احتدام القتال بين طرفي النزاع في السودان.. وتفاؤل أممي بعقد مفاوضات بالسعودية
تشهد ولاية الخرطوم السودانية التي تضم ثلاث مدن رئيسية من بينها العاصمة الخرطوم، احتدام القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، رغم إعلان الطرفين التزامهما بهدنة إنسانية لمدة 72 ساعة دخلت حيز التنفيذ مساء الأحد الماضي، في حين دخلت الصراعات بين الطرفين يومها السادس عشر، وسط تفاؤل أممي بموافقة الطرفين لإجراء مفاوضات بين الطرفين بالمملكة العربية السعودية.
ومنذ أمس الاثنين شهدت مدن الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري تحليقا مكثفا للطيران الحربي الذي استهدف مواقع لقوات الدعم السريع التي ردت عليه بالمضادات وسط حالة من الذعر الشديد أصابت السكان القاطنين في مرمى الاشتباكات، حيث أعلنت قوات الدعم السريع في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أنها أسقطت طائرة من طراز ميج تتبع للجيش السوداني.
الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان
وعلى الجانب الآخر، قال الجيش السوداني في بيان له، إنه تمكن منذ بداية الصراع من تخفيض قدرات قوات الدعم السريع القتالية بنسبة 45 إلى 55% من قدراته القتالية التي حشدها لاختطاف الدولة السودانية ومصادرة قرارها وتدمير قواتها المسلحة.
وعلى الصعيد الأممي حذرت الأمم المتحدة من أن الصراع في السودان قد يجبر 800 ألف شخص على الفرار من البلاد مع استمرار المعارك بين الفصائل العسكرية المتناحرة في العاصمة على الرغم من وقف إطلاق النار المفترض، وذلك في بيان لمفوضية اللاجئين، أمس الاثنين.
فيما قال المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرثيس، لوكالة أسوشتيد برس، إن جنارالات الصراع في السودان وافقوا على إرسال ممثلين للمفاوضات التي من المحتمل أن تحتضنها المملكة العربية السعودية،
وأضاف أنه إذا اجتمعت المحادثات، فإنها ستركز في البداية على إرساء وقف إطلاق نار لكنه حذر من تحديات في إجراء المفاوضات، بعدما أدت سلسلة من الهدنات المؤقتة خلال الأسبوع الماضي إلى تخفيف حدة القتال في بعض المناطق فقط بينما استمرت المعارك الشرسة في أماكن أخرى، مما أدى إلى نزوح المدنيين من منازلهم ودفع السودان إلى مزيد من الكارثة.
في حين تحاول المنظمات الإنسانية إعادة تدفق المساعدة إلى بلد يعتمد فيه ما يقرب من ثلث السكان البالغ عددهم 46 مليون نسمة على المساعدات الدولية، إذ قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين إنها أنهت التعليق المؤقت لعملياتها في السودان الذي تم تنفيذه بعد مقتل ثلاثة من أعضاء فريقها في منطقة دارفور التي دمرتها الحرب في وقت مبكر من القتال.
