الخارجية المصرية.. الريادة الدولية في ظل الأزمة السودانية
تأتي الأزمة السودانية منذرة بحرب أهلية واسعة النطاق في ظل ظروف صعبة تشهدها الساحة الدولية ومنطقة الشرق الأوسط بالتحديد.
القوات المسلحة السودانية تشتبك مع قوات التدخل السريع والدماء تنزف من كلا الجانبين من أبناء الشعب السوداني الشقيق، ولكن قد يطول هذا النزيف أبناء الجاليات الأخرى والبعثات الدبلوماسية.
هنا تجلى دور مصر الريادي بالترحيب بمساعدة رعايا الدول الأخرى في الإجلاء كيفما الحال في طلب الخارجية الهولندية في اتصال هاتفي مع السيد الوزير سامح شكري ونظيره الهولندي فوبكه هويكسترا، وكذلك اتصال الخارجية الهندية من السيد الوزير سوبراهمانيام جايشانكر، كما طلبت الخارجية اليونانية التنسيق الكامل مع الجانب المصري في رعاية المصابين من رعاياها.
كل هذا يجب أن يحمل في طياته رسائل عدة للمواطن المصري ليقف بها على حقائق شهد بها القاصي والداني.
أولا: طلب أكثر من دولة مساعدة الجانب المصري في أزمة تطول أفراد مواطنين من رعاياها يدل على الثقة الدولية في الخارجية المصرية وكفاءتها، ولهم سابقة تشهد على ذلك في إجلاء الرعايا المصريين جراء الحرب الروسية الأوكرانية وقبلها إجلاء الرعايا المصريين جراء أزمة فيروس كورونا.
ثانيا: دور مصر ومكانتها في منطقة الشرق الأوسط والعمق الإفريقي مما يسمح بوجود تنسيق كامل بين الخارجية المصرية وكل من أطراف النزاع لإجلاء الرعايا والبعثات الدبلوماسية.
ثالثا: وجود قيادة سياسية حكيمة وقوات مسلحة تتعامل مع الأزمات بصبر وثبات وضبط للنفس وعلى درجة لا متناهية من الكفاءة سمحت في المقام الأول أن تكون مصر معبرا آمنا ومستقرا لمواطنيها أولا ثم لمواطنين الجنسيات الأخرى.
هذه الأحداث لا يجب إلا أن ينظر فيها للخارجية المصرية والقوات المسلحة بعين التقدير والاعتبار على الساحتين الإقليمية والدولية.
