زكي طليمات في ذكرى وفاته.. كيف لخص مأساة شارلي شابلن مع النساء؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد العبقري زكي طليمات أحد رواد المسرح الذي جاء إلى الدنيا في مثل هذا اليوم 29 أبريل عام 1894، وهو أحد أعلام المسرح المصري ومخرج وممثل ومؤلف، وتوفي في عام 1982.
وإلى جانب مواهبه الفنية كان زكي طليمات كاتبا له قلم مرموق في النقد الفني، فكان يكتب عن السينما والمسرح والدراما بشكل عام كما كان يلقي الضوء على بعض الشخصيات الفنية وأثرها في الحياة الفنية.
زكي طليمات في ذكرى وفاته.. كيف لخص مأساة شارلي شابلن مع النساء؟
من بين الذين كتب زكي طليمات عنهم الفنان العالمي شارلي شابلن، فيقول عنه في أحد أعداد مجلة الرسالة عام 1939 بمناسبة الذكرى الخمسين لميلاده: يرتقي شارلي شابلن علم الأعلام في دنيا السينما أول درجات العقد السادس بعد أن سلخ من عمره خمسين عاما.. بلغ شارلي شابلن هذه السن ونال كل ما تتوق إليه النفس من الجاه ونباهة الذكر وقلائد الذهب وأكاليل الغار، إلا أنه بقي محروما من دفء الحنان وراحة العيش في ظل امرأة صالحة، لأن الحظ السعيد الذي واتاه في كل شيء أبى أن يواتيه في النساء. ومع هذا فإن شارلي شابلن قد تزوج ثلاث مرات إلا أن كل زواج منها كان ينتهي دائما بالخيبة!
ويتابع: اختلفت الآراء في تفسير هذه الظاهرة وانبرى الكتاب يفسرونها حسب أهوائهم، ولم يتورع بعضهم عن اتهام العبقري الممثل بشذوذ في الطبع وبخرق في الرأي وإن لم ينكروا عليه لطف المعاشرة ولين الجانب وبسط اليد، إلا أن المتأمل في حياة شارلي بما يطالعه له من آثار وحيه على الشاشة البيضاء يرى غير ذلك إذا توخى الإنصاف والدقة والعمق، وتعمق في استكناه ما وراء وعي هذا العبقري الممثل.
إن شارلي عبقري فنان، والفنان الحق خلّاق، والخلاق من طبعه البذل والتضحية والإسراف في الجهاد.. تعود شارلي أن يصدر عن كل هذا في عمله مؤلفا كان أو ممثلا أو زوجا، ومن كان هذا شأنه فإنه يتطلب الكثير من الناس، لا يقنع بالغذاء العادي الذي تقدمه المرأة من عطفها وحنانها، هذا والفنان الصادق يحب نفسه وهو لا يشعر، فهو يميل إلى الاستئثار بكل ما يعمر قلب المرأة التي يهبها قلبه، وينزع إلى سوء الظن بما يلقاه من تقصير أو فتور غير متعمد ويعده جحودا ونكران جميل.
وهكذا كان شارلي شابلن يتطلب من زوجاته أن يعطينه مثل ما يعطيهن، هذه هي العلة، وهذه هي غلطة شابلن مع النساء أو بالأحرى هي غلطة كل فنان خلاق كبير القلب دافق الروح، شاعرًا كان أو ممثلا أو مصورا بل لعلها هي غلطة كل كريم نفس يسرف في بذل حبه وكريم عواطفه لإحدى بنات حواء.
ويعلق زكي طليمات على مأساة شارلي شابلن مع النساء قائلا: ونخرج من هذه المأساة العاطفية بشيء واحد، وهو أنه واجب على الرجل ألا يؤمل كثيرا فيما عسى أن تمنحه المرأة إياه وأن يقنع منها بظرف المعاملة، ببسماتها الوردية، وبلمسات شعرها المعطر، وبومضات جسدها الشاب المضيء، إن لم يفعل ذلك فإنه يجني من حياته العاطفية سوى أشواك الجحود والخيبة.
