المشهور قوله المجهول أصله.. عن اليوم العالمي للحمار
ربما تستعجب من فكرة هذا اليوم أو تستكثر على الحمار تخصيص يوم له، لأنه حيوان صبور لاينهق بحقه، والله أعلم فقد يكون نهق كثيرًا ولم يسمع له أحد، المهم أنه بعد أن بُح صوته في النهيق تحركت الجمعيات والمنظمات الصديقة له، فأعلنت رسميًا في 2018 أن يوم الثامن من مايو هو اليوم العالمي للحمار.
ومن وقتها تحتفل كل دولة في هذا اليوم بالحمار الرفيق على طريقتها - وكل واحد وأصله مع الحمار - فمنهم من يجمع له التبرعات، ومنهم من يقيم له مسابقات لاختيار ملك جمال الحمير مثلما يحدث في المكسيك، أو يقيم له معرضًا مثل فرنسا، أو يواصل الاحتفال به لمدة تصل إلى 15 يومًا مثل كينيا تقديرًا لمكانته بينهم كونه ركيزة من ركائز اقتصادهم الكيني فبها حسب معلوماتي - اللهم لاحسد - مايقرب من 2 مليون حمار، ومنهم من يحقد عليه - أمثالي وأمثالك- فيوجعه ضربًا بالعصا ويثقله فوق ظهره أحمالًا من البرسيم قائلًا له: حتى أنت قد صار لك يومًا وعيدًا ياحمار يابن الحمار!!!
وأخيرًا فإن رسالتي إلى عزيزي الحُمار الذي لم يقرأ هذا المقال - رغم اتساع عينيه وكبر أذنيه- أحب أن أهمس في أذنيك وأطلب منك أن تسامحنا لأننا لم ننتبه لهذا اليوم ولم نقدم لك الشكر على ما تتحمله منا من قسوة وعناء وأبشرك أن يومك في السنوات المقبلة سيكثر محتفلوه، لأن الحمير كل يوم في ازدياد، وسيعود زمانك كما كان فالأيام تحتاج إلى التذكير بـ(جمعية الحمير) و(حزب الحمير)، و(متحف الحمير)، وصحف الحمير: حمارة بلدنا، البغلة، حمارة منيتي، وكتب الحمير: حمار الحكيم، وحمار من الشرق، ويوميات حمار.
أما أنت عزيزي (الحمّار) فبعد أن استمتعت بركوب الحمار وأنت صغير وقرأت هذا الكلام الصادر من محب للحمير وأنت كبير، ألم يرق قلبك لتحتفل معي باليوم العالمي للحمار، فتُعاهد نفسك أن ترفق به ولا تُحمله فوق طاقته، يا أخي اتق الله (ألا يوجد في بلدكم حمير).