الخميس 19 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خليك ذوق

الإثنين 08/مايو/2023 - 06:43 م

لعلَّ أكثرَنا سمع ورأى الفيديو المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لسماحة الشيخ علي المنصوراوي وهو يقول: "خليك ذوق.. خليك محمدي".

جملةٌ تحتوي على كثير من المعاني العظيمة السامية، فالذوق كلمة جميلة تحمل في طياتها معاني اللطف، وحسن المعشر، وكمال التهذيب، وتجنب الإساءة وما نحو ذلك.
كل هذه المعاني تفسر لنا كلمة الذوق، ويفسرها أيضًا العرفُ الذي جرى بين الناس إذا أرادوا الثناء على أحدٍ قالوا: "فلان عنده ذوق"، وإذا أرادوا ذمَّه قالوا: "فلان قليل الذوق".

وإن من علامات السعادة للإنسان أن يرزق ذوقًا سليمًا مهذبًا؛ فإذا كان كذلك فإنه عرف كيف يستمتع بالحياة، وكيف يحترم شعور الآخرين، فصاحب الذوق السليم قادرٌ على جلب القلوب، وإدخال السرور على قلبه وقلوب من حوله.
والذوق الرفيع إذا ساد في مجتمع أو أسرة رأينا كل فرد من هؤلاء يتجنب جرح إحساس غيره بأي لفظ، أو عمل، أو أي شيء لا يقبله الذوق.
فالذوق السليم يرفع صاحبه إلى حد أن يتخير الكلمة الطيبة، والتصرف السليم الذي يدخل السرور على قلوب الناس.

أما "قليل الذوق" هو من جفَّ طبعُه، فهو يجلب الشقاء لنفسه ولغيره، فلا يراعي مشاعر الآخرين، ولا يتردد أن يواجهَهم بما يكرهون من عيوب أو أسماءَ أو أمور يسوؤهم تذكرها.

‏والأمثلة على قلة الذوق كثيرة؛ منها: ترك العناية بطريقة إلقاء السلام، فربما يقولها الناس بنبرة موحشة فتكون مجلبة للكراهية بدلًا من أن تكون بردًا وسلامًا وصدقةً.

‏ومن قلةِ الذوقِ -وهو كثير- ما يقعُ في البيعِ والشراءِمن كثرةِ المماطلةِ، وإذلالِ البائعِ أو صاحبِ الصنعةِ.

‏ومن قلة الذوق ما تراه من الكتابات البذيئة على جدران الأماكن العامة؛ فهي تشوِّهُ شكل المجتمع، وتبث قلة الحياء، وربما كانت سببًا في شيوعِ الفاحشة.

‏ومن قلة الذوق عدم مراعاة آداب الحديث، ورفع الصوت بلا داعٍ، والشدة في العتاب، والغلظة في النصيحة، والجدال والخصومة، وبذاءة اللسان، وتتبع عورات الناس، والتدخل في شئون الناس، والأمثلة على قلة الذوق كثيرة، وما ذكرته إنما هو إشاراتٌ ليس إلا.

فيا ليتنا نعتني بجانب الذوق عناية كبيرة؛ نجعلها دروسًا في مدارسنا ومساجدنا وإعلامنا، حتى نرقى فنكون من أهل الذوق الذي هو من الأخلاق المحمدية -صلى الله على سيدنا محمد-.

تابع مواقعنا