أركان الحج وشروطه وفضائله.. يعادل الجهاد في سبيل الله
أركان الحج وشروطه وفضائله، يرغب في معرفته الملايين من الأمة العربية والإسلامية، خاصة في ظل اقتراب موعد وقفة عيد الفطر للعام الحالي 1444/2023، والذي ينتظر أن توافق يوم الثلاثاء الموافق 27 يونيو المقبل، وتعتبر شعائر الحج فرحة وبهجة للمسلمين، حيث المشاعر النفسية والروحانية العظيمة، عند رؤية الحجاج يتسارعون من أجل أداء مناسك الحج على أكمل وجه، هذا فضلا على أن العديد ينتظرون يوم عرفة بشكل محدد من أجل التضرع إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاوي والأمنيات المختلفة، سواء كانت أمنيات حياتية، أو الرغبة في تكفير الذنوب والمعاصي التي نرتكبها طوال العام، فقد رَوَى أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»، أخرجه مسلم.
لهذا سوف يرصد القاهرة 24 في هذا التقرير أركان الحج وشروطه وفضائله، وهو يتضمن أركان الحج التي لابد من الالتزام بها، وشروط الحج من السنة النبوية، بالإضافة إلى فضل الحج.
أركان الحج
تعد أركان الحج، أحد مناسك أداء فريضة الحج، وهي 4 أركان قد حددها الدين الإسلامي بشكل واضح، وهي الإحرام، الوقوف بعرفة، طواف الإفاضة، السعي بين الصفا والمروة، ولابد من القيام بها بنفس الترتيب دون تقديم ركن على الآخر، لأنه في حالة تقديم أو تأخير أي من هذه الأركان، يشير إلى عدم صحة أركان الحج، والإخلال بشروطه ومناسكه، وفيما يلي نعرض في الفقرات التالية، شرح أركان الحج بشكل تفصيلي.
الإحرام
يعد الإحرام اول ركن من أركان الحج، ويعني الدخول في النسك، ويكون له زمان محدد وهو أشهر الحج ومكان محدد وهو مكة المكرمة، وقد ذكر الله ذلك في الآية 197 من سورة البقرة "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج".
الوقوف بعرفة
يعتبر الوقوف بعرفة أحد أهم اركان الحج، ويمكن القيام بهذا الركن منذ شمس يوم التاسع عشر من ذي الحجة، وحتى فجر يوم النحر، وقال بعض أهل العلم أنه يبدأ من طلوع فجر اليوم التاسع، وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الركن من أركان الحج بقوله "الحج عرفة، من جاء ليلة جَمْع قبل طلوع الفجر فقد أدرك" رواه أبوداود وغيره، على أن يكون الوقوف بعرفة في أي مكان حتى ولو لحظة واحدة.
طواف الإفاضة
يعتبر طواف الإفاضة ركن ثابت في الحج، وقد أكد العلماء أن يتخطى هذه الخطوة دون القيام به، يعتبر حجه باطلًا، ويقوم به الحاج بعد أن يفيض بعرفة ويبيت في المزدلفة، ويكون من خلال الطواف حول الكعبة سبعة أشواط، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم به بعد طلوع شمس يوم الأضحى.
السعي بين الصفا والمروة
يأتي السعي بين الصفا والمروة، آخر أركان الحج، وهو أصبح من شعائر الحج والعمرة، بعد أن قامت السيدة هاجر عليها السلام، في السعي ما بين جبلي الصفا والمروة، ويتم السعي بين الصفا والمروة من خلال الصعود إلى الجبل، عن طريق استقبال الكعبة الشريفة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتهليل والحمد والتكبير، مع الطواف لمدة سبع أشواط.
شروط الحج
توجد 5 نقاط حول شروط الحج، لابد من توفرها من أجل أداء مناسك الحج، وهي كالتالي:
- الإسلام يعتبر شرط واجب من شروط الحج، أي انه لا يجوز لغير المسلمين أداء فريضة الحج.
- العقل، بمعني أنه لا حج على المجنون حتى يشفي من هذا المرض العقلي أو النفسي.
- البلوغ.
- الحرية، فلا يجب على المملوك أن يحج حتى يتم عتقه.
- الاستطاعة، فالحج واجب على كل مسلم قادر.
فضل الحج
تتنوع وتتعدد فضل الحج، فعلى الرغم ما ذكره القرآن الكريم والسنة النبوية في فضل الحج، إلا أنه لا يمكن وصف مقدار المنافع العظيمة على الإنسان عند أداء فريضة الحج، سواء كانت منافع دينية أو دنيوية، حتى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه يعادل الجهاد في سبيل الله بل وأعظم منه في الثواب والفضل، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: “لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور”.
ويمكن أن نرصد في فضل الحج ما يلي:
- تحقيق الإخلاص لله عز وجل، حيث لا توجد وضعية أفضل من أداء الحج تظهر معاني الخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى، وذلك في صورة لطلب الرحمة والمغفرة.
- شكر الله على النعم التي لا تحصى في حياتنا وأهمهما نعمتي الصحة والمال، الذان يعتبران أحد شرو ط الحج الضرورية.
- أداء ركن من أركان الإسلام، والذي يعتبر الحج الركن الخامس به.
- الفوز بالأجر العظيم على أداء الحج المبرور، حيث يرجع الإنسان من الحج كما ولدته أمه خالي من الذنوب والمعاصي.
- تجديد العهد مع الله وتهذيب النفس الإنسانية.
- الحج المبرور جزاؤه الجنة؛ فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))؛ رواه مسلم.
