جار النبي الحلو: تكريم الشارقة يربت عليّ وعلى إبداعاتي
أبدى الكاتب الكبير جار النبي الحلو سعادته بالتكريم من ملتقى الشارقة الثقافي الذي أقيم في المجلس الأعلى للثقافة اليوم.
جار النبي الحلو: تكريم الشارقة يربت عليّ وعلى إبداعاتي
وقال الكاتب الكبير جار النبي الحلو أثناء تكريمه من ملتقى الشارقة بالمجلس الأعلى للثقافة: جاء التكريمُ من الشارقة يربّتُ علىّ وعلَى ما أنجزْتُ، جاء التكريمُ ليُقدّمَ لي الفرح، وهو يقدّم لي جائزةً عن إبداعي، أكبر جائزة أتمناها هي التقدير.
وتابع: هل كان مقدرا لهذه الطيور التي لا أعرف أسمائها والتي تطير في الفضاء أمام بيتنا؛ ذلك البيت الذي بناه أبى في الخلاء على شاطئ نهر، بيتا من طابق واحد بنى من أخشاب وجذوع شجر، لكن أمامه حرص الأب أن تزهر حديقة صغيرة بها بئر ماء، بيت وحيد على نهر... ليس سوى حكايات العفاريت والغرقى، وصياد من ألف ليلة وليلة.
وأضاف: خرجت للعالم لأرى المركب والطائر والزرع والماء، وأصوات الحشرات وطيورا وحيوانات ألفتها وصارت مفردات في كتابتي.
وتابع: ومن الواقع والفن والأحلام والرؤى والطموح كتبت ما رأيته يعصرني حزن وفرح وشوق، حتى أنني في السادسة والسبعين من عمري انتهيت من كتابة رواية جديدة منذ أسابيع بعنوان: شجون الهديل، هو الشجون إذن وهو الهديل.
وتابع: أعترف لكم عشت الكتابة قبل تدوينها، عشت المفردات المبهمة قبل تفسيرها، عشت الحكايات والقصص والروايات ثم حاولت تدوينها فغمرتها ألوان الفن الساحرة والأحرف التي أزاحتها عن قسوة الواقع وجروحه، حاولت أن أغنى في قصصي؛ فكانت الغنائية أحيانا مأخذا، وأحيانا تغنى برهافة وحس وشوق بلا حدود.
وتابع: أنا ابن الحقول والنهر، والمراكب والمصانع والأفلام الأبيض والأسود، وشم النسيم والبيض الملون وعيد الأضحى والذبائح- وأنا طفل في يد أبيه-، وكعك العيد الصغير تصفه أمي في فرحة ذات رائحة، ومع أمي في الفرن ونسوة وحكايات وبنات... والبنات في حياتي هن الهمس الذي لا يكف عن الأغنيات.
وأردف: أنا ابن شوارع وحارات المحلة الكبرى حيث زملاء لعبة كرة القدم وهواة مشاهدة الأفلام فى دور السينما.
أنا ابن مجموعة المحلة – شلةِ المحلة كما يطلقون عليها – جابر عصفور، نصر أبو زيد، محمد المنسى قنديل، محمد صالح، سعيد الكفراوى، فريد أبو سعدة.
وتابع: أنا فرعٌ من هذه الشجرةِ المُثمرةِ التى نبتتْ فى قلب العالم فاحتضنها لصدقِها وفكرِها وتصوارتِها وأحلامِها.. أنا ابن الإنسانيةِ والحلمِ بالعدالة.
واختتم: أخيرًا وأنا بينكم فى هذا العُرس الثقافي المُمتد من الشارقة إلى إلى القاهرة لا يتملكني سوى الفرح بالانحياز الحقيقي للمستقبل وللأدب وللثقافة، لأن الثقافة هي القلعةُ الحصينةُ للوطن.
جار النبي الحلو
والكاتب الكبير جار النبي الحلو من مواليد المحلة الكبرى في العام 1947، وهو قاص وروائي، له الكثير من المؤلفات منها: رواية وقمر الشتاء، ورواية عطر قديم، والمجموعة القصصية طعم القرنفل، والمجموعة القصصية طائر فضي،
يذكر أن ملتقى الشارقة الثقافي يكرم هذا العام أربع أربع قامات ثقافية من مصر، وهم: القاص والروائي جار النبي الحلو، والروائي عبده محمد عبده، الناقد أحمد شمس الدين الحجاجي، والشاعر محمد زكريا عناني.
واستضافت القاهرة النسخة التاسعة من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي في العام الماضي والذي احتفى بأربعة أدباء مصريين، هم: الأديب المترجم د. محمد عناني، والباحث والناقد د.يوسف نوفل، والكاتب المسرحي سمير الفيل، وصفاء عبد المنعم الباحثة في الأدب الشعبي.