأيضًا لدي رواية ليالي أوزيس كوبيا للكاتب الجزائري واسيني الأعرج، وهو مسلسل يسرد جزءًا عن الأديبة مي زيادة.
