ناشر المسيحية في مصر.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بعيد استشهاد القديس مار مرقس
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم 8 من مايو، بذكرى استشهاد القديس مارمرقس الرسول المعروف بـ«كاروز الديار المصرية»، وهو أول بطريرك في المسيحية.
ولد القديس مار مرقس في ترنا بوليس بليبيا، من أب اسمه أرسطو بولس وأم أسمها مريم، علماه والديه وهذباه بالآداب اليونانية والعبرانية ولقب بمرقس بعد نزوح والديه إلى أورشليم، كانتن أسرة القديس مار مرقس أسرة متدينة كانت من أقدم الأسر إيمانًا بالمسيحية وخدمة لها.
سافر القديس مار مرقس إلى مصر وذلك بعد هجوم بعض القبائل البربرية على أملاكهم، وأسس كنيسة الإسكندرية بعد أن ذهب أولًا إلى موطن ميلاده "المدن الخمس" بليبيا، ومن هناك انطلق إلى الواحات ثم الصعيد ودخل الإسكندرية عام 61 م من بابها الشرقي، وعاش القديس مار مرقس واستقر وأسس المدرسة اللاهوتية في الإسكندرية، وكان يدرس فيها إلى جانب اللاهوت الفلسفة والمنطق والطب والهندسة والموسيقى.
نشر المسيحية في مصر
أسس القديس مار مرقس المسيحية في مصر، وذلك عن طريق إسكافي، حيث تهرأ حذاء مار مرقس من كثرة السير، وإذ ذهب به إلى الإسكافي ( شخص يصلح الأحذية) أنيانوس ليصلحه له دخل المخراز في يده فصرخ: "يا الله الواحد"، فشفاه مار مرقس باسم السيد المسيح وبدأ يحدثه عن الإله الواحد، فآمن هو وأهل بيته وانتشر الإيمان سريعًا بالإسكندرية رسم أنيانوس أسقفًا ومعه ثلاثة كهنة وسبعة شمامسة.
استشهد القديس مارمرقس الرسول عام 68 ميلاديا، حيث هجم الوثنيون على الكنيسة أثناء الاحتفال بعيد القيامة في هذه السنة وسحلوه في شوارع الإسكندرية كلها حتى سالت دماؤه، ثم سجنوه في سجن مظلم حتى الصباح ثم سحلوه حتى موته، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وصلى على جسده البطريرك التالي له «البابا انيانوس» البطريرك الثاني للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكان معه الشعب والاكليروس.
القديس مارمرقس والأسد
يُرمز للقديس مارمرقس بالأسد، لذلك نجد أهل البندقية وهم يستشفعون به جعلوا الأسد رمزًا لهم، وأقاموا أسدًا مجنحًا في ساحة مارمرقس بمدينتهم.
ويعلل البعض هذا الرمز بحسب موقع الأنبا تكلا هيمانوت القبطي بالآتي:
أولًا: قيل أن القديس مرقس اجتذب والده أرسطوبولس للإيمان المسيحي خلال سيرهما معًا في الطريق إلى الأردن حيث فاجأهما أسد ولبؤة، فطلب الأب من ابنه أن يهرب بينما يتقدم هو فينشغل به الوحشان، لكن الابن طمأن الأب وصلى إلى السيد المسيح فانشق الوحشان وماتا، فآمن الأب بالسيد المسيح.
ثانيًا: بدأ القديس مرقس إنجيله بقوله: "صوت صارخ في البرية"... وكأنه صوت أسد يدوي في البرية كملك الحيوانات يهيئ الطريق لمجيء الملك الحقيقي ربنا يسوع المسيح. هذا وإذ جاء الإنجيل يُعلن سلطان السيد المسيح لذلك لاق أن يرمز له بالأسد، إذ قيل عن السيد أنه "الأسد الخارج من سبط يهوذا" (رؤ 5: 5).
ثالثًا: يرى القديس أمبروسيوس أن مارمرقس بدأ إنجيله بإعلان سلطان ألوهية السيد المسيح الخادم "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (1: 1)، لذلك بحق يرمز له بالأسد.
