حادثة المروحة.. واقعة تسببت في احتلال الجزائر 132 عاما
تحل اليوم ذكرى حادثة المروحة، وهي الحادثة التي مثلت سببا غير مباشر لـ احتلال الجزائر من قبل فرنسا لمدة 132 سنة.
حادثة المروحة.. واقعة تسببت في احتلال الجزائر 132 عاما
ووقعت حادثة المروحة في قصر الداي حسين في 29 إبريل 1827م، عندما جاء القنصل الفرنسي بيار دوفال إلى قصر الداي يوم عيد الفطر، وهناك طالبه الداي بدفع الديون المقدرة بـ 24 مليون فرنك فرنسي، نظير مساعدة الجزائر لفرنسا حين أعلنت الدول الأوروبية حصارًا عليها بسبب إعلان فرنسا الثورة الفرنسية، فرد القنصل على الداي بطريقة غير لائقة بمكانته، فطرده الداي حسين ولوّح بالمروحة، وردًّا على ذلك بعث شارل العاشر بجيشه بحجة استرجاع مكانة وشرف فرنسا، وتم فرض حصار على الجزائر سنة 1828 لمدة 6 أشهر، وبعدها دخلت القوات الفرنسية إلى الجزائر وكان الاحتلال.
وعلى الرغم من محاولة الإدارة الفرنسية إضفاء الشرعية على احتلال الجزائر وإقناع الرأي العام به مصورة الحملة أنها لاسترجاع هيبة وشرف فرنسا اللذين داس عليهما داي الجزائر حسين، ولكن الكثير من الباحثين رأوا أن الاحتلال كان مخططًا له من قبل خاصة أنه قد سبق وطردت الجزائر قنصل فرنسا أكثر من مرة دون تحرك من الإدارة الفرنسية، ومن هنا يتبدى السبب الحقيقي لحادثة المروحة؛ إذ كان له دوافعه الحقيقية وهي الاستيلاء على الجزائر ونهب خيراته خاصة مع ضعف الدولة العثمانية.
والداي حسين هو حاكم الجزائر وآخر دايات الجزائر العثمانيين، كان أبوه ضابطًا في سلاح المدفعية ولهذا كان ميّالًا إلى العمل العسكري، وتلقى تكوينًا خاصًا وبعدها أرسل إلى إسطنبول لمزاولة دراسته في مدرسة خاصة كجندي بسيط، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى حكم الجزائر في عهد عمر باشا.