دار الإفتاء توضح صحة حديث خير الأسماء ما عبِّد وحُمِّد
أجابت دار الإفتاء عن سؤال ورد لها عبر موقعها الرسمي نصه: ما صحة حديث “خير الأسماء ما عبِّد وحمِّد”؟
وقالت دار الإفتاء في فتوى سابقة: هذا الحديث بهذا اللفظ غير مروٍ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكن معناه صحيح، وأصله عند الطبراني في المعجم الكبير من حديث أبي زهير الثقفي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا سَمَّيْتُمْ فَعَبِّدُوا»، وأخرج مسلم في صحيحه بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ».
وأضافت دار الإفتاء: وورد في التحميد ما اتفق عليه الشيخان من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تَسَمَّوْا بِاسْمِى، وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي»؛ ففيه دلالةٌ استقلاليةٌ على استحباب التسمي بِاسمٍ من أسمائه صلى الله عليه وآله وسلم، ومنها: محمد، وأحمد، ومحمود.
سنة المصطفى ﷺ أرست دعائم المعنى القرآني
على جانب آخر، أكد الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله وأنزل كتبه وسن شرائعة ليقيم في الأرض مجتمعات قوية مترابطة، تربط بين أفرادها روابط الحب والإخاء والاحترام، ليكونوا على قلب رجل واحد، قال المولى عز وجل: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، وكأن الغاية من الخلق هي التحاب والتعارف بين الناس، وأن التقرب من الله تعالى أساسه التقوى والعمل الصالح.
وأوضح الغفير، خلال خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، التي دار موضوعها حول "الوحدة وبناء الأوطان"، أن سنة المصطفى ﷺ أرست دعائم المعنى القرآني في قوله تعالى "إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" فجاءت السنة النبوية المطهرة لتجذر هذا المعنى في قلوب المسلمين فقال المعصوم ﷺ "مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى".