الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عالَمٌ بدون اكتئاب!

الأحد 30/أبريل/2023 - 09:40 م

‏كنت أتصفح وسائل التواصل الاجتماعي ذات مرة فوجدت خبرًا أذهلني، ليس من عادتي أن أجري وراء عناوين الأخبار المثيرة للجدل، لكن هذا الخبر بالذات أجبرني على معرفة الحكاية.

الخبر يقول: انظر!! شريحة تكنولوجية تقضي على الاكتئاب!، فبحثت وراء الخبر فوجدت أنهم يقولون: إن سارة التي تبلغ من العمر 36 عاما قد تخلصت نهائيا من الاكتئاب المزمن، وذلك عن طريق شريحة إلكترونية يتم زراعتها في الجمجمة!.
والغريب أن كثيرًا من الصحف العالمية تحدثت عن هذا الاختراع وشرحت كيفية زرع هذه الشريحة التي ليس لها أي آثار جانبية!

الحقيقة نحن أمام اكتشاف مذهل يستطيع أن يتحكم في الحالة المزاجية للإنسان، وبالرغم من ذلك فإنني أرى أنه بإمكاننا أن نتفادى المرض قبل أن نبحث عن كيفية علاجه.
نتفادى الاكتئاب الذي هو من صنع أنفسنا!!
نحن من نبحث عن النكد، ونحن من نتفنن في العكننة، نحن من اعتدنا القسوة في المعاملة وابتعدنا عن الحب وتمسكنا بـ "مضادات السعادة" هكذا أطلقت عليها في كتابي الأول "السعادة عِبارةٌ عَبَّارة".

نحن من نؤجل الأشياء الجميلة كالكلمات، المشاعر، الحب، وحتى العبادات والأعمال الصالحة آملين أن مثل هذه الأوقات قد تعود، والحقيقة أنها لا تعود، حينها تبقى الحسرة والندامة، حينها يقول الإنسان: يا ليتني قدمت!!

أحزن كثيرا لِما يحدث من بعضنا البعض، فلا نرى لحظات الحب الحقيقية إلا في لحظات الوداع!
ولا نشعر بالندم لتقصيرنا في المشاعر النبيلة تجاه الآخرين سوى في المقابر! 
هكذا نحن؛ لا نعرف قيمة بعضنا البعض إلا في النهايات بعد فوات الأوان.
كيف يمكن أن نبحث عن التكنولوجيا والعلم الحديث لنزرع الحب في حياتنا؟
إن العلاج الحقيقي يبدأ من داخلك أولا، انثر الحب والمشاعر النبيلة في حياة من حولك فحتما ستعود بكل الحب إليك.

تلك المشاعر النبيلة؛ وكل ما يتمناه الإنسان من الخير للغير جعله عليه الصلاة والسلام من تمام الإيمان، حين قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". 

فكما قيل: أن الوقاية خير من العلاج، فإنه بإمكاننا الوقاية من الاكتئاب قبل أن نبحث في كيفية علاجه والتخلص منه، فهناك هرمون للسعادة يسمى "السيروتونين". 

وتؤكد دراسات كثيرة أن من أكثر الأشياء التي تساعد على إفراز هذا الهرمون هو مساعدتك لغيرك ولو كانت هذه المساعدة "كلمة"!، من هنا جعل عليه الصلاة والسلام الكلمة الطيبة شيئًا من الإحسان والمعروف حين قال: "الكلمة الطيبة صدقة".

وهنا يظهر مركز دندرة الثقافي بأحد أهم أهدافه -وهو بناء الإنسان- فيحضرني مؤتمر مراكز دندرة بالقاهرة وهو أحد أنشطة مركز دندرة الثقافي؛ هذا المؤتمر الذي جاء عنوانه: "الكلمة الطيبة".

وكان من عظيم سعادتي أن أكون مقدمًا لهذا المؤتمر الذي ترك في نفسي أثرًا كبيرًا، فما زلت أحفظ كلماته الطيبة إلى يومنا هذا، على الرغم من أنه أقيم قبل أكثر من سنتين تقريبا.

فقلنا في نهاية تقديمنا: "فما أحوجنا اليوم إلى كلمةٍ أكانت مسموعةً أو مقروءةً أو مرئية، تكون مصدرَ خير للجميع، ومساحة لقاء يسعى إلى تقريب القلوب وعلاج أسباب النزاع. كلمة لا تتسبب في تفرقة أو عزلة أو نزاع أو شقاق، ليكون الجميع صفًا واحدًا في رحابة الاختلاف".

«مركز دندرة الثقافي: هو مؤسسة أهلية تعمل تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعي، وتقوم فلسفته على أن الإنسان هو مادة وموضوع التنمية المستدامة»

أقول أخيرا: احفظوا أنفسكم عما يجلب لكم الاكتئاب والنكد والغم، احفظوا أنفسكم من الكراهية التي تفسد القلوب، تخلصوا من شوائب الحسد والحقد العالقة بداخلكم، ازرعوا الحب والأمل في قلوبكم أولا فينعكس بذلك على المجتمع فيخرج بصورة أجمل وأفضل وأرقى.

تابع مواقعنا