طالب بريطاني يشكو تمييز حكومته في الإجلاء من السودان: طائرتهم تنقل الدبلوماسيين البيض
بات إجلاء المواطنين العالقين في السودان الشغل الشاغل لغالبية حكومات ودول العالم التي ترغب في إنقاذ مواطنيها بكل الطرق للخروج من موقع الصراع الذي يشكل خطرًا على حياة المواطنين هناك.
دائمًا ما تخلف أوقات الأزمات أمورًا عصيبة تنضح بخبايا المشكلات والأزمات المترسخة في المجتمعات.
عقد موقع i البريطاني لقاءً صحفيًا مع شاب بريطاني أسمر البشرة كان يدرس الطب في السودان والآن هو عالق في منطقة الصراع، حيث يحمل الجنسية السودانية والبريطانية، ويحاول الخروج من مكان الحرب بأي طريقة، إلا أنه عالق على الحدود ولا يستطيع الخروج من السودان.
ويقول الشاب: الحكومة البريطانية وعدت أسرتي في بريطانيا مرارًا وتكرارًا أنه سيتم إجلاؤنا من السودان، إلا أننا فوجئنا بأن الطائرة القادمة جاءت من أجل نقل الدبلوماسيين بيض البشرة.
وأضاف الطالب البريطاني: بعد اليوم الثالث أو الرابع تخلينا عن الإخلاء، كنا قلقين من الموت من العطش عندما قطعت مياهنا، ولم نتمكن من الانتظار أكثر من ذلك لم يكن لدينا خيار سوى ركوب الحافلة التالية.
وانفق هو وأخته وابن عمه 600 دولار على تذاكر ركوب الحافلة التي عبرت الصحراء للوصول إلى الحدود المصرية في حلفا، ووصلوا في وقت مبكر من صباح الثلاثاء وما زالوا ينتظرون عبور الحدود إلى مصر، لكنهم لا يتوقعون حدوث ذلك ليوم آخر على الأقل.
ووصف الوضع، قائلا: أمامنا حوالي 10 إلى 15 حافلة، في انتظار العبور، و30 إلى 40 حافلة في قائمة الانتظار خلفنا، الظروف في قائمة الانتظار للعبور تكاد تكون صعبة مثل الحياة التي تركناها في الخرطوم، الماء كان صراعا أمس، الناس يشترون الذعر مثل أثناء فيروس كورونا، ولكن عندما وجدنا أخيرًا بعضًا من المياه، كان عليك القتال للتمسك بها.
أزمة طعام
كما أن شراء الطعام يمثل مشكلة، فوفقًا لشهادة الطالب البريطاني العالق في السودان: يبيع عدد قليل من الأكشاك على الحدود وجبات خفيفة ليست مغذية للغاية.
وواصل: الأسوأ من ذلك كله هو عدم اليقين، فعلى الأرجح، سنعبر في يوم أو يومين آخرين لكننا لا نعرف، نحن غير متأكدين مما يجري والمعلومات المضللة متفشية.
وأفادت الصحيفة بأن الطالب البريطاني وأسرته عندما يعبرون الحدود في النهاية، يخطط للتوجه إلى القاهرة ثم محاولة العودة إلى المملكة المتحدة.
من جهته، قال متحدث باسم حكومة المملكة المتحدة: لقد أدى إجلاؤنا للمواطنين البريطانيين بالفعل إلى نقل أكثر من 300 شخص إلى بر الأمان، مع التخطيط لمزيد من الرحلات الجوية، لا يزال المواطنون البريطانيون في السودان يمثلون أولويتنا القصوى ونحث الجميع على مواصلة اتباع نصائح السفر الخاصة بنا.
