كنيسة ديروط.. النيران لا تلتهم التاريخ
في أواخر القرن التاسع عشر، كان يقيم مجموعة من اليونانيين في منطقة ديروط التابعة جغرافيًا لمحافظة أسيوط في صعيد مصر، وكان لديهم محالج أقطان في مدينة ديروط وشيدوا في وسطها كنيسة كانت تابعة حينذاك لكنيسة الروم الأرثوذكس وكانت تقام فيها الصلوات بصورة مستمرة.
ولكن عند قيام ثورة الثالث والعشرون من يوليو عام 1952، وبعد صدور قرار تأميم أموال الأجانب، تم تأميم أراضي ومحالج الأقطان التي كانت في ديروط حينذاك ملكًا لليونانيين في ذلك الوقت، بما فيها أيضًا تلك الكنيسة الصغيرة التي كانت شيدت فقط بالأخشاب والطوب النيء وكانت عبارة عن كنائس صغيرة كل كنيسة فيهم مكونة من مذبح واحد فقط تقريبًا.
وفي عام 2002 عندما قررت الحكومة في ذلك الوقت خصخصة تلك المحالج التي كانت تتعرض لخسائر فادحة وعرضتها للبيع، قرر أقباط مدينة ديروط شراء قطعة الأرض التي كان مشيد عليها الكنيسة حينها وطلبوا من الحكومة الحصول عليها ومحاولة إنشاء مدخل خاص بها حتى تكون كنيسة ومقرًا لخدمة أبناء الكنيسة القبطية في تلك المنطقة.
وبالفعل كان أول قداس يقام من بعد ثورة 1952 في كنيسة السيدة العذراء مريم والملاك ميخائيل في ذلك الوقت كان في ذكرى دخول السيدة العذراء مريم إلى الهيكل في يوم الثاني عشر من شهر ديسمبر في عام 2002.
لكن كانت هناك مشكلة حدثت بعدها وتم منع الصلاة بها حتى حصلوا على تراخيص وقرار حينها من الجهات المسئولة أنه لا مشكلة من أن تقوم بالكنيسة الشعائر الدينية للأقباط وكانت بالفعل تخدم قطاعا كبيرا من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في منطقة ديروط في محافظة أسيوط.
وكان استطاع أقباط ديروط بناء مذبحًا في حبرية نيافة الحبر الجليل الأنبا برسوم مطران ديروط وصنبو على اسم القديس العظيم الأنبا كاراس السائح، لتكون الكنيسة قادرة على خدمة العدد الكبير الذي تخدمه في منطقتها.