صوت الرصاص كان في كل مكان.. صديق الطالب المصري المتوفى في السودان: معرفتش أبلغ والده إزاي| فيديو
ضرب أحمد محمد نصر، طالب مصري بكلية طب الأسنان بجامعة السودان العالمية، أروع الأمثلة في وفاء الصداقة لصديقه حيا وميتا، حتى أصبح حديث المواطنين، وذلك عقب وقوفه بجانب صديقه المتوفي بالسودان حتى تم دفنه.
تفاصيل وفاة الطالب المصري بالسودان
وقال أحمد محمد نصر، إن عمره 24 عاما، من أبناء قرية ديروط الشريف التابعة لمركز ديروط في محافظة أسيوط، طالب بالفرقة الرابعة بكلية طب الأسنان بجامعة السودان العالمية، ويسكن في سكن خارجي بالسودان أثناء فترة الدراسة ويقيم معه أحد أصدقائه.
وأضاف أنه قبل شهر رمضان أحضر زميله وابن قريته صابر نصر سيد، الطالب بالفرقة الأولى بكلية طب الأسنان بجامعة السودان العالمية، للسكن معه بدلا من أن يجلس وحيدا، موضحا أنه قبل العيد بعدة أيام فوجئ بالأحداث الجارية في السودان وظن أنها أحداث عادية ستستغرق عدة ساعات فقط ولكن استمرت منذ ذلك الوقت حتى الآن.
وأكد أنه بسبب الأحداث الجارية في السودان ظل هو وزملاءه داخل السكن حفاظا على حياتهم، وكانوا يطهون الطعام الموجود بالسكن ويأكلونه ولكن صابر رفض تناول الطعام معهم، مشيرا إلى أنه فجأه ساءت حالته النفسية بسبب الأحداث وامتنع عن الطعام وعقب ذلك ارتفعت درجة حرارته.
وأوضح أنه عندما وجد حالة صابر النفسية تسوء اتصل بصديق مصري له يسكن مع أسرته بالسودان وطلب منه أن ينتقل للإقامة عنده هو وصابر للتخفيف من حالته النفسية، ووافق وذهبا الاثنين معا إلى المسكن، مشيرا إلى أنه أول أيام عيد الفطر المبارك انقطعت الكهرباء مما أثر سلبا على حالة صابر النفسية وفقد الوعي.
وأشار إلى أنه ذهب للبحث عن صيدليات تعمل لكي يشتري له أدوية ولكن وجد إطلاق النيران من كل جانب، واعترضه مجموعة مسلحين وأخذوا منه الهاتف المحمول والنقود مما جعله يعود للمسكن مرة آخرى دون شراء الأدوية، مؤكدا أنه عقب العجز عن شراء الأدوية تم إعطاءه علاجا للملاريا، لأن أعراض السخونة بالسودان دائما ما يتم تشخيصها بالملاريا.
ولفت إلى أن علاج الملاريا لم يؤثر على الأعراض وظل صابر مريضا بارتفاع شديد في درجات الحرارة وفاقد للوعي، موضحا أنه ذهب لصلاة الفجر في أحد المساجد وقابل أحد الأشخاص داخل المسجد وسرد له الحالة الصحية لصابر فأخبره أن شقيقته طبيبة واتصل بها لسؤالها عن تشخيص الأعراض المرضية وعقب سؤالها لزملائها الأطباء نصحته بأن يشتري حقنة لارتفاع درجات الحرارة وبرشام خاص بفقد الوعي والهلوسة، وبالفعل ذهب لشراء العلاج ولكن كانت الصيدليات مغلقة بسبب الأحداث الجارية ولم يتمكن من شراء سوى حقنة خفض درجة الحرارة، وذهب للمنزل وتم إعطاءه الحقنة.
وأكمل أن أصحاب السكن خشوا أن يتوفى صابر لديهم بالمسكن عقب تدهور حالته الصحية فطالبوا منه أخذه ومغادرة المنزل، مما أضطره أن يبحث عن سيارة وبالفعل وجدها وأخذه وذهب به ولكن عقب سيرها بلحظات انطلقت طلقات الرصاص في كل مكان فطلب منه السائق النزول من السيارة وبالفعل نزل منها وحمل صابر على كتفيه وظل أكثر من 3 كيلو يسير به حتى وصل إلى مساكن يقيم فيها أحد أصدقائه وبها إضاءه ظنا منه أن صابر ستتحسن حالته النفسية بوجود الكهرباء، ودخل المسكن ووضعه على السرير.
وواصل: درجة حرارة صابر انخفضت، ونام لعدة ساعات متواصلة، واتصل بوالده ليخبره أنه نام قائلا: اتصلت باستاذ نصر قولتله صابر نام ودرجة حرارته نزلت الحمد لله، وصحيته بالليل تاني خد البرشام الخافض للحرارة وشرب مياه وكمل نوم، وكنت ناوي أخد أتوبيس الصبح وننزل أنا وصابر بيه مصر لكن لما صحيت الصبح الساعة 6 لقيته مش بيصحى وقست النبض لقيت مفيش نبض وعرفت أنه مات، كلمت استاذ صابر أول ما رد قالي مات يا أحمد قولتله لا ما متش، مكنتش عارف أقوله إزاي، وطلبت من الدكتور السوداني يقوله الخبر.
وأنهى الصديق الوفي كلامه بأنه بعد فشل المحاولات في نقل الجثمان إلى مصر عقب وفاته بعدة أيام اضطر إلى دفنه بالسودان تنفيذا لطلب والده.