أيتها الزوجة المترددة.. احذري
سيدتي الفاضلة اعلمي أن الدنيا لم ولن تكون جنة لا نصب فيها ولا تعب، وأن تلك الحياة المثالية لا توجد إلا في الروايات الرومانسية، وذلك الحبيب المستعد دائما لمنح جرعات الحنان والتسبيل مهما كانت الظروف لا يوجد إلا في الأفلام والمسلسلات فقط، وهذا ببساطة لأنه ممثل يؤدي دورا مكتوبا ولا علاقة لهذا بحياته الحقيقية على الإطلاق.
ولابد أن تعلمي وتعي أن زوجك يحمل هموم بيته وربما عائلته الكبيرة بالكامل، ويصارع في حياة أصبحت غاية في الصعوبة لابد وأن تؤثر على نفسيته، وربما يكون عصبيا في بعض الأحيان، وقد يصدر منه مالا يعجبك لكنه قطعا ليس عدوك.. وإذا صادفتي أحد هؤلاء الرجال الذين يظهرون خارج بيوتهم الود واللين لك ولغيرك من النساء فلا تغتري بذلك، فهو إما زوج خائن لزوجة مؤكد لا ترى منه ذلك من الأساس، أو رجل تافه يبحث فقط عن متعته الشخصية وبالطبع لا أمان لخائن أو تافه، ومن الجنون عقد مقارنة بين شخص من الشارع يقضي فقط وقتا بلا أي مسئولية وآخر يتصرف وكل شيء في ذهنه وأمام عينه، وذلك الأمر للرجال أيضا ويجب الانتباه منه كما سأوضح في نهاية المقال.
وهنا نصيحتي لك أيتها الزوجة إذا كنتِ تفكرين في الانفصال، مع عدم وجود أسباب واضحة ومحددة، مثل أنك تأكدتِ من خيانة زوجك، أو أنه تزوج عليك ولا تقبلين ذلك، أو اكتشافك لسلوك مشين يقوم به مثل إدمان المخدرات، أو إطعامك وأولادك من الحرام عن طريف كسب غير مشروع، وغير هذا من الأمور التي لا يمكن للحياة أن تستمر في ظلها.
فكري قليلا فيما بعد الانفصال.. هل ستعيشين حياتك بمفردك وسط مجتمع كهذا لا هم لكثيرين فيه إلا النيل منك فقط مهما أبدى لك من تضامن زائف.
أم ستحاولين إيجاد حياة جديدة تبحثين فيها عن الحب المزعوم، فتتحولين إلى حقل تجارب وتتنقلين من شخص لآخر، ولم ولن تجديه في زمان أصبح مليئا بالكذب والندالة، والكلمات المعسولة الواهمة لأغراض دنيئة ليس إلا، ومن ثم لو أن لديك كرامة بعد فترة ستكرهين نفسك بلا شك.
وحتى إذا خضتِ تجربة زواج ثانية هل تتخيلن أنك ستجدين ملاكا يعوضك عن عذابات الحياة التي توهمتي أنك تعيشيها؟
اعلمي أنك ستقدمين في ذلك الزواج تنازلات رفضتي تقديمها في تجربتك الأولى، وستقبلين بأمور ربما لو تقبلتيها سابقا لما كنت وصلتِ إلى هذه الحالة، وذلك سيكون لرغبتك في إنجاح تجربتك حتى لا تفشلين للمرة الثانية، ومع الوقت قد يصيبك ذلك بالخيبة والحسرة ولكن بعد فوات الأوان.
عزيزتي لا تنخدعي بأولئك التافهات من النساء الذين يتغنون بفكرة الطلاق وحريته المكذوبة، والتي تكون في كثير من الأحيان على حساب السمعة والكرامة ولا يمكن أن تقبلها سيدة محترمة تربت على قيم ومبادىء وخلق.
وتأكدي أن الدنيا بكل ما فيها لا تساوي أن نهدم قيمة واحدة من أجلها.. فهي وهم زائل لن يبقى لنا فيه إلا عمل صالح أو سيرة طيبة وليست مجرد كلمات معسولة في وجهك بينما الجميع ينتقدك من خلفك.
الحرية هي أن يتحررالإنسان من رغبات قد تفسد عليه حياته وليست أن يفعل ما يريد وقتما شاء بلا ضوابط أو رقيب.. ذلك مفهوم مشوش عن الحرية أسقط كثيرين.
كرامتك لن يهدرها زواج مهما كان إلا في حالات معينة ذكرتها سابقا.. ولكن قد تضيع نهائيا بعد انفصالك ودخولك في حالة من التيه والتخبط وأنت تظنين أنك أحسن صنعا ولا تدرين فاحذري.
وهنا أيضا من الضروري أن أخاطب كل رجل رزقه الله زوجة صالحا تراعي الله فيه، وتحفظه في جميع أحواله سواء كان ماله أو عرضه أو سره.. لقد منحت كنزا فحافظ عليه، ولا تظن ابتسامة إحداهن في وجهك خارج منزلك لجمالك الفتان، أو الإعجاب بشخصك الذي لا مثيل له.. تأمل جيدا ستجد أنك فقط معبرا تريد الوصول من خلاله لغاية ما ثم إذا ما انقضت تلك المصلحة أو رأت أنها لن تحصل عليها سوف ترى وجها آخر لم تكن تتخيله.. فاتق الله في أهل بيتك.