أفوكاتو الشاشة.. عادل إمام مكتسح عقد الثمانينيات بأدواره المتنوعة وقضاياه المتفردة
المتنوع اليوم وكل يوم، عادل إمام زعيم الفن المصري، زعيم السينما والدراما والمسرح، والذي لم يترك بابًا للفن إلا وطرقه، جرّب أنواعه العديدة والمختلفة، وكذلك نجح بل وتفوق في جميعها، وتمكن من أن يحفر اسمه في أذهان الجمهور وأعماله في قلوبهم، حيث جسد شخصية الصحفي النزيه بجدارة واحتراف، والضابط المسئول بحرفنة وذكاء، وذلك الأمر لم يمنعه من تجسيد النقيض، دور الحرامي والهلفوت، كما قال الكتاب.
لذلك عُرف عقد الثمانينيات بأعمال زعيم الشاشة، وكأن المخرجين والمنتجين في هذا العقد لم يعلموا طريقا لـ أي فنان سواه، فكانت حصيلة أفلامه خلال هذه الفترة تمتاز بالغزارة، لكن اللافت للنظر أنها لم تكن غزارة فنية تقليدية، أو بلا داع أو استحقاق، بل كان كل دور مختلف عن الذي قبله، يدهشك كيف تشاهده محترمًا شريفًا في صالة السينما اليوم، وحرامي هاربا من العدالة غدًا، مثل دور ماهر في المشبوه، وغيرها من الأدوار التي كان يفاجئنا بها الزعيم.
وقبل ساعات من عيد ميلاد الزعيم.. نستعرض لكم أبرز أعماله وشخصياته المتنوعة، التي جسدها خلال حقبة الثمانينيات، في السطور التالية:
ـ عصابة حمادة وتوتو 1982.. الأب الحنون والمواطن غير الشريف
حمادة الأب الحنون، الذي تحوله الأيام والظروف إلى سارق ومواطن غير شريف، حيث يحاول بشتى الطرق أن يعثر على مصدر دخل جديد؛ لينفق على ابنه الصغير وزوجته، بعدما طُرد من عمله كمهندس، ويظل يفكر كيف سيتصرف كأب يعول أسرته وبيته؟
فـ يقوده خوفه على نجله من قلة الطعام وعدم توافر الدواء، ورغبته في بناء حياة أسعد له ولزوجته، إلى السرقة، ويبدأ الأمر بعمليات بسيطة، ليتحول إلى عمليات كبيرة مدبرة ومخطط لها، وذلك بصحبة زوجته توتو؛ حتى أن كونا عصابة يهابها المواطنون، والعمل تحت قيادة المخرج محمد عبد العزيز.
ـ الغول 1983.. الصحفي الشريف الذي تحول لمجرم قاتل
بدأ الأمر بـ عادل، وهو يعمل صحفي شريف يحترم مهنته، ولكن سرعان ما تنقلب عليه الأحداث، ويضطره ظلم البشر إلى التحول لمجرم وقاتل ومستسلم للعدالة، بعدما استسلم أولا لغضبه الشديد من فهمي الكاشف وظلمه، وقاده ذلك إلى قتل الأخير، بعد محولاته في التخلص من عادل، الذي كان يصر على فضح جريمة ابن الكاشف، التي شهدها في أحد البارات ذات ليلة، والعمل من تأليف وحيد حامد، وإخراج سمير سيف، وشارك في العمل الفنان فريد شوقي، وآخرين.
المتسول 1983.. من الريفي القروي إلى الشحاذ المتمدن
حسنين البرطوشي، الذي يذهب من قريته ويترك حياة الريف إلى المدينة لـ خاله، وبعدما يفشل بجدارة في جميع المهن المسنودة إليه، يجبره خاله على العودة إلى بلدته.
لكن الظروف تؤدي به إلى وكر شحاذة، تترأسه إحدى العصابات، وتتوالى الأحداث في إطار كوميدي واجتماعي، حول الريفي القروي الذي تحول لشحاذ متمدن نوعا ما.
خمسة باب 1983.. الظابط منصور.. وفي رواية أخرى الخواجة كرياكو
الظابط الشريف، وفي رواية أخرى الخواجة كرياكو، الذي يُطلب منه مهمة صعبة، وهي التحقيق في قضية ما في بار يدعى خمسة باب، ويحاول العاملون فيه تقديم الرشوة له؛ للتغاضي عما يفعلونه، لكنه يرفض تماما، ويلجأ إلى حيلة التنكر في شخصية الخواجة كرياكو، ويلعب على مشاعر راقصة البار، التي تجسدها الفنان نادية الجندي.
الأفوكاتو 1984.. سبانخ المحامي اليوم.. والسجين غدًا
ذهب حسن سبانخ المحامي لإقامة جلسة في المحكمة، كعمله الطبيعي كل يوم، ولكن انتهت الجلسة بصدور حكم بحبسه لمدة شهر؛ لإهانته للمحكمة، فيقرر أن يحول هذه النقمة إلى نعمة، ويستغل مكوثه في السجن في إقامة العديد من علاقات مع زملائه في السجن.
وكان أبرزها علاقته مع تاجر المخدرات حسونة محرم، وتتوالى الأحداث في إطار من المفاجآت غير المتوقعة، وقدمت دور البطولة النسائية في هذا العمل، الفنانة يسرا، وألفه وأخرجه رأفت الميهي.
الهلفوت 1985.. عرفة مشاوير منتحل الفتوة عسران
جسد عادل إمام دور الهلفوت المجذوب نوعا ما، الذي لا يحترمه أي شخص في الطريق، والذي يعمل كحمّال، وتقوده ظروف فقره إلى انتحال شخصية فتوة يدعى عسران، وتُكشف كذبته بعد فترة من انتحاله، ليحاول بعض الأشخاص التخلص منه هو وصديقه دسوقي، وزوجته وردة، التي جسدت شخصيتها الفنانة إلهام شاهين، وتتوالى الأحداث في هذا الإطار الكوميدي الاجتماعي، وسط العديد من المفارقات الدرامية، التي يقع بها الهلفوت عرفة.
