عبده جبير: تكريم ملتقى الشارقة مبادرة منصفة لكثير من مبدعي العالم العربي
أبدى الكاتب الكبير عبده جبير، سعادته الكبيرة بتكريم ملتقى الشارقة الثقافي، الذي انعقد منذ قليل، بالمجلس الأعلى للثقافة، مؤكدا أن تكريم الشارقة مبادرة رائعة لتكريم مبدعي العالم العربي.
وتحدث عبده جبير عن مسيرته الإبداعية في كلمة ألقاها عنه الدكتورة هويدا صالح قائلا: مسيرتي مع الكتب قراءة ومتابعة وتأليفا هي كل متعتي في الحياة.. احترفت صناعة عروض الكتب في ثوب فني يستعير من القصة بهائها وشكلها الذي هو أجمل أشكال العالم المتخيل في الكتابة، ثم يذهب به بعيدا ليكون قبسا مفيدا من أبواب المعرفة المستقاة من الكتاب، أعرق أشكال المعرفة في العالم.
وتابع: كانت أسعد أوقات حياتي، حين أنتزع الوقت للذهاب إلى العمل وأنا فعلا تحت إحساس الذهاب في نزهة في بستان، وقد كانت نزهة فعلية إلى بستان حيث كنت أقطع المسافة من السيدة زينب حيث أسكن مرورا بحي جاردن سيتي العريق، وكورنيش النيل حتى أصل إلى حديقة الأندلس، لأخرج من حقيبتي كتبي والراديو الترانزستور الصغير وأشغله على محطة الموسيقى التي تبث كونشرتو الوتريات لبتهوفن أو موسيقى شهرزاد لتشايكوفسكي وأعيش في القراءة حتى يأتيني حارس الحديقة وينبهني لموعد الإغلاق.. كانت الكتابة عن الكتب فعلا رومانتيكيا في المقام الأول، حتى لو كانت الكتابة تمثل عملا صحفيا خالصا.
وأضاف: لم أكن أسمح للأمر أن يتم بشكل آلي، بل كنت أمنح نفسي الحرية المطلقة في كل شيء بداية من اختياري للكتاب الذي أنوي الكتابة عنه مرورا باختياري للمكان الذي سوف ينشر فيه المقال، وخاصة أنني كنت أتعامل مع جملة من الصحف والمجلات المصرية والعربية المتخصصة في الثقافة.. وكانت الكتابة عن الكتب والكتاب المصريين والعرب والعالميين تعبر ضمنيا عن رؤيتي للعالم، رؤيتي للناس والأشياء والطبيعة.
عبده جبير: تكريم ملتقى الشارقة مبادرة منصفة لكثير من مبدعي العالم العربي
وأردف: لا شك أن الكاتب الذي مارس الكتابة عقودا طويلة، وتنوعت تجربته ما بين السرد القصصي والروائي والمقالات الأدبية والسيرة الذاتية والغيرية، كان يتطلع إلى تكريم أو جوائز مما تذهب إلى الكتاب متعددي الروافد الثقافية، لكن رغم تأخر تلك التكريمات وتلك الجوائز إلا أنه لم يشعر بغضاضة تدفعه لأن يفقد الأمل أو يتوقف عن الإبداع. إن الإبداع في حد ذاته جائزة حقيقية للمبدع، لكن هذا لا يقلل فرحي العظيم وامتناني لمبادرة سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة على هذه المبادرة المنصفة لكثير من مبدعي العالم العربي الذي صمت عنهم التكريم الرسمي طويلا.
وتابع: من هنا أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في وصول هذا التكريم الثقافي المُقدّر والمحترم لمستحقيه من السادة المبدعين منذ الدورة الأولى، التي تمّ فيها تكريم المترجم والكاتب الراحل سيد إمام مرورا بالدورات التالية وحتى هذه الدورة التي أشرف أن أكون أحد مبدعيها الذين طالهم التكريم الثقافي.
واختتم حديثه: وهذا ليس بمستغرب على حاكم مثقف ومبدع يعرف قيمة الإبداع والمبدعين، فشكرا جزيلا له، وشكرا للسادة الأكارم القائمين على هذا التكريم، سعادة الأستاذ عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وسعادة الأستاذ محمد القصير رئيس إدارة الشئون الثقافية بالدائرة، والشاعر المبدع حسين القباحي وكل فريق العمل في بيت الشعر بالأقصر، تلك القبيلة النشيطة الدؤوب فلولا جهودهم النبيلة ما تحقق هذا اليوم بهذا التوفيق وهذه الدقة في الأداء.