فلاحو الصين يحاربون الاستعمار بالقتال والكفاح
انتهت حرب الأفيون الأولى عام 1842 بشعب غارق في إدمان المخدرات، ومذلولا بحكم بريطانيا العظمى عليه بتسميمه بتجارة المخدرات وتقنين بيعها واحتلال هونج كونج بموجب اتفاقية نانكينج.
ولم تكن فرنسا بعيدة عن المشهد، حيث شاركت في هذه الحرب أيضا، وانتهت حرب الأفيون الثانية عام 1858 باتفاقية تيان شين، التي كانت مهينة ومذلة للشعب الصيني، وفتحت أبواب السفارات الدبلوماسية للمستعمرين الأجانب ليسيطروا على الصين ويسرقوا أبنائه ويبيعوهم كالعبيد في سفن الجحيم العائم.
وفي هذا السياق الصعب، وجد الفلاحون الصينيون - بالرغم من بساطتهم ومحدودية قدراتهم - أنفسهم في وسط الصراع والاحتلال، ودربوا أنفسهم على فنون القتال ليصبحوا ملاكمين.
وعلى هذا الأساس، أطلق عليهم العالم اسم “ثورة الملاكمين”، وفي البداية كان الهدف من تعلمهم لفنون القتال هو الدفاع عن النفس والأرض والعائلة.
لم يكن الفلاحون الملاكمون يحاربون فقط الاحتلال والمخدرات، بل كانوا يحاربون أيضا الغزو الثقافي للمستعمرين الأجانب، وكانوا يدافعون عن عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم التي تشكلت بفضلها هوية الصين.
وبفضل هذا النوع من الكفاح، استطاع الفلاحون الملاكمون الصينيون هزيمة الجيوش الأوروبية الأقوى في الحرب، وأصبحوا حديث العالم.
في الصين اليوم، يتم تذكير الناس في كل عام بأن هؤلاء الفلاحين البسطاء هم أبطال الصين الذين ضحوا ورووا بدمائهم بذرة الاستقلال والكفاح والنضال ضد الاستعمار، وهذا الكفاح ساعد في نشأة الصين كقوة عظمى في العالم اليوم.
لذلك، يجب علينا جميعا أن ندرك قيمة وطننا ونحافظ على عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا، وأن نحميها بكل ما أوتينا من قوة، فنحن نملك وطنا نحبه ونحميه، وهو مقبرة للغزاة وكنانة الله في أرضه وملجأ لكل من تقطعت به السبل، وهو يجب أن يبقى كذلك دائمًا.